كشفت منظمة العفو الدولية أن ثلاث دول إفريقية وافقت على تقديم معلومات خاصة عن مواطنيها لوكالة الأمن القومي الأمريكي. وقد نشرت المنظمة نتائج مسح أجري بالتعاون مع المنظمات الدولية في البلدان التي تتعاون مع وكالة الأمن القومي الأمريكي والمجموعة المدعوّة بـ”العيون الخمسة”، وهو تحالف يتشكل من بريطانيا والولايات المتحدة الأمريكية، وكندا، ونيوزيلندا وأستراليا، لتوفير بيانات عن مواطنيها.
ثلاث دول إفريقية فقط
وعبر خريطة تفاعلية، نشرت منظمة العفو الدولية، البلدان التي وافقت على تقديم معلومات عن مواطنيها، في كل قارة، وفي القارة الإفريقية وقعت ثلاث دول فقط اتفاقيات مع وكالة الأمن القومي الأمريكي، من خلال التجسس وتقاسم بيانات مواطنيها الخاصة، بما فيها الاتصالات الهاتفية أو عن طريق الإنترنت، وهي، بحسب منظمة العفو الدولية، هي الجزائر وتونس وأثيوبيا.
سنودن والاستخبارات
في الخامس من شهر يونيو/ حزيران 2013، قام المبلغ عن المخالفات إدوارد سنودن بالكشف عن الطريقة التي تقوم الحكومات من خلالها باقتحام خصوصيات مواطنيها على نطاق واسع. ولأنه كان محللاً سابقًا في وكالة الأمن القومي الأمريكية، أظهر سنودن للعالم كيف تقوم وكالات الاستخبارات بالتعاون فيما بينها للتجسس على رسائل بريدنا الإلكتروني وعمليات البحث التي نقوم بها عبر الإنترنت واتصالاتنا والكثير من الأمور الأخرى.
وكشفت الوثائق التي سربها سنودن كيف تقوم الحكومات بتبادل بيانات مواطنيها الشخصية مع الولايات المتحدة. واكتشف المواطن في كل مكان، أنّ وكالة الأمن القومي الأمريكي تمتلك أحلافًا سرية، بمثابة دول في كل القارات، تتيح لها تبادل المعلومات الاستخباراتية مع 41 بلدًا على الأقل.
وقد كشفت منظمة العفو الدولية، عبر خريطة توضح فيها الدول التي أمضت معها اتفاقيات، تمدها بمقتضاها بمعلومات خاصة عن مواطنيها، سواء عير المكالمات الهاتفية، أو عبر الاتصالات بالإنترنت.
“العيون الخمسة”
يقوم تحالف “العيون الخمسة” بتوفير التكنولوجيا والمساعدات لمختلف أجهزة الدول الخمس التي تمثلها، وهناك احتمال بأنها تتبادل فيما بينها محتويات الاتصالات التي يتمّ التنصت عليها، ولكن يظل الاتفاق الناظم لهذه العلاقة محاطًا بغلاف من السرية.
يقول إدوارد سنودن: “تبرز هذه الأحلاف القائمة على المراوغة مدى خطورة المراقبة الجماعية. فالحكومات لا تكتفي بمجرد اعتراض اتصالاتنا داخل حدود بلدانها، بل تتجاوز ذلك إلى إرسال فحواها إلى مختلف حكومات العالم الأخرى. وتتسم الترتيبات الخاصة باتساع نطاقها وإغراقها في السرية بحيث لا يمكن أن نجزم بالوجهات الأخرى التي تُرسل بياناتنا إليها.”، مضيفًا “وحرصت الحكومات على تطبيق قوانين تتيح لها التجسس على أشخاصٍ من بلدان أخرى بيسر وسهولة أكبر. وعليه، فنحن بحاجة إلى وقف تطبيق هذه القوانين التمييزية وحمل الحكومات على حماية خصوصية الأشخاص داخل بلدانهم وخارجها“.
وأكد إدوارد سنودن: “إذا لم نتصدّ لهذه الأمور، فسرعان ما سوف تتلاشى المجتمعات التي تكفل الحرية والتحرر“.
وتتبادل الولايات المتحدة الأمريكية حوالي 200 مليون رسالة نصية مع بريطانيا يوميًا. كما تمكن جهاز مقر الاتصالات الحكومية البريطاني ووكالة الأمن القومي الأمريكية من التسلل إلى قاعدة بيانات أكبر الشركات الصانعة لشرائح خطوط الهاتف النقال، ما أتاح لهما مراقبة مئات ملايين المكالمات الهاتفية سرًا.
زاوية قانونية حرجة
وقالت منظمة العفو الدولية إنّ التقارير التي تتحدث عن أنّ إدوارد سنودن، والذي يعيش في روسيا، بناء على “تصريح مؤقت بالبقاء” وليس بصورة دائمة، ومن دون أي حماية تستند إلى لجوء رسمي، تشكل شواهد إضافية على ضرورة السماح له بالسفر وطلب اللجوء في بلد من اختياره.
وفي هذا السياق، قال شريف السيد علي، نائب مدير برنامج القضايا الموضوعية العالمية في منظمة العفو الدولية، إن “إدوارد سنودين محشور في زاوية قانونية حرجة، ولا يملك أي جواز سفر أو يتمتع بالحماية التي يحظى به ولم تمنحه أي حكومة حق اللجوء“.
وقد رفضت الدول الأوروبية على نحو متكرر السماح له حتى بعبور أجوائها للسفر إلى دولة أخرى، بعد أن ألغت الولايات المتحدة جواز سفر إدوارد سنودن