شكرا سيدي ولد مولاي الزين | البشام الإخباري

  

   

شكرا سيدي ولد مولاي الزين

الشيخ ولد بلعمش

لا بد من كسر رحلة العلاج هذه في بلدي الثاني ذي التاريخ المقاوم تونس بكلمة حق فالله الذي نرجوا منه الشفاء يأمرنا بأن نكون شهداء بالحق .

مما أتيه به فخرا وحباني به الله من نعمه التي لا تحصي أنني بالإضافة إلى انتمائي إلى شنقيط العتيقة ولدت وتربيت في وادي امحيرث .
هناك تذوب الهويات الضيقة و لا تبقى منها إلا العناوين تقريبا و رغم مطبات الأيام و خلافاتها العابرة يظل الود أصيلا بين أحفاد أولئك الرجال الذي حفروا الآبار في الكدى و ملأوها واحات غناء و الذكريات هناك تضحية و إيثار كلها و حسبك أن القوم على ضيق ذات اليد ما عرفوا الضن بما يملكون يوما بل لي الشرف أنها القرية التي أوفدت خيرة أبنائها يتقدمهم ذلك الشريف الجليل سيدي ولد مولاي الزين ليكونوا مِجنًّا لديار الإسلام في هذه الصحراء فسلوا تجكجة عن أبناء قريتي ليلة الثالث عشر من مايو عام 1905 إن كنتم لا تعلمون

إن قرار الشريف الفرديَّ الأول بالتصدي للكافر الذي سام الناس سوء العذاب في تكانت كان نابعا من رؤية دينية سليمة ومناصرة أهل التناكي المبدئية للشيخ المجاهد في مسعاه وسام على صدور أبنائهم إلى يوم الدين .

لقد دفعت عائلة الشهيد ابن مولاي الزين ثمنا باهظا للموقف البطولي و ضايقها المستعمر و لم تستعد أكثر ممتلكاتها إلا بعد جهد جهيد من أصدقاء أوفياء في زمن لا قبل لأحد به .

استمر أبناء سيدي و أقاربه و أهل التناكي حلفاء في مواقع جهادية كثيرة بعد غزوة تجكجة المباركة يشدون على أيدي بعضهم و يتقاسمون الصبر و النصر .

جاءت الدولة الموريتانية الحديثة ليبدأ أهل التناكي رحلتهم في الحضور المستحق بعد أن ظلمتهم الخمسون سنة الأولى من القرن العشرين.

كنت أظن أن في اعتراف الناس بذلك الفضل عزاءً لأولئك و لَنا فما عاناه أولئك في زمن كان أغلب '' الشيوخ '' يقبضون فيه رواتبهم من الخزينة الفرنسية لم يكن شيئا يسيرا لكنني و أنا بعيد عن أرض الوطن زاد ألمي ضعفين و قد رأيت من يصور الأشياء على غير حقيقتها و ليس شأني و لا هدفي هنا مهاجمة ولد ابيبكر و لا غيره فلربما ينبري له من يتقن ذلك لكنني أريد أن أنبه العقيد المتقاعد إلى خطورة و خطيئة ما قال تاريخيا و عقائديا و أخلاقيا .

كنت أحسب ما كتب '' الأستاذ '' عن '' أم التونسي '' شططا دفعته إليه ثارات بينية قديمة لا يتخلص منها عندنا إلا القليل من الذين يكتبون لكن ما كتبه العقيد اليوم إساءة بالغة لا أخلاقية في حدها الأدنى و لربما يمكن أن نجد لها تفسيرا '' سيكولوجيا '' لا يبعث على الاطمئنان .

أشار '' دفالي ولد الشين '' في مقالاته الأخيرة إلى إرث فرنسي و ورثة للمشروع الفرنسي من بني جلدتنا و كنت أظن ''ثورية'' الرفيق و ''خيلاءه'' القومية قادتاه إلى المبالغة إذ من طبيعتي حسن الظن بالجميع لكن أخانا دفالي كان على حق و كنت المخطئ في فهمي الطيب المسالم فألف اعتذار إليه.

إن كُثُرا ينشبون أظفارهم في قلب هذا الوطن منذ سنين وحين لا يسلم الجناب النبوي الطاهر فأي شيء بعد ذلك سيسلم ؟!.

حين يوصف الذئب المترصد بأنه حمل وديع فذلك مسمار يدق في نعش المنطق و أمر له ما بعده.

و حين يوصف المجاهد الذي ذب عن حرمة الإسلام و دافع عن المغلوبين على أمرهم و رحل عن أطفاله مستسهلا كل ذلك في سبيل الله بصفة ''الظلامي'' فإن الحياء ما بقي منه شيء يذكر ..

إن الأمر لَكَمَا قال أحد المدونين : ''مقال عن اسرائيل الطيبة ؟!! هذا ما ينقصنا'' .

لكننا خلَّدْنا لهذه الأرض هويتها العربية الإسلامية و ملأناها معارف و علوما و لقَّنَّا الغازي البغيض دروسا لن ينساها لا هو و لا أزلامه .

لا تمكين في هذه الأرض إلا للمتشبثين بهويتها المستقلة فليشرب عشاق فرنسا البحر و ليبكوا كثيرا فلا شعبية لمنطقهم و ما من أذن مصغية لما يزوِّرون من قول و يروِّجون من أفكار .

أما نحن فنقول شكرا سيدي ولد مولاي الزين رحمك الله و أسكنك جنان الفردوس و تقبلك شهيدا بما صبرت و جاهدت و بذلت و ضربت من مَثَل .

شكرا لكل المجاهدين معك من أهل التناكي وغيرهم رحمهم الله وتقبلهم شهداء وتبوّأوا من الجنة كيف شاءوا.

أما أنت يا كبولاني فقد سقيناك علقما و أنت تتخبط في دمائك فإلى النار و بئس الورد المورود أيها الظالم الغشوم المتسلط .

لن تنفعك لغتك و لا علومك التي ما أردت وجه الله بها و لا سُمَّكَ المدسوس في الدسم .

و لأذناب فرنسا لا مستقبل لكم على هذه الأرض .

الشيخ ولد بلعمش