رثائية ببها لوالده وابن عمه محمد محمود ولد بديوه | البشام الإخباري

  

   

رثائية ببها لوالده وابن عمه محمد محمود ولد بديوه

ببها ولد بديوه

أَمْرِ اللهِ سَيْرٌ مَا تَوَانَى

جَوَادًا مَا أَسَاءَ ولَا اسْتَهَانَا

طَلَعْتَ بِهِ إِلَى الغَيْبِ الثَّنَايَا

كَرِيمًا لَا نَكُوصَ ولَا حِرَانَا

أَلَبَّتْ دَعْوَةَ الرُّجْعَي سَبِيلٌ

فَمُدِّي الرَّكْضَ وانْطَلِقِي عِنَانَا

كِلَانَا يَا أَخِي سَيَسِيرُ يَوْمًا

لِطِيَّتِهِ إِذَا أَزِفَتْ أَوَانَا

فَلَمْ تَكُنِ الإِقَامَةُ غَيْرَ ظِلٍّ

سَنَتْرُكُهُ إِذَا القَصْدُ اسْتَبَانَا

وَمَنْ يَكُ سَاءَهُ المَأْتَى نُزُولًا

فَإِنَّكَ قَدْ ضَرَبْتَ بِهِ جِرَانَا

أَلَمْ تَسْكُنْ إِلَيْهِ بِطِيبِ قَلْبٍ

رَضِيٍّ مَا أُهِينَ وَلَا أَهَانَا

حُضُورٌ مِنْكَ تُبْقِيهِ المَعَانِي

إِذَا مَا فَارَقَتْ مِنْكَ العِيَانَا

تُرَدِّدُهُ عَلَى الأَرْجَاءِ شِعْرًا

وَتَرْفَعُهُ عَلَى الدُّنْيَا عِلَانَا

مَعَانِيَ قَدْ قَرَنْتَ بِهَا المَعَالِي

فَكَمْ حَسُنَتْ وَكَمْ طَابَتْ قِرَانَا

وَكُنْتَ إِذَا تَهُبُّ بِنَا شُجُونٌ

نُولِّيهَا سَجَايَاكَ الحِسَانَا

بِصَبْرٍ لَا يَضِيقُ بِهِنَّ ذَرْعًا

وَسَعْيٍ لَا يُسَاوِمُهَا هَوَانَا

وَعَزْمٍ قَدْ مَدَدْتَ لَهُ قَنَاةً

فَمَا قَصُرَتْ وَلَا كَلَّتْ سِنَانَا

وَكُنَّا إِذْ تُعَاوِدُنَا اللَّيَالِي

نُعَاوِدُ لَا أَلَفَّ وَلَا هِدَانَا

مُحَمَّدُ أَيُّهَا المَحْمُودُ فِعْلًا

وَقَوْلًا صَانَهُ خُلُقٌ وَزَانَا

لِمَنْ يَأْوِي الضَّعِيفُ وَمَنْ لِسَيْلٍ

مِنَ المَعْرُوفِ يَسْتَنُّ اسْتِنَانَا

يَفِيضُ لِكُلِّ ظَمْآنٍ زُلَالًا

وَيُغْدِقُ كَلَّ مَحْرُومٍ حَنَانَا

تَحُلُّ بِهِ الدِّيَارُ مَكَانَ صِدْقٍ

فَلَيْسَتْ دُونَهُ أَبَدًا مَكَانَا

وَقَدْ يَغْدُو المَكَانُ بِهِ مَكَانًا

وَقَدْ يَغْدُو الزَّمَانُ بِهِ زَمَانَا

صَلَاةُ اللهِ فَوْقَ ثَرَاكَ سَحًّا

تُظِلَّكَ بَارِدًا مِنْهَا أَمَانَا.

 

تصفح أيضا...