تدوينة: متى سنكون جمهورية؟ | البشام الإخباري

  

   

تدوينة: متى سنكون جمهورية؟

حبيب لي

كم شوهنا الاسلام حين وضعناه شعارا لدولتنا وسميناها ب " الجمهورية الاسلامية الموريتانية" مرت خمسة عقود على اختيارنا هذا الاسم ونكون أضحوكة امام العالم الاسلامي والغير إسلامي. في دستورنا المحترم، نقول ان الاسلام هو دين الدولة؟ ولكن اين هي الدولة بعد كل ماحدث من الفوقية، الهرمية، والقبلية؟ اين هو الاسلام السمح ودين المساواة والرحمة والخير والعافية؟ ما هكذا تدار الأمور! حبذا لو توقفتم الضحك على عقولنا نحن معشر الشعب المقهور. ام ان وجود شعار مثل الاسلام ملتصقا باسم دولة موريتانيا يكفي ان نسير ونواكب العالم في حضارته الانسانية الماضية قدما نحو الرقي والتطور الى الأفضل؟ لا وجود للإسلام في ذلك البرزخ في ظل هذا التناحر القبلي المقزز بين أبناء الشعب الواحد، اننا بعيدون كل البعد ماندعي اننا منه واليه نصبو. 
هكذا تأتي نتائج عكسية بعد كل الارتجاليات التي دأب اباء المؤسسين للدولة الحديثة اليها. اختلطت عليهم أمور دنياهم ودينهم حتى اتخذوا دينهم شعار لكل شئ وأفرغوا الدين من محتواه الروحي والمعنوي وصار الدين أحجية وشعار فارغ من معناه الأصلي التعبدي الروحاني بين العبد والإله. فالتنعترف اننا عاجزون عن اخراج أنفسنا من عنق الزجاجة، لا داعي للإصرار على تكرار نفس الأخطاء والتمادي فيها. 
ماحدث مؤخرا في گرو من التناحر يفسر غياب الدولة وزيف ماتدعي في حملاتها الكرنفالية، يفند ما تدعي به الحكومة الموريتانية من إصلاحات جوهرية وارساء الدولة المدنية. من نحن؟ سؤال بشكله بسيط وفي جوهره مستعصي ومتشابك ومعقد حد تعقد مجتمعنا الموريتاني المنغمس في القبيلة والمحافظ على استمراريتها وسيادتها على حساب الدولة كمحافظته على بقائه في قيد الحياة. 
ان انشاء دولة مدنية معاصرة يتطلب جهد بشري يعتمد على قوانا العقلية وبناة افكارنا تماشيا مع مجتمعنا ومتطلباته، نحن لسنا من مريخ ولسنا من زمن الصحابة، نحن نعيش في القرن الحادي والعشرين، بالفكر الحادي والعشرين، بزمان الحادي والعشرين، ومن البشر الحادي والعشرين. الدين لايبني الدول ولم يأتِ لذلك الغرض، الدين للتعبد وتطويع الروح وتغذيته بروحانيات وأذكار وتسبيحات واستغفارات وغيرها من الطقوس، اما الدول فتبنى بأدمغة مواطنيها بأفكارها ووعيها وإدراكها لاهمية البناء والتقدم. الفكر هو من أنقذ البشرية من الوحشية وطورها وحول الانسان من الوحش الى كائن منتج وراقي يطور ويتطور مع عصور الزمان. 
حان الوقت ان نكون شعب يساهم في رقي العالم، الاقتتال من عادات قديمة دأب اليها الانسان حين كان وحشا غبيا عاجزا عن ستر عورته. اما الآن، فعيب على انسان يقتل او يتعصب للقتل في ظل هذا التطور وهذه الحضارة الراقية الجميلة التي بناها الانسان الحديث. دعونا ننضم اليها ونسايرها ونضيف عليها جمالنا ونساندها بما نسطيع بدل المساهمة في جر الركب الى الحضيض...كفاكم تدنيس الاسلام، كفاكم كذبا على العالم!

نقلا عن صفحة الكاتب على الفيس بوك

تصفح أيضا...