البشام الإخباري/ أجبرت جائحة كورونا الناس على الإقلاع عن عادتي المصافحة باليد والعناق عند مقابلة بعضهم بعضا، فبدأت تظهر قواعد جديدة للترحاب، بعد تعميم بعض التدابير الاحترازية والوقائية في مقدمتها تدابير التباعد الاجتماعي.
ولأننا نعيش في عصر "كوفيد-19" الذي فرض علينا مجموعة من الأمور الجديدة والمختلفة ومنها قواعد الإتيكيت، فالترحاب الجديد قد يقتصر على انحناءة بسيطة أمام الطرف الآخر للتعبير عن الاحترام والتقدير، وتغني عن المصافحة باليد أو المعانقة.
استخدام إيماءات الترحيب
وتقول خبيرة الإتيكيت زيانا تنوري -للجزيرة نت- إننا في العالم العربي نعد المصافحة من التقاليد والأصول، ونجد التخلي عنها أمرًا صعبًا وقد يسبب الإحراج لبعضنا، إلا أن الأمر أصبح ضرورة من قواعد التباعد الاجتماعي، وإن أفضل حل لتجنب مصافحة من حولنا هو وضع اليد بالجيب أو تقفيل اليدين بحركة مربعة، واصطناع إيماءة وضحكة بسيطة بحركة الجسد على سبيل الترحيب قبل أن يقترب منك أي شخص، لتمنع أي إحراج قبل حدوثه.
وترى تنوري أنه من غير اللائق ضرب كوعك بكوع شخص آخر، وعوضا عن ذلك يمكنك تقديم التحية بتشبيك يديك ببعضهما بعضا ووضعهما أمامك حين اقتراب شخص منك، أو التوقف والنظر إليه مع ابتسامة وإيماءة بالرأس ووضع اليدين خلف الظهر.
وتنوّه بأن ارتداء الأقنعة وتغطيتها لنصف الوجه يعني فقدان القدرة على الاحتفاء بشخص ما بالابتسام، وهنا تأتي أهمية الإيماءات والحركات البسيطة كرفع الإبهام إلى أعلى أو التلويح للآخرين.
وتصرّ تنوري على ضرورة الالتزام بحضور 6 أشخاص فقط في التجمع الواحد، تجنبًا للقلق والتوتر الذي قد يشعر به البعض مع الالتزام بالتباعد الاجتماعي وترك مسافة بين كل شخص وآخر عند الجلوس.
قواعد الاختلاط الأسري
وعن قواعد الاختلاط الأسري اليومي داخل بيئة المنزل مع عدد كبير من الأفراد الذين يعيشون تحت سقف واحد، تقول خبيرة الإتيكيت إن القوانين داخل المنزل تبقى كما هي إلى حد كبير، مع أهمية غسل اليدين بانتظام، والتأكد من الوقاية كلما كان هناك سعال أو عطاس.
وفي ظل البقاء في المنزل تنصح أن نكون صبورين أكثر مع أفراد عائلتنا، مع المشاركة في الترفيه عن الأطفال ومساعدة كبار السن على تلبية احتياجاتهم. وبالنسبة للأمهات يزداد مقدار العمل في المنزل كثيرًا عليهن لظروف بقاء جميع أفراد الأسرة في المنزل معظم الوقت، لذا فهن بحاجة إلى التخفيف عنهن قدر الإمكان.
آداب تبادل التهاني
وعن آداب التعامل مع التهاني التي تتلقاها الأسرة عند قدوم مولود أو خطوبة أو عقد زواج أو أعياد ميلاد وغيرها، قالت: "بعد أن ألغي كثير من المناسبات، مثل الخطبة وحفلات الزفاف في الوقت الراهن، ومع استمرار بعض المناسبات كأعياد الميلاد والواجبات الاجتماعية المختلفة مثل الوفاة والحداد فلا يمكن تغييرها، لذا نحتاج أن نظهر للناس أننا موجودون معهم حتى لو لم نتمكن من الوجود جسديًا، فيمكن استخدام مكالمات الفيديو فهي طريقة جيدة للتواصل، إضافة إلى الرسائل النصية والمكالمات الصوتية أو الفيديو، ومن حسن الحظ أننا ما زلنا قادرين على شراء بعض المستلزمات عبر الإنترنت، ولا يزال بإمكاننا الاحتفال بأي مناسبة سعيدة، ولكننا بحاجة إلى القيام بذلك دون اختلاط جسدي".
مرونة قواعد الاعتذار
لكن قواعد الاعتذار أصبحت أكثر مرونة في عصر "كوفيد-19″، كما تقول، إذ أصبح الاعتذار عن حضور أي مناسبة أمرا طبيعيا، فمثلا يمكن إرسال هدية إلى العروسين وكتابة رسالة تعبر فيها عن أسفك لتعذر الحضور.
