البشام الإخباري / هل يجب تطعيم الأطفال بلقاح فيروس كورونا المستجد (كوفيد-19)؟ وما الإيجابيات؟ وما الآثار الجانبية لمطعوم كورونا لديهم؟ وما الذي قررته الدول والسلطات الصحية بشأنها؟ الأجوبة وأكثر في هذا التقرير.
ما إيجابيات تلقي الأطفال لقاحات كورونا؟
1- حماية للطفل
لأن الأطفال لا يطورون عادة حالات مرضية شديدة عند الإصابة بكورونا، فقد يتساءل البعض: لماذا يحتاجون إلى لقاح كوفيد-19؟ والجواب -وفقا لمؤسسة مايو كلينيك (Mayo Clinic) الأميركية– أن اللقاح يمكن أن يمنع طفلك من الإصابة ونشر فيروس كورونا، وأيضا إذا أصيب طفلك بكوفيد-19 فإن تلقيه اللقاح مسبقا قد يمنع تطور الإصابة لديه لحالة مرضية شديدة.
ووفقا للنتائج الأولية لدراسة حول مضاعفات كوفيد-19 طويلة الأمد، أو ما يعرف بـ"لونغ كوفيد" (COVID Long)، فإن ما يصل إلى 1 من كل 7 أطفال وشباب أصيبوا بكوفيد قد تظهر عليهم أعراض مرتبطة بالفيروس بعد 15 أسبوعا.
وأجرى الدراسة باحثو جامعة كوليدج لندن وباحثون في الصحة العامة بإنجلترا، ونقلتها سكاي نيوز (Sky News).
وقال المؤلف الرئيسي للدراسة البروفيسور السير تيرينس ستيفنسون إن هناك دليلا ثابتا على أن بعض المراهقين ستكون لديهم أعراض مستمرة بعد الإصابة بكوفيد-19.
هذا يعني أن الأطفال معرضون لآثار كورونا السلبية وطويلة الأمد على الصحة، ولذلك فإن التطعيم يحميهم.
2- حماية للأب والجد
ووجدت دراسة أجراها الدكتور ديفيد سترين، كبير المحاضرين الإكلينيكيين في كلية الطب بجامعة إكستر وخبراء آخرون، أن إعطاء اللقاح للمراهقين والأطفال "لديه القدرة على لعب دور حيوي" في الحد من الإصابات والوفيات الناجمة عن فيروس كورونا، وذلك وفقا لما نقله تقرير لسكاي نيوز.
وتوقعت الدراسة -التي لم تتم مراجعتها من قبل الأقران وتم تمويلها من قبل شركة مودرنا (Moderna)- أن تطعيم جميع الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 12 و15 عاما في المملكة المتحدة يمكن أن يقلل جميع الوفيات المرتبطة بكوفيد-19 بنسبة 18%، ويقلل حالات دخول المستشفى بنسبة 21% حتى ديسمبر/كانون الأول القادم.
وقال الدكتور سترين "أغلب الأرواح التي يتم إنقاذها ستكون في سن الوالدين والأجداد".
إن المعطيات السابقة قد تعني أنه بالإضافة لحماية الأطفال أنفسهم، فإن تلقيهم اللقاح سينقذ حياة آبائهم وأجدادهم.
ما موقف منظمة الصحة العالمية؟
قالت منظمة الصحة العالمية إن الأطفال والمراهقين يميلون إلى الإصابة بحالات أكثر اعتدالا (أقل شدة) مقارنة بالبالغين، لذلك ما لم يكونوا جزءا من مجموعة معرضة بشكل أكبر لخطر الإصابة بكوفيد-19 الشديد (مثل الأطفال الذين يعانون من ضعف المناعة أو أمراض مزمنة) فإن تطعيمهم يكون أقل إلحاحا من كبار السن وذوي الحالات الصحية المزمنة والعاملين الصحيين.
وتضيف المنظمة أن "هناك حاجة إلى مزيد من الأدلة حول استخدام لقاحات كوفيد-19 المختلفة لدى الأطفال لتتمكن من تقديم توصيات عامة حول تطعيم الأطفال ضد كوفيد-19".
وتقول إن "فريق الخبراء الاستشاري الإستراتيجي لمنظمة الصحة العالمية (SAGE) خلص إلى أن لقاح فايزر-بيونتك (Pfizer-BionTech) مناسب للاستخدام من قبل الأشخاص الذين تبلغ أعمارهم 12 عاما فما فوق. وقد يتم تقديم هذا اللقاح للأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 12 و15 عاما المعرضين لخطر كبير إلى جانب المجموعات الأخرى ذات الأولوية للتطعيم. ولا تزال تجارب اللقاحات للأطفال جارية، وستقوم منظمة الصحة العالمية بتحديث توصياتها عندما تستدعي الأدلة أو الوضع الوبائي تغيير السياسة".
ما إستراتيجية بعض الدول مع تلقيح الأطفال؟
في الولايات المتحدة، توصي المراكز الأميركية للسيطرة على الأمراض والوقاية (CDC) بأن يحصل كل شخص يبلغ من العمر 12 عاما أو أكبر على لقاح كوفيد-19. وتقول إن التطعيم على نطاق واسع أداة حاسمة للمساعدة في وقف الوباء.
أما في أوروبا، فقد بدأت 29 دولة -على الأقل- تلقيح الأطفال الذين تبلغ أعمارهم 12 عاما أو أكثر أو تخطط للقيام بذلك في المستقبل القريب.
