فحوى لقائي برئيس الجمهورية السيد محمد ول عبد العزيز / سيديا ول للاف | البشام الإخباري

  

   

فحوى لقائي برئيس الجمهورية السيد محمد ول عبد العزيز / سيديا ول للاف

التقيت برئيس الجمهورية السيد محمد ول عبد العزيز في لقاء شعبي في إحدى الولايات، وقد اتيحت لي فرصة الكلام فصعدت المنصة وكانت مداخلتي كالتالي:
السيد رئيس الجمهورية
نحن اليوم نستقبلكم بهذه الجموع الغفيرة كما استقبلنا الرؤساء قبلكم؛ وبها سنستقبل الذين سيأتون بعدكم، ونرحب بكم كما رحبنا بهم وكما سنرحب بمن سيأتي بعدكم، 

إذ الدنيا "دُوَلٌ" تتناقل، فالحاكمون اليوم محكومون غدا، والمصفقون والمطبلون والداعمون اليوم هم أول المتخلون عنكم، عندما يحكم غيركم.
سيد الرئيس
أين الذين حكموا هذا البلد قبلكم، الإجابة طبعا: "منهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر".
أعرف أنكم سافرتكم مع ول الطايع في مثل هذه اللقاءات وقد رأيتم بأم عينكم ما كان يستقبل به من حشود . . .
سيد الرئيس
قررتم أنكم ستخوضون هذه التعديلات ولو كلفتكم إنفاق خزينة الدولة، ولهذا السبب أنا اليوم أمامكم لأبين لكم ما شوهه لكم الوزراء الحواشي:

سيد الرئيس
المتكلم خريج كلية العلوم القانونية والاقتصادية قسم القانون، وقد شاهدت بأم عيني أنواع الفساد المالي والإداري في هذه الكلية التي ليست نشازا عن غيرها من الكليات.
- فالدروس غير ملائمة لسوق العمل
- المناهج الدراسية جامدة لا تتغير
- تخرج سنويا ما يقارب 1.000.000 (مليون) طالب(ة) في السلك الأول من التعليم العالي  (ليسانص)
- كل هؤلاء الطلاب لا يواصل منهم الدراسة في السلك الثاني إلا نسبة 10%، طبعا على نفقتهم الخاصة، وهذا لسببين:
1- أن الوزارة الوصية (وزارة التعليم العالي) أوقفت المنحة للخارج معللة ذلك بفتح السلك الثاني في البلد.
2- أن الوزارة أوقفت التسجيل في الماستر لمدة ثلاث سنوات في كلية القانون والاقتصاد، وبعد الكثير من اضغط الداخلي والخارجي فتحت التسجيل لهذا العام المنصرم، بدون منحة داخلية، ودون دراسة جديدة، حيث المناهج المطبقة ما قبل ثلاث سنوات هي نفسها المناهج المطبقة اليوم.
- أقصت الكثير من الطلاب الخيرين والممتازين الذين لو واصلوا الدراسة لاستفادت منهم الدولة، بفعل شرط السن الذي اكتنف إعلان فرز نتائج الإختيار.
- في العام الذي حولنا يمنع جمع وظيفتين سدا لذريعة ازدياد ارتفاع درجة الباطلة، وفي الكلية الدكاترة الواحد منهم يحتكر تدريس ثلاث مواد أو أربع، في الوقت الذي يشغل فيه منصبا مرموقا في إحدى الوزاراة أو الإدارت، ونحن لدينا ضعف أساتذتنا الحاليين من الشباب الخريجين الجدد من جامعات عريقة.
والأدهى من ذلك تنافسهم مع خريجي السلك الثاني من التعليم العالي على تدريس الأعمال التطبيقة أي مايعرف ب: (TD).

سيد الرئيس
التعليم العالي بحاجة لمن ينتشله (أي ينقذه) من الضياع

سيد الرئيس
ترشيد الموادر المالية والبشرية الذي تريدون يمكن أن يتحقق بدون تعديل للدستور فمثلا:
- هناك ما يقارب المليون من البشر يتقاضون رواتب شهرية وهم حتى لا يعرفون الجهة التي يعملون لصالحها.
- البنك المركزي الموريتاني هناك 200 شخص أو زيادة يتقاضون منه المئات شهريا والملايين سنويا، ليس لأنهم عمال مكتتبون بطريقة صحيحة وإنما لأن كل مدير يأتي بأهله ويخصص لهم رواتب كأنهم موظفون.
- إدارات وزارة المالية فيها الكثير من العمال الذين لم يلجوها يوما واحدا وتقاضوا منها المبالغ الطائلة.
- الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي، فحدث ولا حرج عن الفساد المالي والإداري والاقتصادي
- أما وزارة الإسكان والمرأة والداخلية والخارجية والدفاع والصيد والصحة والنفط والتجارة والشؤون الإسلامية والتعليم فالوقت لا يكفي لتبيان ما فيهم، ونظرا لأن القاصي والداني على علم بذلك فسأضرب عنهم صفحا.
أما إدارة الحالة المدنية فالذئب الذي بجنوب ولاته لديه خبرها.

سيد الرئيس
الإصلاح الداخلي أولى وأسهل من الإصلاح الخارجي، وقديما قيل: "من لا يستطيع إصلاح بيته لا تتقعوا منه إصلاح بيوت الآخرين".
فبالإدارات والوزارات والقطاعات هناك ابدأوا وسيرى المواطنون عملكم، فهم عليكم شهودا.

سيد الرئيس
لم أحدثكم عن البطالة ولا عن الظلم والقهر والإطهاد الذي يعيشه المواطن البسيط في هذه الربوع، ليس لعدم الوجوده، وإنما لكون ذكره يذكرنا بحال بؤس جدَّ علينا حتى صرنا نَعُده مما هو مكتوب علينا، من الأمور الغير قابلة التغيير.
ومع ذلك نجد في تغيير وإصلاح ما ذكر أعلاه كافٍ.

وفي أثناء هذا الخطاب قاطعني الوالد بإيقاظي لصلاة الصبح.
ومع أنه حلم فقد أردت أن شارككم بما تذكرت من محطات ذلك الخطاب الذي فاجأ الجمع كله، ونظرا لكونه يشكل قناعة لي فهو نفسه  الكلام الذي لو أتيحت لي الفرصة لقلته وزيادة.