البشام/ الأطفال الأصحاء الذين يتناولون نظاما غذائيا متوازنا، لا يحتاجون عموما لمكملات الفيتامينات باستثناء فيتامين دي (بيكسابي)
في الوقت الذي بلغت فيه مبيعات الولايات المتحدة من الفيتامينات والمكملات الغذائية المُصنعة قرابة 56 مليار دولار في عام 2020، كشفت دراسة أجريت على ألفي شخص في المملكة المتحدة أن 37% منهم غير متأكدين من الفيتامينات التي تحتاجها أسرهم، في حين اعترف ثلثهم بأنهم لا يعرفون فائدة العناصر الغذائية ولا يعتبرون فيتامين "سي" (C) ضروريا لصحة الجسم، ويدرك أقل من نصفهم (43%) أنه يساعد في الحفاظ على صحة الجلد.
كما اتضح أن 3 من كل 10 أشخاص غير مدركين لأهمية فيتامين "دي" (D)، ويعتقدون أنه يمكن الحصول عليه عن طريق تناول أي فاكهة أو خضروات تزرع في بلد تسطع فيه الشمس، وفقا لصحيفة "ميرور" (Mirror) البريطانية.
وخلصت الدراسة إلى أن ملايين الأشخاص ليس لديهم فكرة عن العناصر الغذائية المختلفة التي تحتاجها أجسامهم، وأن 45% منهم لا يعتقدون أنهم يحصلون على جميع الفيتامينات والمعادن التي يحتاجونها من وجباتهم الغذائية، وأن نصف الآباء فقط واثقون من أنهم يعرفون العناصر الغذائية الأساسية لأطفالهم.
أغلبية الآباء لا يهتمون بالفيتامينات
وجدت الدراسة أيضا أن ثلث الأشخاص لا يعرفون دور النحاس في إنتاج خلايا الدم الحمراء والبيضاء. وخُمسهم فقط يعرفون أن الجبن يُعد مصدرا جيدا لفيتامين "إيه" (A)، وأن الكالسيوم ضروري لبناء عظام وأسنان قوية. أما ثلثاهم فلم يكونوا على دراية بأنهم يحتاجون إلى 40 ملغ من فيتامين سي في نظامهم الغذائي اليومي في المرحلة من 19 إلى 64 عاما، وفقا لهيئة الخدمات الصحية الوطنية البريطانية "إن إتش إس" (NHS).
وفي حين أن 69% من الآباء لا يفكرون في الفيتامينات والمعادن التي يحتاجها الأبناء عند شراء مكونات وجباتهم لأنهم لا يعرفون ما يحتاجون إليه، وكان من المثير للقلق أن 38% ممن شملهم الاستطلاع ليسوا واثقين من قدرتهم على اكتشاف العلامات التي تدل على أن أطفالهم بحاجة إلى المزيد من الفيتامينات.
لكل مرحلة عمرية احتياجاتها
على ضوء تلك النتائج الصادمة، أنشأت استشارية التغذية والأكاديمية المشرفة على الدراسة صوفي ميدلين، بالتعاون مع مؤسسة "فيتابيوتيكس" (Vitabiotics) للفيتامينات والمكملات، دليلا بالاحتياجات الغذائية لكل فرد من أفراد الأسرة حسب مرحلته العمرية، موضحة أن "البشر يحتاجون إلى فيتامينات ومعادن مختلفة لأجسامهم، ليواصلوا أداء وظائفهم بشكل صحي، ولكن هذه الفيتامينات يمكن أن تختلف باختلاف الأعمار".
الأطفال الذين يمرون بمراحل من صعوبة الأكل، قد يستفيدون من مكملات الفيتامينات التي تشمل الحديد وفيتامين "بي" (B) نظرا لأهميتها للنمو والتطور. وعندما يكونون في سن المدرسة، تكون وظائف المخ والمناعة على رأس جدول أعمال الآباء. أما عندما يكبرون إلى سن المراهقة، فتكون احتياجاتهم الغذائية عالية، حيث يصابون بطفرات النمو والبلوغ. كذلك الأشخاص البالغون تتغير احتياجاتهم، سواء في فترات الحمل بالنسبة للنساء، أو عندما يصلون إلى منتصف العمر، أو الشيخوخة.
