في 20 يوما من يناير.. 6 أحداث غيرت أميركا | البشام الإخباري

  

   

في 20 يوما من يناير.. 6 أحداث غيرت أميركا

البشام الإخباري/ عاشت الولايات المتحدة الأميركية في الأيام الـ20 الأولى من شهر يناير/كانون الثاني الجاري أحداثا كبيرة ومتسارعة غيرت وجه أميركا، وستلقي بظلالها على مستقبل البلاد السياسي.

مشاهد كان أبطالها الرئيس السابق دونالد ترامب وأنصاره، الذين سعوا بكل الوسائل إلى عرقلة تسلم خلفه جو بايدن رئاسة البلاد؛ مما جعل هذه الأيام من يناير/كانون الثاني حبلى بأحداث بعضها غير مسبوق في التاريخ الأميركي.

استمرار إنكار الهزيمة

بدأ العام على خلفية استمرار رفض الرئيس السابق دونالد ترامب نتائج الانتخاب، وتعهده للملايين من أنصاره أنه المرشح الفائز، وأنه سيستمر رئيسا لـ4 سنوات قادمة.

وفاز ترامب بأصوات 74 مليون أميركي (47% من أصوات الناخبين)، بزيادة تقدر بـ11 مليون صوت عما حققه في انتخابات 2016، وذلك على الرغم من تعرضه لتحقيقات حول التدخل الروسي في الانتخابات استمرت عامين، وتحقيقات بهدف عزله استمرت نصف عام على خلفية قضية أوكرانيا، وجائحة كورونا غير المسبوقة، والتي نتج عنها وفاة 400 ألف أميركي، وإصابة 24 مليونا آخرين مع نهاية فترة حكمه.

وطالب ترامب أنصاره بالمشاركة في مظاهرة ضخمة في العاصمة واشنطن يوم 6 يناير/كانون الثاني للضغط على المشرعين من أعضاء مجلسي النواب والشيوخ، والضغط كذلك على نائبه مايك بنس، الذي ترأس يومذاك جلسة مشتركة للمجلسين من أجل التصديق النهائي على النتائج.

اقتحام مبنى الكابيتول

قبل انتهاء ترامب من إلقاء كلمة أمام عشرات الآلاف من أنصاره الغاضبين، الذين ملؤوا ساحات العاصمة واشنطن في ذلك اليوم، حرضهم على الذهاب للكونغرس وإسماع أصواتهم للأعضاء ولنائب الرئيس.

وبالفعل توجه آلاف منهم إلى مبنى الكونغرس الرئيسي حيث كانت تعقد جلسة التصديق على النتائج، واقتحموها في محاولة لعرقلة أعمالها. واستطاع المئات من أنصار ترامب تخطي الحواجز الأمنية، واقتحام غرف الكونغرس، وتم تأمين الأعضاء في غرف سرية وإيقاف الجلسة 5 ساعات.

وبعد سيطرة الأمن على الموقف، وهو ما نتج عنه مقتل 5 أشخاص وإصابة العشرات، عاد أعضاء المجلس للتصديق على نتائج الانتخابات.

ورفض أكثر من 150 من أعضاء المجلسين من الجمهوريين التصديق على نتائج انتخابات بعض الولايات، ومن أهمهم السيناتور تيد كروز من ولاية تكساس، والسيناتور جوي هاولي من ولاية مسيسيبي.

إدانة ثانية للرئيس بهدف العزل

قدمت رئيسة المجلس، نانسي بيلوسي، قرارا لإدانة الرئيس ومحاكمته أمام مجلس الشيوخ بهدف عزله. وأدى مجلس النواب دور المدعي العام، في حين قام مجلس الشيوخ بدور هيئة المحلفين.

واتهم القرار الرئيس بالتحريض على التمرد ضد الحكومة بما يهدد أمن وسلامة ومصالح الولايات المتحدة من أجل عرقلة الانتقال السلمي للسلطة، ومحاولته استخدام القوة لتغيير نتائج الانتخابات بحيث يصبح المرشح الخاسر فائزا.

