ملاحظات جوهرية على هامش حفل "إنصاف" تضامنا مع سجناءغوانتنامو واحتفاء بمذكرات محمدو ولد صلاحــي (1/ 3) | البشام الإخباري

  

   

ملاحظات جوهرية على هامش حفل "إنصاف" تضامنا مع سجناءغوانتنامو واحتفاء بمذكرات محمدو ولد صلاحــي (1/ 3)

الأستاذ محمدٌ ولد إشدوكتب ـ الأستاذ محمدٌ ولد إشدو: شكرا لمنظمي هذا الحفل، وسلام على ضيوفه الكرام، ولدي ملاحظات جوهرية على هامش نشاط جمعكم الكريم سألقيها بأسلوب برقي، وهي:
أولا: أنه بخروج ما خرج مشوها من "يوميات غوانتنامو" فإن المهندس محمدو ولد صلاحي يكون قد تحرر نهائيا وانتصر، ومعه كافة معذبي غوانتنامو. فهدف الجلاد هو أن يهزم الضحية ويقتل روحه المعنوية بين جدران الزنزانة الأربعة، دون شاهد أو مشهود. وما إن يعجز الجلاد عن بلوغ هدفه، وتتسرب إلى العالم الخارجي آيات فشله ونذالته وهمجيته في كتاب أو صور أو شريط، حتى تعلن هزيمته على الملأ، ويفتضح ويلعن.. وينتصب الضحية شامخا منتصرا، حيا كان أو ميتا.عندها يتم تبادل عجيب للأدوار بين الطرفين؛ إذ يتحرر الضحية من سجنه وضعفه، ويصبح الجلاد سجين عجزه وفشله، وتتوجه إليه ملايين أصابع الاتهام.

وإني لأقول قولي هذا من واقع تجربة طويلة مباشرة وغير مباشرة مع الجلادين كانت آخرها عملية اختطافي صحبة الرئيس أحمد ولد داداه والوزير العميد محمذن ولد باباه يوم 16 دجمبر سنة 1998 من مهرجان سلمي مرخص في نواكشوط ونقلنا سرا إلى قبو بارد بال في واحة بوامديد النائية... لقد مكثنا أياما رغم أعمارنا ومكانتنا، أغراضا في يد حفنة من الجلادين تتحكم فينا كما تشاء، وتظن أنها صاحبة الحول والطول. ولكن ما أن كسرنا الصمت واخترقنا حاجزها الواهي وأوصلنا "رسالة بو امديد" إلى العالم الخارجي حتى انهار الجلادون في حصونهم وانتصرنا.. وصار السجان أسيرا، ونحن أحرار.
ثانيا: إن كون محمدو ولد صلاحي قد تم تسليمه من طرف الحكومة الموريتانية إلى المخابرات الأمريكية يوم 28 نوفمبر في ذكرى عيد الاستقلال يشكل جريمة ضد الإنسان الموريتاني وضد الوطن وضد الكرامة الوطنية تجب مساءلة مرتكبيها حتى لا تتكرر، وهي - فوق هذا وذاك- دليل قاطع لا لبس فيه على ما كان من نفوذ وهيمنة وسيطرة للسفارات الأجنبية على موريتانيا. وعلى الدولة الموريتانية المنعتقة أن تغسل عار هذا الفعل الشنيع بالتدخل العاجل الفعال من أجل إطلاق سراح سجنائنا في غوانتنامو وإرجاعهم إلى أرض الوطن يوم 28 نوفمبر القادم.
إن كون المهندس محمدو ولد صلاحي هو السجين الوحيد في غوانتنامو الذي سلمه بلده إلى أمريكا أمر يغرينا بالتذكر والتدبر.
تذكر تلك الفترة السوداء من سنوات الجمر التي كان المواطن فيها سلعة وفريسة، لما لنزوات الحكام والسفارات الأجنبية - وخاصة سفارتي أمريكا وإسرائيل- من جبروت. وتدبر ما إذا كنا حقا بلا ذاكرة كما يدعي البعض؟ ويبدو أن الكثيرين من الذين يحترفون السياسة عندنا هم كذلك حين يقارنون نظام تلك السنوات العجاف بما نخن فيه اليوم من حرية وعزة، وإن بقي كثيرمما يجب عمله.

تصفح أيضا...