البشام الإخباري/ على ضفاف ثلاثة قرون تمتد رحلة كيهيدي مع الحياة في أحضان النهر وبين السهول والهضاب الصخرية التي حولت المدينة إلى تشكيل جغرافي متعدد الملامح والألوان.
ومنذ ثلاثة أيام كأطول ما تكون الأيام تنام المدينة الغارقة على أسرة أمواج السيول التي غمرتها جراء الأمطار الدافقة التي استمرت عدة ساعات من مساء السابع عشر من أغسطس الحالي، قبل أن تقلع فجرا، وقد رسم خريطة التشرد في أغلب جوانب المدينة، وخصوصا الأحياء القديمة التي بنيت على مسطحات صخرية، وأرض صلبة.
ويتعلق الأمر أساسا بأحياء وسط المدينة والسوق، إضافة إلى الأحياء الجنوبية والغربية، بينما يبقى حي النزاهة الجديد الحي الأقل تضررا من الأمطار الطوفانية، وذلك بفعل وجوده في منطقة رملية.
رئيس الجمهورية السيد محمد ولد الشيخ الغزواني قطع عطلته السنوية من مدينته بومديد وانتقل في مروحية عسكرية إلى المدينة الغارقة، حيث اطلع بشكل مباشر على وضعية الإنقاذ وسبل إخراج المواطنين الغارقين من بيوتهم التي انتزعتها منهم الأمطار.
وأعرب رئيس الجمهورية عن تضامنه مع السكان متعهدا بالقيام بكل ما يلزم من أجل منع تكرار مثل هذه الحادثة.
استعداد قبل الكارثة
وكانت السلطات المحلية في ولاية غورغل قد وضعت خطة إنقاذ استعدادا لوضعية الأمطار التي توقعتها مصالح الرصد الجوي، وتضمن الخطة
جاهزية قوات الجيش والحرس والدرك في المدينة للإنقاذ
اختيار مساكن ومدارس ومؤسسات عمومية لإيواء المشردين
وضع الطواقم الصحية في أقصى الجاهزية.
ولحد الأن لم تسجل خسائر في الأرواح في المدينة، فيما يعتقد أن الخسائر في الأموال كانت عالية وخصوصا في السوق، كما تضررت مئات المنازل من السيول.
وتتوقع السلطات أن تستعيد المدينة وضعها الطبيعي خلال أيام قليلة، وبعد تفريغ السيول خارج المدينة، واستعادة السكان لمساكنهم.
وبدأت قطاعات حكومية متعددة حملة إغاثة لصالح المتضررين في كيهيد
مدينة الميرة ..وعاصمة الوحدة الوطنية.
.
وتمتع المدينة بوفرة في المزارع الأهلية، إضافة إلى تمتعها بثروة تقدر بحوالي مليار طن من الفوسفات ولم يبدأ استغلال هذه الثروة لحد الآن
وتعيش المدينة أجواء إنتاجية مستمرة منذ تأسيسها قبل قرابة ثلاثة على يد مهاجرين من قومية البولار قادمين من شمال البلاد، وفق ما يذكرة ضمنيا مؤرخون .
وتعرف كيهيدي بكثرة محاظرها وعلمائها، وانتماء عدد كبير من مثقفي القومية الزنجية من البولار إلى هذه المدينة التي استوطنها التجار البيض منذ أكثر من قرن.
وتحولت المدينة خلال العقود الخمسة المنصرمة إلى مدينة وحدة وطنية بعد أن نزح إليها التجار، وعشرات الآلاف من المواطنين القادمين لأغراض التجارة والانتجاع والاستقرار من ولايات لعصابة وتكانت ولبراكنة وآدرار.
وحظيت كيهيدي باهتمام خاص فترة الاستعمار الفرنسي حيث أقام فيها مدارس ابتدائية خلال العشرية الأولى من القرن المنصرم، مما مكن أبناء المدينة من أن يمثلوا الطبقة الأولى من كبار الموظفين المدنيين والعسكريين في البلاد، كما تأسست في المدينة إعدادية سنة 1957، ومدرسة للزراعة سنة 1963، مما يؤكد أهميتها بالنسبة للأنظمة المتعاقبة.