نظم المركز الموريتاني للبحوث والدراسات الإنسانية (مبدأ) مساء الثلاثاء بانواكشوط ندوة حول الكتاب الذي صدر هذه الأيام بعنوان "الروايات والأصول مساهمة في دراسة ماضي غرب الصحراء" وهو من تأليف ابيير بونتي وترجمة وتحقيق الدكتور محمد بن بوعليبه بن الغراب.
وقد تميزت هذه الندوة بكثافة نوعية من حيث الحضور أرتقت بالنقاش وتبادل الآراء وتكاملها إلى مستوى هذا الكتاب الذي هو في حده الأدنى بحث انتربولوجي جاد في ثقافة وتاريخ سكان الصحراء، ويعد في جزء منه اهتماما كبيرا بالأساطير الصحراوية بعد دخول الاسلام خاصة فيما يتعلق بتشكل التجمعات وأصولها والمدن القديمة في هذا الحيز الجغرافي ومذاهبه العرقية وطرقه الصوفية...
لقد استنطق الكتاب التقاليد المروية والمكتوبة التي جمعها المؤلف وغيره من الباحثين مما له علاقة بصحراء البيظان وفضاء الطوارق والسودان.
وتميزت الندوة بكلمة لرئيس المركز السيد محمد ولد سيدي أحمد فال "الملقب بياتي"
أكد فيها أن التداخل بين التاريخ وعلم الاجتماع والانتروبولوجبا حاضر من خلال هذا الكتاب مما دفع المركز إلى تنظيم هذه الندوة.
وتساءل عن دور التاريخ والذاكرة والتراث في بناء الهوية وتكريسها، وعن الرهانات المتعلقة بكتابة تاريخنا.
وتجدر الإشارة إلى أن مترجم ومحقق هذا الكتاب له بصمات بارزة في النشر والترجمة والنقد، منها على سبيل المثال للحصر: النقد الغربي والعربي نصوص متقاطعة ومحاضرات في الأدب والنقد إضافة إلى أعمال شملت إمارة آدرار و رحلات المستكشفين خلال القرنين الثامن عشر والتاسع عشر...