كما قررت سنغافورة واليابان والصين والفلبين إعطاء اللقاحات لمن هم في سن 12 عاما أو أكثر.
وأطلقت كوبا حملة وطنية للتطعيم ضد فيروس كورونا مخصصة للأطفال والمراهقين الذين تتراوح أعمارهم بين عامين و18 عاما.
وفتحت قطر منذ مايو/أيار الماضي باب التسجيل لتطعيم الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 12 و15 عاما. وبدأت الكويت في يوليو/تموز الماضي تطعيم الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 12 و15 عاما.
كما أعلنت وزارتا الصحة والتعليم بفلسطين بدء تطعيم طلبة المدارس الثانوية ضد فيروس كورونا، وفقا للأناضول.
وقالت وزيرة الصحة الفلسطينية مي الكيلة -في حديث لإذاعة صوت فلسطين (رسمية) اليوم الاثنين- إن فئة الشباب أكثر عرضة للإصابة بمتحور دلتا؛ "لذلك قررنا إعطاء اللقاح لهذه الفئة".
ماذا عن خطر التهاب القلب؟
كانت هناك زيادة بالولايات المتحدة في حالات التهاب عضلة القلب والتهاب التامور المبلغ عنها بعد التطعيم بلقاحات الحمض النووي المرسال (mRNA) فايز-بيونتك ومودرنا (Moderna)، وفقا لمايو كلينيك، لا سيما لدى المراهقين الذكور والشباب البالغين 16 من العمر فما فوق.
والتهاب عضلة القلب يصيب عضلة القلب، في حين يصيب التهاب التامور البطانة خارج القلب. وهذه التقارير نادرة، وتقوم المراكز الأميركية للسيطرة على الأمراض والوقاية بالتحقيق لمعرفة إذا كانت هناك أي علاقة بلقاح كورونا.
وتضيف مايو كلينك أنه من بين الحالات المبلغ عنها حدثت مشكلة في كثير من الأحيان بعد الجرعة الثانية من لقاح كوفيد-19، وعادة في غضون عدة أيام بعد التطعيم؛ لكن معظم الأشخاص الذين تلقوا الرعاية بسرعة شعروا بتحسن بعد تلقي الدواء والراحة.
وتشمل الأعراض التي يجب مراقبتها ما يلي:
- ألم صدر
- ضيق في التنفس
- الشعور بنبض سريع أو خفقان أو خفقان في القلب
وتقول مايو كلينك إنه إذا ظهرت عليك أنت أو طفلك أي من هذه الأعراض في غضون أسبوع من تلقي لقاح كوفيد-19 فاطلب الرعاية الطبية.
ومع ذلك، نشير إلى أن حالات التهاب عضلة القلب نادرة، وتفوق الفوائد المعروفة والمحتملة للقاح كوفيد-19 المخاطر المعروفة والمحتملة، بما في ذلك الخطر المحتمل للإصابة بالتهاب عضلة القلب أو التهاب التامور.
هل تعطي اللقاح لطفلك؟
- اتبع الإرشادات في بلدك، إذا كانت السلطات الصحية قررت تلقيح الأطفال اتبع تعليماتها.
- استشر الطبيب، إذا كان طفلك لديه حساسية شديدة ضد أي من مكونات اللقاح فعندها لا يمكن تلقيحه، ويمكن اختيار لقاح آخر. ناقش الخيارات مع طبيبك.
- استشر طبيبك حول أية حالات مرضية قد تمنع تلقي طفلك اللقاح.
نصائح عند إعطاء التطعيم للطفل، وفقا للمراكز الأميركية للسيطرة على الأمراض والوقاية:
- تحدث إلى طفلك قبل الزيارة عما يمكن توقعه.
- أخبر الطبيب أو الممرضة عن أي نوع من الحساسية قد يعاني منها طفلك.
- قم بتهدئة طفلك أثناء الموعد.
- لمنع الإغماء والإصابات المتعلقة بالإغماء، يجب أن يجلس طفلك أو يستلقي أثناء التطعيم ولمدة 15 دقيقة بعد إعطاء اللقاح.
- بعد تلقيح طفلك سيُطلب منك البقاء بين 15 و30 دقيقة حتى يمكن ملاحظة طفلك في حال تعرضه لرد فعل تحسسي شديد أو يحتاج إلى علاج فوري.
الآثار الجانبية المحتملة للقاحات كورونا لدى الأطفال
قد يعاني طفلك من بعض الآثار الجانبية، وهي علامات طبيعية على أن جسمه يبني الحماية.
آثار قد تظهر على الذراع حيث تلقى الطفل الحقنة:
- ألم
- احمرار
- تورم
في جميع أنحاء الجسم:
- التعب
- صداع الرأس
- ألم عضلي
- قشعريرة
- حمى
- غثيان
قد تؤثر هذه الآثار الجانبية على قدرة طفلك على القيام بالأنشطة اليومية، ولكن يجب أن تختفي في غضون أيام قليلة، وبعض الأطفال لا تظهر لديهم آثار جانبية.
تقول المراكز الأميركية "اطلب من مقدم الرعاية الصحية لطفلك النصيحة بشأن استخدام مسكن للآلام لا يحتوي على الأسبرين والخطوات الأخرى التي يمكنك اتخاذها في المنزل لتهدئة طفلك. ولا ينصح بإعطاء مسكنات الألم قبل التطعيم بغرض محاولة منع الآثار الجانبية".
المصدر : الجزيرة + وكالات + سكاي نيوز + مواقع إلكترونية