تم مساء السبت 25 شعبان 1436 هـ الموافق 13-06-2015م في قرية علب آدرس تدشين المقر الجديد للمحظرة الربانية لتعليم القرآن الكريم وتدريس العلوم الشرعية واللغوية، ويتألف المبنى الجديد من ثلاثة فصول كبيرة في طابقه الأرضي ومن مكتب مجهز في الطابق العلوي وسلم خارجي وحمامين من الإسمنت المسلح وسياج حديدي.
وقد حضر التدشين جمع غفير من أبناء القرية وأطرها يتقدمهم طلاب المحظرة وأساتذتها وإداريُّوها، وقد عبر الجميع عن شكرهم وامتنانهم للسيدة الفاضلة أم عبد اللطيف من دولة قطر الشقيقة التي أجْرت هذا الوقف صدقة عن والديها: عبد الله السعد الهاجري والجوهرة محمد السويلم رحمهما الله تعالى، وبعد افتتاح بالقرآن الكريم رتله القارئ المعروف سليمان الرباني، تعاقب على منصة الحفل كل من المدير التنفيذي للمحظرة الأستاذ محمد ولد حمني مرحبا بالذين لبوا دعوة الحضور، كما قدم د. عبد الرحمن الرباني عرضا مستفيضا عن تاريخ المحظرة منذ نشأتها على يد مؤسسها الأول الرباني بن عبد الله الملقب بُليهنا في القرن الثاني عشر الهجري إلى ألآن، بعده تناول الكلمة باسم أساتذة المحظرة الأستاذ بالمحظرة الشاب المصطفى ولد حمني الذي حث على العناية بالقرآن الكريم تعلما وتعليما، ثم تناول الكلام بعده الإمام أحمد محمود ولد أحمد حمني، الخطيب بجامع علب آدرس في كلمة تأصيلية تناولت أهمية الوقف وتعلم العلم الشرعي، أما خريجوا المحظرة السابقون فكانت كلمتهم مع المهندس محمد الشيخ عبدالقادر الرباني الذي ذكر بالحديث النبوي الشريف: " الْمَاهِرُ بِالْقُرْآنِ مَعَ السَّفَرَةِ الْكِرَامِ الْبَرَرَةِ، وَالَّذِي يَقْرَأُ الْقُرْآنَ وَيَتَتَعْتَعُ فِيهِ وَهُوَ عَلَيْهِ شاق له أجران"، وباسم آباء تلاميذ المحظرة تحدث الأستاذ النَّينِّ ولد خُ حيث شكر القائمين على المحظرة مذكرا بما للمحظرة الشنقيطية عموما من أدوار بارزة في محاربة الأفكار الهدامة والانحرافات الأخلاقية، كما تحدث عدد من أعيان القرية ومثقفيها مثل الأستاذ أحمد ولد سيدي جبَّ إداري وأستاذ بإعدادية القرية، تلاه الأستاذ محمذن فال ولد دحان شيخ محظرة الصديق، وأخيرا وليس آخرا الأستاذ محمد عبدالرحمن ولد اخليفة مدير دروس بإحدى ثانويات العاصمة مثمنين دور المحظرة ودورها في تربية الأجيال تربية سليمة تضمن حاضرهم وتطمئن على مستقبلهم، كلمة الختام كانت مع المشرف على تنظيم الحفل السيد أحمد ولد حمني الأمين العام للمحظرة الربانية ورئيس رابطة آباء التلاميذ في عموم القرية الذي شكر الجميع على تجشم عناء الحضور وتلبية الدعوة في مثل هذه الأيام التي ترتفع فيها درجة الحرارة إلى مستويات قياسية مذكرا الجميع بأن هذه المنشأة وقف لوجه الله تعالى وبالتالي فهي للجميع حاضا على الاستفادة القصوى منها مع صيانتها والحفاظ عليها.
مسك الختام كان مع تلاوات قرآنية عطرة، مرتلة بروايات ورش وقالون عن نافع و برواية حفص عن عاصم أحسن أداءها فريق مختار من أجاويد طلبة المحظرة.
أشرف على الربط بين فقرات الحفل وإدارة مداخلاته الدكتور أحمد يوره محمد محمود الرباني أستاذ الفقه المقارن بالمعهد العالي للدراسات والبحوث الإسلامية.
نذكر بأن المحظرة الربانية في علب آدرس محظرة جامعة تدرس القرآن الكريم وعلومه والحديث وعلومه والفقه وأصوله والنحو واللغة العربية وغيرها من تخصصات المحاظر الشنقيطية وتحتوي على طاقم تدريس يتكون من أربعة أساتذة ومدرستين متفرعتين للتدريس بشكل كامل.
يشار إلى أن المدير العام للمحظرة وشيخها الأول العلامة الإمام محمد محمود بن أحمديوره الرباني إمام الجامع الكبير بانواكشوط سابقا لم يحضر حفل التدشين لوجوده هذه الأيام في الديار المقدسة لأداء مناسك العمرة.