أهم ما يحتاجه أطفالك
على الرغم من أن أكاديمية التغذية الأميركية "إيترايت" (Eatright) تقول إن "الأطفال الأصحاء الذين يتناولون نظاما غذائيا متوازنا، لا يحتاجون عموما إلى مكملات الفيتامينات، باستثناء فيتامين دي"، فإن هذا لا يمنع أن هناك من يختارون إعطاء أطفالهم مكملا من الفيتامينات والمعادن لضمان تلبية احتياجاتهم الغذائية، وتحسين صحتهم العامة، وتقليل مخاطر إصابتهم بالأمراض. لذا تنصح هيئة الخدمات الصحية الوطنية البريطانية بإعطاء الأطفال من سن 6 أشهر إلى 5 سنوات مكملات فيتامينات إيه وسي ودي يوميا.
فيتامين "إيه" (A)، يوجد في عدد كبير من الأطعمة كالألبان والأجبان والفواكه والخضروات والكبد والبيض والأسماك الزيتية، وله العديد من الوظائف المهمة، وعلى رأسها أنه يقود مهمة الدفاع الطبيعي عن الجسم ضد المرض والعدوى، عبر مساعدة جهاز المناعة على العمل بشكل صحيح. ومن غير المحتمل أن يتسبب تناول 1.5 ملغ أو أقل يوميا من فيتامين إيه، من خلال النظام الغذائي والمكملات معا، في حدوث أي ضرر، بحسب "إن إتش إس".
فيتامين "سي" (C)، حيث تؤكد أخصائية التغذية المعتمدة كارا سوانسون أنه "أكثر من مجرد علاج لنزلات البرد، فهو يساعد في مكافحة قصور الجهاز المناعي وأمراض القلب". ويمكنك الحصول عليه من مصادر غذائية مختلفة، فيكفي أن كوبا واحدا من البروكلي يحتوي على نفس كمية فيتامين سي التي في البرتقال. ولكن سوانسون توصي بإعطاء جرعة أعلى قليلا عند الشعور بنوبة برد قادم، للحفاظ على صحة أطفالك.
فيتامين "دي" (D)، وهو من العناصر الغذائية التي تلعب دورا في صحة القلب ومكافحة العدوى، ويساعد الجسم على امتصاص الكالسيوم من الأطعمة التي نتناولها، ويحتاجه الأطفال لبناء عظام قوية.
وينصح مستشفى جونز هوبكنز للأطفال بإعطائه لهم في صورة مكمل من باب "التحصين"، لأنه من الصعب الحصول على ما يكفي منه عن طريق التعرض للشمس، حيث يقضي معظم الأطفال الكثير من الوقت داخل المنزل أو في المدرسة. كما أن القليل من الأطعمة تحتوي عليه بشكل طبيعي. ولهذا السبب تضيفه شركات الأغذية إلى الحليب والزبادي وحليب الأطفال والعصير والحبوب والأطعمة الأخرى.
ويحتاج الأطفال الذين تقل أعمارهم عن سنة واحدة إلى 400 وحدة منه يوميا. أما الأطفال الأكبر من عام واحد فيحتاجون إلى 600 وحدة أو أكثر يوميا. وبشكل عام يُفضل مقدمو الرعاية الصحية أن يأخذ الأطفال الأصحاء من 600 إلى ألف وحدة يوميا، وفقا لمستشفى جوبز هوبكنز.
وتوصي هيئة الخدمات الصحية الوطنية البريطانية بتناول فيتامين دي كمكمل بين شهري سبتمبر/أيلول ومارس/آذار لضمان الوفاء بهذه المعدلات.
ولا ننسى الكالسيوم، فهو يعد اللبنة الأساسية لعظام قوية، وعلى عكس فيتامين دي، يمكن للأطفال الحصول عليه من خلال الأطعمة الغنية به كالحليب والجبن والزبادي. وغالبا ما يقوم صانعو أغذية مثل الحبوب أو الخبز أو العصير بتدعيمها بالكالسيوم، وفقا لمستشفى جوبز هوبكنز.
المصدر : مواقع إلكترونية