بعد أن كان اختفاءها لغزا محيرا للرأي العام طيلة أسبوعين لم يعثر لها على شيئ, وبعد استدعاء أمها مرات عديدة للتحقيق معها من طرف الأمن , في شأن اختفاء طفلتها التي تعيش ربيعها الثالث وتنحدر من وسط اجتماعي محافظ , فأبوها فقيه حافظ لكتاب الله وداعية معروف . كل هذا من أجل أن تهرب بحملها لتضعه بعيدا لآن الأب لا علم له بذالك الزواج الذي أقامه لها أخوها الأكبر في الإمارات العربية المتحدة محفوظ بشهادة عدلين مع شاب طيب ينحدر من أسرة طيبة يدعى خالد ولد محمد الطالب ولد عيس لا تربطه أية رابطة قبلية أو اجتماعية ولا حتى جهوية بالفتاة , ليس خوفا من العار , لكنها تخاف بطش الوالد الذي لا علم له بعقد الزواج , وكان قد أعطى لفظه في تزويجها لأبن عمها في الولايات المتحدة الآمريكية في الوقت الذي لم يخبر وكيلها الأخ الأكبر أي فرد من أفراد الأسرة بتزويجه لشقيقته يوم 25 م 01 / 2015 ولا حتى أمها المكلومة عندما علمت بأن إبنتها عيشة حبلى ولا تدرى من أين ؟ ولم تبح الفتاة عائشة لأمها بأن أخوها هو من زوجها لذالك الشاب الذي حملت منه تاركة الإبلاغ بالزواج لأخيها الكبير محفوظ الذي غادر إلى الإمارات العربية المتحدة متجاهلا محنتها المتمثل في حملها من شاب لا تعرف عنه إلا إسمه وقبيلته فقط , لكن الشاب يعرف نفسه من منطلق أنها زوجته وكان دائما على اتصال بها على رقم هاتف لكن عائشة زوجته لم تعد تستعمله, فقدم من الجزائر وراح يمر يوميا بمنزلهم في العاصمة نواكشوط عله يجد أحدا بالمنزل , عندما علم بأنها موقوفة لدى الشرطة في ألاك بعد رحلة اختفاء شكلت لغزا محيرا .
وفي خضم ذهول الرأي العام من هول الصدمة أصيبت والدتها بارتفاع الضغط ليأمر الأطباء بنقلها إلى العاصمة للعلاج , وهنا ينزلون بدارهم وفي مساء يومهم الأول حل بدارهم والد طفل ابنتهم التي تركوها موقوفة لدى الشرطة في ألاك للتحقيق معها بشأن حملها حيث قدم هذا الشاب المسمى خالد ولد الطالب عيسى اعتذاره لوالدها الفقيه الشيباني قائلا بأنه أب الطفل ليبادره الأب الفقيه قائلا وهل ذالك بزواج شرعي ليرد الشاب خالد نعم بزواج شرعي توجد بطاقته عند شقيقها الأكبر خالد , وهنا أخذا الوالد الفقيه الشيباني ينهال على ولده في الأمارات بالشتائم واللوم ليرد الإبن بأن هناك بطاقة زواج لها موجودة في أحد كتب والده في مكتبتهم ,حينها رجع الوالد الفقيه الشيبان إلى المكتبة ليجد ضالته التي كان يتمنى لترد للوجه ماءه وتصون له عرضه وعرض إبنته عائشة بعد أن أطلقها القضاء تحت الرقابة القضائية , حيث وجد بطاقة الزواج وراح الشاب خالد إلى ولده وأمه في قرية شكار شمال ولاية لبراكنه حيث كانت قد وضعت تحت رعاية خالتها نتيجة للظروف الصحية لوالدتها وفي طريقه اتصلت به وكالة البشام ليعترف لنا أنه زوج الفتاة ويعترف بأبوة الطفل , لكن الرأي العام دخل في مطبة أخرى واعتبرها قضية مفبركة , وحضر الشاب خالد أمام النيابة وقاضي التحقيق بمحكمة ألاك واعترف بأبوته للوليد , وفي بضع دقائق وعبر الفاكس وصلت بطاقة الزواج إلى المحكمة التي أقرت بصحته , وقدم الشاب اعتذاره إلى الأسرة المكلومة عما لحق بها من أضرار معنوية ومادية كما اعتذر للمحكمة أيضا.
واليوم وسط أجواء احتفالية كبرى في قرية طيبة وبعد أن جمعت أسرة أهل سعيد شملهم ليلة البارحة من شكار ونواكشوط في منزلهم بقرية طيبه, وصلت إليهم أفراد عائلة الشاب خالد ولد محمد الطالب ولد عيس الصيدلاني الخريج من جامعة الجزائر , حيث وصل والده يرب ولد محمد الطالب ولد عيس ووالدته وأخواته وخاله وعمه وبعض الشخصيات الاعتبارية في مجتمعه , حيث أشرفوا على مراسيم العقيقة وأخذ الوالد يرب حفيده الجديد ووضعه في جحره حيث لم يتملك نفسه في البكاء من شدة الرحمة والشفقة على حفيده الذي سماه عبد القادر جدهم الأكبر ليسدل الستر في أجواء احتفالية , على مسلسل فتاة :"ما كان أبوها امرأ سوء وما كانت أمها بغية " طالما شغل الرأي العام في ولاية لبراكنه , بطله شاب طيب تبرأ في حقها وفي حق رضيعها حفاظا على نسبه ونسب أبيه. حيث انتهت المراسيم بتبادل التهانئ والتبريكات و في مدح قبيلة الشاب خالد ولد محمد الطالب , كما أشاد ذوو الشاب بعظامة الفتاة عائشة التي استطاعت أن تحكم نفسها دون أن تقتل نفسها أوجنينها, أما والد الفتاة عيشة الفقيه الشيباني ولد سعيد فقد أشاد بمستوى عظمة هذا الشاب ومسؤليته ودماثة أخلاقه في التعاطي معه قائلا: إنه يقدم الشكر إلى أسرة أهل محمد الطالب ولد عيس مؤكدا أن هذه النقمة تحولت إلى منحة خلقت رابطة كانوا في أمس الحاجة إليها مضيفا أن اختيار الله للعبد خير من اختيار العبد لنفسه