تعزيزا لفرص السلام.. طرفا الحرب في اليمن يبدآن تبادل الأسرى | البشام الإخباري

  

   

تعزيزا لفرص السلام.. طرفا الحرب في اليمن يبدآن تبادل الأسرى

سجناء حوثيون أطلق التحالف بقيادة السعودية سراحهم من الأسر يصعدون على متن طائرة متجهة إلى مطار صنعاء بمطار سيئون الدولي بمحافظة حضرموت اليمنية يوم الخميس. صورة لرويترز. reuters_tickers

البشام الإخباري/  - أقلعت طائرات تقل أسرى تبادلها طرفا الحرب في اليمن من ثلاثة مطارات يوم الخميس في عملية لإعادة حوالي ألف رجل إلى ديارهم والمساعدة في بناء الثقة في سبيل أن تفضي محادثات جديدة إلى إنهاء حرب مدمرة.

واتفق التحالف العسكري بقيادة السعودية وحركة الحوثي اليمنية الشهر الماضي في سويسرا على تبادل 1081 أسيرا، بينهم 15 سعوديا، في أكبر عملية تبادل في الحرب المستمرة منذ خمسة أعوام.

وفي عملية أدارتها اللجنة الدولية للصليب الأحمر، أفاد شاهد من رويترز بأن ثلاث طائرات تقل المحررين من أفراد التحالف أقلعت من مطار في العاصمة صنعاء التي يسيطر عليها الحوثيون.

وقال فابريزيو كاربوني المدير الإقليمي للشرق الأوسط في اللجنة الدولية للصليب الأحمر لرويترز "هذه العملية التي تعني الكثير لأسر كثيرة تمضي قدما".

وأضاف "هذا رائع جدا لأنهما يقومان بذلك في الوقت الذي لا يزال فيه الصراع مستعرا".

وكانت إحدى الطائرات تقل أسرى سعوديين وسودانيين وتوجهت إلى المملكة. أما الطائرتان الأخريان فتوجهتا إلى مطار سيئون في محافظة حضرموت التي تسيطر عليها الحكومة.

وقال شاهد آخر من رويترز ومصادر إن طائرتين تقلان الحوثيين الذين أفرج عنهم التحالف أقلعتا من سيئون بينما وصلت طائرة أخرى من مطار أبها في السعودية.

وقالت المتحدثة باسم اللجنة الدولية للصليب الأحمر روث هيذرينجتون إنه جرت مبادلة أكثر من 700 أسير يوم الخميس في سبع رحلات جوية من سيئون وصنعاء وأبها. وقالت وكالة الإغاثة إنه من المقرر إجراء المزيد من الرحلات الجوية خلال اليومين المقبلين.

وبموجب الاتفاق، ستطلق جماعة الحوثي المتحالفة مع إيران سراح نحو 400 بينما سيفرج التحالف عن 681 من مقاتلي الحوثي.

 

* بناء الثقة

قال المتحدث باسم حركة الحوثي محمد عبد السلام إن المبادلة تجلب الأمل لصنع السلام.

وشدد التحالف في بيان على "اهتمام القيادة السياسية والعسكرية بالتحالف بعودة كافة الأسرى والمحتجزين"، مؤكدا أن الطائرة التي تقل 15 سعوديا وأربعة سودانيين هبطت في قاعدة جوية بالرياض.

وكان الطرفان المتحاربان قد اتفقا في محادثات السلام عام 2018 على مبادلة نحو 15 ألف معتقل من الجانبين في إطار إجراءات بناء الثقة لتمهيد الطريق لمفاوضات سياسية لإنهاء الصراع، لكن لم يُحرز سوى تقدم بطيء بشأن تنفيذ الاتفاق.

وقال مبعوث الأمم المتحدة إلى اليمن مارتن جريفيث لمجلس الأمن إن المبادلة "جسر جوي للأمل"، مضيفا أن كلا الطرفين ما زالا يتفاوضان على وقف دائم لإطلاق النار، والذي أبدى أمله في إمكان التوصل إليه بنهاية العام.

وأضاف للصحفيين "أعرف رأي الطرفين في التفاصيل وأعرف كيف يمكننا، على ما أعتقد، سد الفجوة بينهما وتحقيق تطلعاتهما. لذلك، إنها أسابيع وليس شهورا، وآمل (أن يكون)هذا العام".

وكان قد عبر في بيان عن أمله في أن يجتمع الطرفان من جديد قريبا تحت رعاية الأمم المتحدة لمناقشة إطلاق سراح جميع الأسرى والمعتقلين الذين كان لاعتقالهم صلة بالحرب.

وفي مكان آخر في اليمن، اندلعت اشتباكات في مدينة تعز. وذكرت منظمة أطباء بلا حدود أن فردا قتل وأصيب 38.

ودخل اليمن في صراع منذ أن أطاح الحوثيون بالحكومة المعترف بها دوليا من العاصمة صنعاء في أواخر عام 2014، مما دفع التحالف المدعوم من الغرب إلى التدخل في مارس آذار 2015.

وكان الصراع، الذي يُنظر إليه في المنطقة على أنه حرب بالوكالة بين السعودية وإيران، دخل حالة جمود عسكري منذ سنوات في الوقت الذي يسيطر فيه الحوثيون على صنعاء ومعظم المراكز الحضرية الكبرى.

وأودت الحرب بحياة أكثر من 100 ألف شخص وتمخضت عن ما تصفها الأمم المتحدة بأنها أكبر أزمة إنسانية في العالم.

وقال كاربوني إنه مع اشتداد آثار الصراع بسبب تفشي الكوليرا والآن كوفيد-19، يحتاج نحو 24 مليون يمني، أي نحو 80 في المئة من السكان، إلى المساعدة بينما يفتقر 20 مليونا إلى الإمدادات الغذائية الكافية والمياه النظيفة.

ونشر الصليب الأحمر، بصفته وسيطا محايدا، أكثر من 70 موظفا ومتطوعا أجروا فحوصا طبية، شملت توفير المعدات الوقائية وغيرها من التدابير للحماية من خطر الإصابة بفيروس كورونا، وأجرى مقابلات فردية للتأكد من رغبة المحتجزين .

المصدر رويترز