كما أن بعض العادات تغيرت كالتوقف عن نفخ شموع الكيك أثناء حفلات أعياد الميلاد، وتجنب لمس الأسطح دون سبب، أو تناول مشروبات في كوب شخص آخر أو استخدام أدوات سبق أن استخدمها لتناول الطعام.
الزيارات المفاجئة
وتابعت تنوري "من الناحية المثالية لا ينبغي لأحد أن يفاجئنا بزيارة، لكننا إذا وضعنا في موقف لا يمكننا فيه تجنب دعوة شخص ما، فينبغي الترحيب به دون أي تحية جسدية، وندعوه إلى الجلوس، والتأكد من وجود مساحة كافية بيننا وبينه".
وترى الخبيرة أننا نحاول التأكد من أن أقل عدد ممكن من الأشخاص على اتصال بضيوفنا غير المتوقعين، مع الحرص على استقبالهم بعيدًا عن أفراد العائلة الأكبر سنًا، وإذا كان لدينا أطفال فعلينا نصحهم باللعب في غرفتهم إلى حين انتهاء الزيارة. وبالطبع سنقدم لضيفنا شيئًا يشربه مع المحافظة على قواعد النظافة اللازمة.
ونبّهت إلى ضرورة الالتزام بتطبيق البروتوكولات الصحية أثناء الزيارات المنزلية لبعضنا بعضا، على غرار بروتوكولات دخول المراكز التجارية الكبرى والمطاعم التي فرضتها الدول، مما يجعل الأفراد مسهمين وداعمين للحكومات في استمرار وعودة الحياة.
التعامل مع المتعافين
وتؤكد تنوري ضرورة التعامل بلين ورفق مع الأشخاص المتعافين من كورنا بعيدًا عن التجريح، لمساعدتهم على التعافي النفسي بعد تعافيهم جسديًا.
ومن جهة أخرى بنبغي الابتعاد عن الاستهزاء بالتزام الآخرين بالقواعد والإجراءات الاحترازية بين أفراد الأسرة الواحدة وتجنب أي إحراج.
التباعد الاجتماعي ليس عزلة اجتماعية
وترى تنوري أن مصطلح "التباعد الاجتماعي" يعني تقليل التداخلات الاجتماعية أثناء اللقاءات والتجمعات التي يمكن أن يترتب عليها زيادة احتمالية العدوى، وليس المقصود منه العزلة الاجتماعية؛ لأن المجتمع بحاجة إلى مساندة كل شخص للآخر.
وتؤكد أن هذا لا يعني أن الأخلاق الحميدة ومبادئ وأصول التعامل ستختفي، وإنما حلت تصرفات جديدة أكثر أمانا للأشخاص، فآداب السلوك والإتيكيت تتطور دائما، فهي ليست أمورا جامدة، والأهم إظهار الاحترام والحفاظ على التباعد وتجنب التجمعات الكبيرة.
نصائح تدعم التباعد الاجتماعي
ووجهت خبيرة الإتيكيت تنوري نصائح عدة تدعم توجه التباعد الاجتماعي في مواقف مختلفة، بحيث تخفف كثيرا من الضغوط النفسية:
- أن يكون الشخص مصدرا للطاقة الإيجابية للأسرة والأصدقاء، مع وضع خطط مستقبلية، ومشاركتهم الأخبار الإيجابية قبل السلبية.
- مراعاة وجود مسافة أمان متر تقريبا مع الآخرين أثناء التحدث معهم.
- تجنب الأحضان والقبلات والسلام بالأيدي، وتجنب أي تلامس والاكتفاء بالابتسامة والسلام بالكلمات.
- تجنب زيارات الأهل أو الجيران أو الأصدقاء إلا للضرورة.
- الاحتفاظ طوال الوقت بمناديل ورقية وكيس بلاستيك والتخلص من المناديل فورا في كيس محكم الغلق وتعقيم الأيدي بعد التخلص من المناديل.
- لا داعي للتزين بالخواتم والحلي، لأن الفيروسات يمكن أن تعلق بها وتقلل جودة عملية التعقيم.
- بالنسبة للتسوق، ننصح المتسوقين بضرورة الحفاظ على مسافة تقدر بمترين من العملاء الآخرين وكذلك عن موظفي المتجر، مع التحلي بالصبر والتزام الدور للوصول إلى البضائع.
- من المفضل التسوق دون مرافقة أحد، أو استخدام طريقة خدمات توصيل الطلبات إلى المنزل.
المصدر : الجزيرة