هذه كلمة كتبها صديقكم بتاريخ 23 يونيو 2012 ( فيديو ) | البشام الإخباري

  

   

هذه كلمة كتبها صديقكم بتاريخ 23 يونيو 2012 ( فيديو )

سبحان الله العظيم،
هذه كلمة كتبها صديقكم بتاريخ 23 يونيو 2012
الشّعب يريدُ تهذيبَ اللسان
إن كان لهذه الأيام التي نعيشها عنوان رئيسي فهو "اندثار التسامح وسيادة العنف اللفظي". وهو ما يعني انحسار قيمة أساسية من سمات مكارم الأخلاق وقاعدة جوهرية من قواعد اللعبة الديمقراطية. وهنا أعترض على الخطاب المتطرف والمتشدد وعلى الأوصاف غير اللائقة التي أطلقها الساسة على بعضهم البعض في الآونة الأخيرة ... لا أتحدث عن سلامة القصد والنية أو عدمها، ولا أتحدث عن موضوع الشجب ودوافع التنديد والاحتجاج أو التصفيق والتأييد ... ولكني أتحدث عن أسلوب التعبير ونبرة الخطاب... أسلوب إطلاقي وعنيف هو نتاج ثقافة أحادية تؤدي حتما إلى تدني مستوى التعاطي مع الشأن العام وانتكاس أدب الخلاف، حيث يصبح أي خلاف مهما صغُر حجمه مبررا لاستخدام مختلف أسلحة الاغتيال المعنوي والتراشق بالألفاظ التي تتجاوز حدود الأدب وتؤذي الشعور العام. بعبارة أخرى، فإن الإساءة إلى الناس أيّا كان مصدرها تكشف عن إحدى عورات الطبقة السياسية وتفضح مدى التردي الذي بلغته ثقافة الاختلاف في أيامنا هذه.
 ما يجري حاليا بين المعارضة والموالاة أبعد ما يكون عن العمل الديمقراطي النظيف والتواق بطبيعته إلى الحوار والتسامح والتراضي. ما يجري حاليا هو أقرب ما يكون إلى حرب نفسية تستعمل فيها الكلمات والتصريحات في محاولة كل طرف لتحطيم معنويات الطرف الآخر وتمزيقه وتشويه صورته وحمله على "الاستسلام" وترك الساحة. وكأن هناك من ينفخ في النار لتشتعل حروب كلامية وحملات دعائية "نارية" غير محسوبة وغير محمودة العواقب. وهنا مَكمَن الخطر! علينا أن ندرك أن الحرب بالكلمات تتقدم دائما بين طرفي النزاع على الحرب باللكمات أو الحرب بالطلقات (والعياذ بالله)؛ فإنْ نجح الهجوم بالكلمات في إثناء الخصم عن هدفه تنتفي الحاجة إلى الهجوم باللكمات. أما وإن لم يؤد الغرض يقع الأسوأ (لا قدّر الله) لتكون حروب الكلمات مقدمة لحروب اللكمات. وهذا أمر طبيعي وكثيرا ما جرى في القارة الأفريقية والعالم. فالكلمات هي القذائف الأولى أو الشرارة التي إن لم تخمد لخرجت منها كل الشرور. فالحروب والفتن تبدأ في عقول البشر ثم تنزلق إلى ألسنتهم وبعد ذلك تتولاّها أيديهم. ومثلما لايكبّ الناس على وجوههم أو على مناخرهم إلا حصائد ألسنتهم، فإنه لايكب الدول في مطاحن الحروب والفتن غير حصائد ألسنة أهلها. إن صحّ هذا، فقل بملء فيك – أيها القارئ الكريم – "الشعب يريد تهذيب اللسان".
23 يونيو 2012
 من صفحة الوزير السابق محمد فال ولد بلال

فيديو