وفتح النقاش عدة ساعات بين أعضاء المجلس، واختارت بيلوسي فريق الادعاء في محاكمة ترامب بالكونغرس بقيادة النائب جيمي راسكين، ورد عدد من أعضاء الحزب الجمهوري ورفض أغلبهم إدانة الرئيس.

وفي نهاية الجلسة دعت بيلوسي الأعضاء للتصويت حول القرار، وصوت 10 أعضاء جمهوريين فقط من أصل 213، أو ما نسبته 4.7% لصالح إدانة ترامب.

ويدل ذلك على خوف الأعضاء من تأثير غضب ترامب على مستقبلهم السياسي، وتم تمرير القرار، وسخر ترامب مما يقوم به مجلس النواب من محاولات عزله، ووصف هذه الجهود بأنها "سخيفة تماما"، وتتسبب في "غضب هائل" بأرجاء الولايات المتحدة.

محاكمة ثانية قادمة

ينتظر أن تقدم بيلوسي قرار اتهام دونالد ترامب خلال الأيام القادمة ليصبح أول رئيس في التاريخ الأميركي يتعرض لمحاكتين بهدف العزل.

ويهدف الديمقراطيون إلى إدانة ترامب بهدف عزله في محاكمة تشريعية ليكون عبرة لغيره في المستقبل، ومن أجل احترام سيادة القانون. ويرى بعض المعلقين أن الهدف المبطن للديمقراطيين يتمثل في العمل على منع ترامب من أي نشاط سياسي في المستقبل.

في حين يرى الجمهوريون أن الإسراع بمثل هذه المحاكمة يضر بالديمقراطية، ويزيد من الانقسام. ويرون أن انتهاء فترة حكم ترامب بصورة طبيعية لا يستدعي بدء المحاكمة بهدف العزل.

ويؤمن الجمهوريون أن الديمقراطيين يسعون للانتقام من ترامب لتحقيق مكاسب سياسة لحزبهم على حساب الجمهوريين؛ لقطع الطريق على عودته في انتخابات 2024.

واشنطن تتحول لثكنة عسكرية

عقب أحداث 6 يناير/كانون الثاني، وفي ضوء تزايد تحذيرات التقارير الاستخباراتية من تخطيط الكثير من الجماعات اليمينية المتطرفة، والتي تؤمن برقي الجنس الأبيض، للعودة إلى العاصمة للاحتجاج على تنصيب جو بايدن رئيسا جديدا للولايات المتحدة.

وأعلنت عمدة مدينة واشنطن، موريل باوزر، حالة طوارئ عامة في المدينة حتى يوم 21 يناير/كانون الثاني الجاري، وتم إغلاق الكثير من الشوارع والمناطق المحيطة بالبيت الأبيض ومباني الكونغرس. ولم يشارك في حفل التنصيب مئات الآلاف من المواطنين كما جرت العادة؛ بسبب احترازات مواجهة فيروس كورونا والمخاوف الأمنية. وانتشر أكثر من 25 ألف جندي لتأمين مراسم حفل التنصيب.

غياب ترامب عن حفل تنصيب خلفه

خالف ترامب 150 عاما من التقاليد السياسية الأميركية الراسخة، حيث من المعتاد أن يجلس الرئيس المنتهية ولايته إلى جانب الرؤساء السابقين خلف الرئيس الجديد، مما يرمز إلى سلاسة الانتقال السلمي للسلطة.

وغادر ترامب البيت الأبيض صباح الأربعاء بمراسم رسمية ورمزية في قاعدة أندروز الجوية خارج العاصمة واشنطن بولاية ميريلاند المجاورة.
في حين شارك نائب الرئيس، مايك بنس، في حفل التنصيب، وكذلك الرؤساء السابقون بوش وكلينتون وأوباما.

وقبل نهاية الـ20 يوما الأولى من 2021، بدأ الرئيس جو بايدن مهامه الرئاسية وخلال ساعات حكمه الأولى بالتوقيع على عدد من الأوامر التنفيذية لإلغاء العديد من قرارات ترامب، والاستعداد لمواجهة جائحة كورونا.

المصدر : الجزيرة