المخطوطة القرآنية التي تم اكتشافها الصيف الماضي بين محفوظات "جامعة برمنغهام" البريطانية، وأحدثت ضجة عالمية بعد إخضاعها لفحص "الكربون المشع" المؤكد بأنها من أقدم مخطوطات الكتاب الكريم، قد تعود إلى عصر الخليفة أبو بكر الصديق، أي 1370 سنة إلى الوراء، وفق ما يعتقده جمال بن حويرب، العضو المنتدب في "مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم للدراسات الإسلامية" في الإمارات.
ما أبداه بن حويرب من اعتقاد بشأنها، ذكره لإذاعة BBC ، بقوله إن المخطوطة التي وصفها بأعظم كشف في العالم الإسلامي "هي من القرآن الذي جمعه الخليفة أبو بكر الصديق" واعتبرها أصل القرآن "وستحدث ثورة في دراسة القرآن"، وفق تعبيره المستند إلى معاينته الشخصية للمخطوطة.
وكان فحص الرقاقة في يوليو الماضي، وهي من جلد غنم أو ماعز، حدد بدقة عالية، نسبة صحته 95.4% من مجال الخطأ، أن زمنها يعود لما بين 568 و645 بعد الميلاد، علماً أن السير النبوية تجمع أن الرسول ولد عام 570 وبعثته بالدين الحنيف بدأت في 610 ووفاته في 632 بالمدينة المنورة، أي أن الرقاقة الجلدية قد تكون سابقة لزمن الرسول، لا الكتابة عليها هي السابقة لولادته أو بعثته بالدين الحنيف.
أما كاتب الآيات عليها، فقد يكون من أصحاب النبي وعاصره، أو كتب عليها في وقت لم يكن مر على بعثة الرسول أكثر من 13 سنة، أي زمن أبو بكر الصديق الذي توفي عام 634 وحكم 27 شهراً، أو زمن الخليفة عمر بن الخطاب كحد أقصى، علماً أن البروفسور البريطاني ديفيد توماس، الأستاذ المختص بالمسيحية والإسلام في "جامعة برمنغهام" المرافق لشأن الرقاقة منذ اكتشافها، يطيل زمنها أكثر.
في يوليو الماضي عبر توماس عن اعتقاده بأنها تعود إلى 20 سنة تلت وفاة الخليفة أبو بكر، أي إلى زمن جامع القرآن، الخليفة الثالث عثمان بن عفان، وسبق أن ذكر في ما استعرضته "العربية.نت" ذلك الشهر، أن المخطوطة "قد تعيدنا إلى أولى سنوات صدر الإسلام" خصوصاً أنها بالخط الحجازي، المعروف بأنه من أقدم الخطوط العربية.
شرح أيضاً أن عمرها التقديري "يعني أن من المحتمل جداً أن كاتبها عاش في زمن النبي محمد صلى الله عليه وسلم ، وربما رآه واستمع إلى حديثه، وربما كان مقرّباً منه، وهذا ما تستحضره المخطوطة" وفق ما نقلته عنه الوكالات وقتها، كما ووسائل إعلام عالمية الانتشار، معظمها وصف الرقاقة بأنها "كشف مهم جداً" في عالم كتابة النص القرآني، ومعظمه كان على رقائق من سعف النخل أو الصخور أو جلود الحيوانات، حتى وعظام أكتاف الجمال، ونادراً على جلد الحيوان.
وفي تقرير "بي بي سي" اليوم، أن المخطوطة كانت قبلها في جامع عمرو بن العاص في القاهرة، استناداً إلى شبهها بمخطوطة قرآنية محفوظة في "المكتبة الوطنية الفرنسية" بباريس، وهو ما أكده الباحث الفرنسي بالعلوم القرآنية فرنسوا دي روش، بقوله للإذاعة البريطانية إن الصفحات المحفوظة في برمنغهام هي نسخة طبق الأصل عن محفوظة في باريس، جاءت بدورها من مسجد عمرو بن العاص زمن حملة نابليون على مصر قبل قرنين.
وتطرق تقرير BBC إلى ما سبق وأفردت له "العربية.نت" تحقيقاً كبيراً يوليو الماضي، معززاً بصور، وكان بعنوان "العراقي الذي نقل أقدم نص قرآني مكتوب إلى بريطانيا" وفيه معلومات عن شراء القسيس الكلداني، ألفونس منغنا، للمخطوطة بتمويل من البريطاني إدوارد كادبوري "لرفع مكانة برمنغهام كمركز ثقافي لدراسات الأديان" على حد الوارد عن منغنا في موقع "جامعة برمنغهام" نفسها.