البشام الإخباري/ على وقع إطلاق النار بالأسلحة الثقيلة استيقظ صباح اليو م الأحد سكان كوناكري عاصمة غينيا، وخصوصا حي “كولام” حيث يقع مقر الرئاسة وبعض المؤسسات الحكومية السيادية.
إطلاق النار حسب الصحف المحلية وقع بين القوات الخاصة الغينية التي يقودها الكولونيل مامادي دومبيا وعناصر الحرس الرئاسي.
لم يبدو في بادىء الأمر أن ما يحدث هو انقلاب عسكري مخطط له، حيث لم يتحدث شهود العيان عن وجود عسكري كثيف في أطراف العاصمة، في حين ما زالت التلفزة الرسمية تبث برامجها بشكل طبيعي، وهي أول وسائل الإعلام التي يقصدها الانقلابيون، عادة، لإعلان سيطرتهم على الوضع وكسب “معركة الإعلام”.
لكن مع تصادع الأحداث، اتضح أن ما يحدث هو إنقلاب مكتمل الأركان، فقد قال مصدر في الرئاسة الغينية لـ «صحراء ميديا» إن الرئيس ألفا كوندي اعتقل من طرف عسكريين متمردين، فيما يبدو أنه انقلاب عسكري بدأ صباح اليوم الأحد.
وظهر الانقلابيون في مقطع فيديو متداول يتحدثون عن حل الدستور والحكومة والمؤسسات وإغلاق الحدود، ويؤكدون اعتقالهم للرئيس كوندي الذي يحكم غينيا منذ 2010.
فمن هو دومبيا؟
حاصل على شهادة الماستر في الدفاع وديناميكيات الصناعية في بارس، وتدرب في الأكاديمية الدولية للأمن في إسرائيل وعمل في “الفيلق الأجنبي الفرنسي” حتى تقاعده، خدم في أفغانستان، جيبوتي، كوت ديفوار وجمهورية وسط أفريقيا.
وبعد إعلان كوندي عن نيته إنشاء قوة خاصة مكونة من نخبة الجيش للدفاع “عن الحوزة الترابية”، استدعاه الرئيس الغيني عام 2018 لتولي قيادة القوة الخاصة الوليدة.
لم يكن ليعرف الغينيون دومبيا قبل الاستعراض العسكري بمناسبة عيد الاستقلال الوطني، حيث ظهر الكولونيل على رأس كتيبة “القوات الخاصة”، حديثة النشأة.
وتتكون القوة التي يرأسها دومبيا من “عناصر أكفاء” من نخبة الجيش الغيني، مدربين بشكل خاص ومدججين بأسلحة متطورة.
خلال الانتخابات الرئاسية الأخيرة التي فاز فيها الرئيس كوندي بولاية رئاسية ثالثة والتي لاقت معارضة قوية، شهدت البلاد اضطرابات أمنية، تدخلت فيها القوات الخاصة، وأثار استدعاؤها غضبا كبيرا لدى الغينيين.