من خطاب ترامب إلى اقتحام الكونغرس.. تفاصيل ما جرى في بواشنطن | البشام الإخباري

  

   

من خطاب ترامب إلى اقتحام الكونغرس.. تفاصيل ما جرى في بواشنطن

أنصار ترامب داخل مبنى الكونغرس والأمن يحاول صدهم (الأناضول)

البشام الإخباري/ " لن يكون يوم 6 يناير/كانون الثاني كغيره من الأيام السابقة على تنصيب رئيس جديد للولايات المتحدة في 20 من الشهر الجاري"، بهذه الكلمات بدأ تقرير الجزيرة نت الذي نُشر قبل يومين، وتوقع في ثناياه أن يكون هذا اليوم استثنائيا بسبب استمرار رفض الرئيس دونالد ترامب نتائج الانتخابات.

وذكر التقرير أن "6 يناير/كانون الثاني ليس كغيره من الأيام في التاريخ الأميركي الممتد لما يقرب من 240 عاما"، ومع ذلك لم يتوقع أحد حجم الإثارة والعنف أو درجة التصميم الكبيرة لدى المشرّعين الأميركيين على إنجاز المهمة الملقاة على عاتقهم.

بداية اليوم

بدأ يوم أمس الأربعاء باردا، وارتفعت درجة الحرارة 3 أو 4 درجات مئوية فقط، دافعة عشرات الآلاف من المتظاهرين إلى ارتداء ثقيل الثياب.

ومنذ ساعات الصباح الباكر، زحف عشرات الآلاف من مختلف الولايات الأميركية على العاصمة واشنطن، استجابة لدعوة ترامب للتظاهر والاستماع إلى كلمته قبل بدء أعمال الجلسة المشتركة لمجلسي الكونغرس (النواب والشيوخ) المخصصة للتصديق على نتائج الانتخابات الرئاسية، التي نتج عنها فوز المرشح الديمقراطي جو بايدن بـ306 من أصوات المجمع الانتخابي مقابل 232 صوتا لترامب.

ولاحظ الجزيرة نت إغلاق الكثير من المحال المجاورة لمنطقة المظاهرات المحددة بجوار البيت الأبيض.

وتم إغلاق الكثير من الشوارع المحيطة بالبيت الأبيض، وبدت خالية من حركة السيارات، وزادت حركة المتظاهرين الذين اختار الكثير منهم القدوم مبكرا منذ الخامسة صباحا، ضمانا لمقعد أو مكان قريب من المنصة التي تحدث عندها ترامب.

التقى الجزيرة نت عائلة تقطن في ولاية تينيسي. قاد "جون" -الأب لأطفال خمسة أكبرهم لم يتخط التاسعة- سيارته مع زوجته من تينيسي إلى العاصمة واشنطن، في رحلة استغرقت 12 ساعة قطعوا فيها 1100 كيلومتر.

وقال جون للجزيرة نت إنه وعائلته جاؤوا "لإنقاذ البلاد من اليساريين الذين يهدفون لسرقة الانتخابات".

وردا على سؤال من الجزيرة نت حول تغيير هوية الفائز ليصبح ترامب بدلا من بايدن، ردّ جون بحزم "نعم هذا هو ما نهدف إليه، 4 سنوات إضافية للرئيس ترامب".

قبل خطاب ترامب وبعده، بدت الأجواء احتفالية في البداية، مع ارتداء المشاركين ألوانا زاهية وملابس تغطيها ألوان العلم الأميركي.

ثم تجول الجزيرة نت قبل الخطاب، ولاحظ وجود الكثير من أعضاء منظمة "براود بويز" ( Proud Boys) ضمن المتظاهرين، تميزهم ملابسهم شبه العسكرية.

وامتلأت الساحة المخصصة لخطاب ترامب بالمتظاهرين الذين قدّرتهم شرطة العاصمة بنحو 50 ألفا، واختار بعضهم الصعود فوق الأشجار لضمان مكان أفضل لرؤية الرئيس بعيدا عن الازدحام، بينما انتشرت الشرطة في المكان وقد امتطى العديد من عناصرها الخيول.

وانتشرت بكثافة بين المتظاهرين الأعلام الأميركية ورايات حملة ترامب، كما حمل كثيرون لافتات تمتدح الرئيس وتشبهه في بعض الحالات بالسيد المسيح. وعلى النقيض، كانت هناك لافتات تسيء إلى الرئيس المنتخب جو بايدن، وشبهته إحداها بالزعيم السوفياتي السابق جوزيف ستالين.

ولم يكن الجزيرة نت بعيدا عن منصة الرئيس التي ألقى منها خطابه سوى 50 مترا، وقد أشعلت كلمات ترامب المتكررة عن تزوير الانتخابات وسرقتها منه لصالح بايدن حماس الآلاف من مناصريه.

ودعا ترامب -بلغة واضحة- المتظاهرين للتوجه إلى مبنى "الكابيتول" (الكونغرس)، للتعبير عن غضبهم من التصديق على نتائج انتخابات المجمع الانتخابي بالولايات الأميركية.

وبعد أكثر من ساعة كاملة، أنهى ترامب الخطاب وغادر المنصة التي نصبت على بعد أقل من 200 متر من المدخل الجنوبي للبيت الأبيض، في مواجهة مسلة واشنطن الشهيرة.

بعد ذلك غادر معظم المتظاهرين (نحو 35 ألفا)، في حين استجاب البقية لدعوة ترامب وتوجهوا نحو مبنى الكونغرس الذي لا يبعد إلا كيلومترين عن مقر التظاهر.

اقتحام مبنى الكونغرس الرئيسي

تحرك آلاف المتظاهرين إلى الكونغرس أثناء انشغال أعضاء مجلس النواب الـ435 في الصالة الرئيسية الكبرى، وأعضاء مجلس الشيوخ الـ100 في القاعة الأصغر، بمناقشة التصديق على نتائج انتخابات ولاية أريزونا.

وفي العادة، يتواجد الكثير من الحرس الفدرالي المخصص لحماية مباني الكونغرس، ولا يمكن الدخول للمبنى إلا بعد المرور من بوابات مخصصة، حيث يجري فحص أمني للتأكد من عدم حمل مواد ممنوعة أو أسلحة نارية.

وقبل الوصول لمداخل مبنى الكونغرس المتعددة، اختفى الحرس ولم يوجد الطوق الأمني كما جرت العادة في عشرات المظاهرات الكبرى التي تشهدها واشنطن سنويا لإبعاد المتظاهرين عن المبنى.

وحاول بعض رجال الشرطة الموجودين منع الحشود الغاضبة من الصعود والدخول إلى الكونغرس، وفشلوا في إيقاف زحف المتظاهرين الذين دخلوا من جهتي الكونغرس الشرقية والغربية.

وسارعت قوات الحراسات الخاصة إلى إخلاء قاعتي الكونغرس، وتأمين بعض القيادات مثل مايك بنس نائب الرئيس، ورئيسة مجلس النواب نانسي بيلوسي.

وتم إيقاف عملية التصديق لما يقرب من 5 ساعات حتى استعادة السيطرة الأمنية على مباني الكونغرس وإخلائها من المتظاهرين بعدما شاهدهم العالم يلهون في مكاتب المشرعين، في حين اختار بعضهم التقاط الصور على مقاعد رئيسي المجلسين.

المصدر : الجزيرة

عائلة من 7 أفراد قدمت بالسيارة من ولاية تينيسي (الجزيرة نت)
الحشد يستمع لخطاب ترامب في واشنطن (الجزيرة نت)