احتضنت أمس مباني كلية الحقوق والعلوم السياسية في جامعة المنار بتونس، إحدى أعرق المؤسسات الجامعية في تونس، وقائع نقاش أطروحة دكتوراه من إعداد الباحث ابراهيم سيد المختار.
تناولت الأطروحة التي أربت على الأربعمائة صفحة موضوع السياسة الخارجية الموريتانية لتكشف آليات عملها وتوجهاتها وفاعليها والعوامل المؤثرة فيها، وذلك بأسلوب رصين يزاوج بين الصرامة العلمية وجزالة العبارة وجودة السبك والتركيب. أسلوب ترافقه متانة المنهج وخصوبة الأفكار وعمق المأخذ وقوة المحاججة المنطقية.
وقد كانت جلسة المناقشة التي أدارتها كوكبة من أعمدة البحث العلمي في الحقلين القانوني والسياسي منبرا لنقاش علمي مستفيض وعميق تخلله ثناء واسع وإشادة كبيرة بتماسك الأطروحة وقوة طرحها وجدية الباحث وعلو همته ومستواه.
وهي أطروحة تنطلق، في بدايتها، من تساؤل عن مدى تمكن الفاعلين من رسم وهندسة سياسة خارجية متوازنة، خاتمة بضرورة إعادة هندسة جديدة للسياسة الخارجية وفق استراتيجيات وأسس واضحة….
أبهرت الأطروحة لجنة النقاش وأعجبتها ردود الباحث وقدرته التحليلية العالية وملكاته الخطابية النادرة فقررت إسناده شهادة الدكتوراه بميزة مشرف جدا، مشيدة باهميتها وبتميز كاتبها على أكثر من صعيد.
قاد الدكتور إبراهيم، قبل ست سنوات، رابطة الطلاب الموريتانيين في تونس لمدة عام كان فيه مدافعا عن حقوق الطلبة وحاملا لمشاغلهم ومشاكلهم الجمة، قبل أن يقوده تاريخه مع التميز إلى أبواب المدرسة الوطنية للإدارة بتربعه(الثاني على الدفعة) على عرش لائحة القضاة المكتتبين سنة 2020.