البشام الإخباري / الأسرة هي النواة الأولى لبناء المجتمع وهي الركيزة الأساسية لشييد صرح مجتمع ما فإذا كانت صالحة ومنظمة ومتماسكة صلح المجتمع وإذا كانت فاسدة ومفككة وتفتقر إلى كل شيء من التنظيم والتربية والتفاهم والأنسجام إنعكس ذلك على المجتمع فالأسرة تتألف فى الأساس من الرجل والمرأة وكل واحد منهما دوره الخاص به فيما خلق له ثم تنضاف بعد ذلك خلية الأطفال من البنات والبنين وعلى الرجل والمرأة تربيتهما وتنشأتهما تربية وتنشأة صالحة حتى يكبروا على المثل النبيلة وبقدر ما تكون الأسرة صالحة يكون الأبناء أقرب إلى الإصلاح والعكس هو الصحيح ولا حاجة بنا للتذكير أن الله تبارك وتعالى خلق الأزواج كلها مما تنبت الأرض من النبات والكائنات ومن البشر ومما لانعلم فهذا قد ورد فى القرآن العظيم / عند قوله تعالى ،، سبحان الذي خلق الأزواج كلها مما تنبت الأرض ومن أنفسهم وممالا يعلمون / والزوجية سنة من سنن الكون فقد خلق الله من كل شيء زوجين ذكر وأنثى وفضلا عن الحيوانات والنباتات فهناك تزاوج كوني فالليل والنهار زوجين والشمس والقمر زوجين والريح والسكون زوجين والصحة والمرض زوجين والماء العذب والمالح زوجين الكون مزواج لو كان الكون من عصر واحد لما استقام أبدا لذا لابد من المحافظة على هذه الأسرة وأن لا تجعل لعبة من الألعاب أو تسلية أو تجارة للمرابحة فهي اعظم واقدس من ذلك والأسرة مقيدة بشرع الله وينبغي أن تعرفه وتلتزم به فالرجل يجوز له تعدد الزوجات ما لم تتجاوز اربعة لكن بشروط العدل والإنفاق والأحسن أن يكون ذلك بموافقتهما وبرضاهما وهنا اذكر خطأ قد تقع فيه بعض النساء وهو أن الكثير من النساء يتسببن فى تعريض ازواجهن لارتكاب الفاحشة مع الغير عندما لا يمكن ازواجهن من اشباع رغباتهم الجنسية والعاطفية واذا كان الازواج فيهم شيء من الورع يمنعهم من الحرام فإن الحلال يكون متاحا امامهم بزواج ثاني مع أخرى لا تعلم بها الزوجة المتمنعة عن الزوج إذن هي حرضته على الزواج من اخرى من حيث لا تشعر وهذا هو الغباء ففضلا عن حرمة التمنع على الازواج تحرضهم على البحث عن زواج ثاني وبالتالي تصبح المتمنعة ظأرا لغيرها كما أن على الزوج أن لا يبخل على زوجته بما عنده فى حدود المقبول والمعقول بعيد عن الإسراف والتبذير المحرم شرعا ومعطى الأموال الكبيرة للسفهاء ممنوع بنص القرآن العظيم / ولا تؤتوا السفهاء آموالكم التى جعل الله لكم قيما / ثم إن على الرجل أن يحافظ على بيته من المفسدين والمفسدات ومن المخربين والمخربات وكذلك على المرأة أن لا تسمع كلام الأعداء والواشين فى زوجها وأن تحفظ مكانة زوجها وتطيعه طاعة معروفة كما أوصاها النبي عليه الصلاة والسلام بطاعة زوجها وحذرها من مخالفته وأن المرأة إذا باتت تمانع زوجها من فراشه دون عذر شرعي باتت الملائكة تلعنها كما أوصى النبي عليه الصلاة والسلام بالنساء خيرا
وفيما يتعلق بتعليم الأبناء نذكر هذه الأبيات
علم بنيك صغارا قبل كبرتهم ،، فليس ينفع بعد الكبرة الأدب
إن الغصون إذا قومتها اعتدلت ،، ولن تلين إذا قومتها الخشب
أخيرا لا تتكل على المدارس فترمي أولادك عندها فى الصباح ثم تعود وتأخذهم بعد الظهيرة فهذا ليس من التربية فى شيء ولو علمت أنهم ظلوا خارج المدرسة وهو يصخبون فى الشوارع والأزقة ويرتكبون جميع الأنحرافات والأثم سيكون عليك لما فعلت ذلك إذا ذهبت بهم إلى مدرسة عليك مراقبتهم من حين لآخر هل يدرسون هل هم داخل المدرسة أم فى الشوارع الفاسدة هل جاء المعلم أم غاب ذلك اليوم وفى الحديث الشريف كلكم راع زكلكم مسئول عن رعيته
لسان الحال