حاولت جهدي منع النار من التهام أجسادهم أمام عيني، لكنني لم أستطع، إنني أحبهم كما تحب أي أم فلذات أكبادها، أتذكر الآن نداءاتهم بين ألسنة اللهب .. يا مماه يا مماه.. لك أن تتخيل شعور أم في هذه الحالة لا تستطيع إنقاذ صغارها وهم يعانون حر النار".
بهذه الكلمات تلخص زينب بنت بلال واحدة من أقسى اللحظات التي مرت بها في ليلة باردة بمقاطعة دار النعيم، حينما التهمت النار منزلها المتواضع، مخلفة مصيبة بحجم وفاة جميع العيال دفعة واحدة.
مريمو، والعالية، ولمات، والسالكة، وسكينة، لم تُجد نداءاتهم ولا صرخات والدتهم نفعا، فقضوا على نار هادئة في الساعات الأولى من فجر اليوم.
تقول الأم المكلومة، في حديث مع "الصحراء"، إنها "سمعت صوتا غريبا، لكنه تعاظم مع مرور الوقت فتحول إلى نار ولهب، هرعت إلى الكوخ الذي ينام فيه صغاري، لكنني لم أستطع فتح الباب".
مع مرور الدقائق كانت الأم المفجوعة تنتقل بين الجيران بحثا عن منقذين، كما اتصل أحد الجيران بالحماية المدنية، وأبلغ الدرك الوطني، "لكن تلك الجهات لم تصل إلا بعد أن التهمت النار أجساد الصغار".
في الفيديو التالي تتابعون تفاصيل الفاجعة التي هزت مقاطعة دار النعيم، وننوه إلى أن المحتوى يتضمن كلمات مؤثرة على لسان والدة الضحايا.