س 1 الأقصى: ما هو تقييمكم للوضع الأمني و السياسي بعد توقف عملية عاصفة الحزم ؟ مع التذكير بأن حزبكم قد أتخذ موقفا بشأن هذه العملية الكبرى والمثيرة ، فما هي أيضا الدوافع لاتخاذ هذه الموافق ؟.
ج 1: رئيس حزب الإصلاح :نحن حزب من أحزاب الأغلبية الداعمة للرئيس الحالي ، ويلزمنا سياسيا وأدبيا دعم موافقة النظام الذي دعمناه عن قناعة ،كما أن الخطوة في بعدها العربي تعتبر إحياءا للدفاع العربي المشترك ،بقيادة السعودية في المثال الحالي . ومن الجدير بالذكر، أن الدول المشتركة في عملية عاصفة الحزم كلها أعضاء في جامعة الدول العربية.
أما وقف العاصفة فكان مفهوما في مجال البعد عن الإضرار باليمن و المنطقة كلها،وخصوصا فيما يتعلق بحفظ حياة ومصالح المدنيين ، بصورة كاملة بإذن الله .
وحسب تصريحات القائمين على هذه العملية ، فإن الأهداف المرجوة قد تحققت تقريبا، أو كادت بالوصول لهذه الغاية الكبرى ، إصلاح ذات البين بين اليمنيين أنفسهم ، ولهذا بدأت العملية السياسية ، التي لا تخلو من بقايا دور عسكري إستراتيجي ، وإن كان جانبه الحربي خفيفا حتى الآن ، وقد يتطور حسب الضرورة.
ولعل عملية إعادة الأمل ، من أجل اختبار مدى جدية الحوثيين وحلفائهم، المحليين والإقليميين والدوليين ، للقبول بالعبور الإيجابي الحاسم الناجع نحو الأمل بسلام حقيقي في اليمن والمنطقة المشتعلة للأسف البالغ .
س2الأقصى : ما هو تصوركم لأفق العلاقات بين السعودية وموريتانيا بعد المناصرة الرسمية والشعبية والحزبية الواسعة محليا لعاصفة الحزم ؟
ج2 رئيس حزب الإصلاح : العلاقات الموريتانية السعودية ليست وليدة اليوم ، ولا يمكن ربطها فحسب ، بعملية عسكرية عابرة ، وإنما هي قديمة قدم وجود البلدين الشقيقين ، وخصوصا أن السعودية مأوى ضريح رسول الله صلى الله عليه وسلم والكعبة ، المشرفة المقدسة ، قال تعالى: "إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبَارَكاً وَهُدًى لِّلْعَالَمِينَ" آل عمران96 .
وهذا يكفي ، وعلى منحى زيارة الرئيس المنصرمة لأخيه جلالة الملك سلمان بن عبد العزيز ولبلده الثاني السعودية ،أقول أتوقع المزيد والمزيد من التعاون المتطور الواسع بين البلدين الشقيقين والشعبين المسلمين العربيين الشقيقين أيضا .
س3 الأقصى: ما هو تصوركم لمستقبل الحوار المطروح بين الفر قاء الموريتانيين ، خصوصا على ضوء التأزم في موضوع اسنيم،الذي مازال هو الآخر مطروحا للحوار أيضا ، وغير ذلك من القضايا الوطنية العالقة، ، هل تتوقعون حلا عبر الحوار لهذه الأزمة الوطنية المركبة التي يرفض النظام تقريبا الاعتراف بوجودها أصلا ؟
ج 3 رئيس حزب الإصلاح:النقطة الأساسية في موضوع الحوار السياسي ،هي اتفاق الأطراف المعنية كلها على أهمية الحوار ودوره في الخروج من الأزمة ، التي أشرت إليها ، والتي أتصور بأنها مبالغ فيها .
كما إنني موقن بأن أزمة - اسنيم – إن أصررت على هذه التسمية الخلافية بالنسبة لي – أقول هذه القضية حلت ، وما بقي منها ، مسألة وقت فحسب ، ولو على مدى متوسط ، حسب سعر الحديد ، والأزمة الموضوعية لبعض أسعار المعادن ، دوليا ، لا محليا وإقليميا فقط .
س 4 الأقصى :ما هو تعليقكم على الزيارات الرئاسية الحالية ، هل تعتبر حملة رئاسية مسبقة بصورة غير مباشرة ،وما هو موقفكم من تغيير الدستور ، بطريقة أو بأخرى لصالح نفس الرئيس الحالي، محمد ولد عبد العزيز؟.
ج4 رئيس حزب الإصلاح: هذه الزيارات تدخل في سياق العلاقة الضرورية، تواصلا وترابطا، بين الشعب وقائده المنتخب، ولا وجود لأي حملة في الوقت الراهن، وإنما تأتي هذه الزيارات في سياق تفقدي إيجابي، لمصلحة الدولة والمجتمع والنظام السياسي.
وأما ترويج إمكانية خرق الدستور ، والتلاعب به ، فهذا لا وجه له من الصدق والدقة على الأقل ، في نظري ، وإنما هي إشاعات المعارضة المغرضة ، ولن يقوم الرئيس بأي خطوة ، ولا أغلبيته في هذا الصدد الغير قانوني إطلاقا ، ولا الأخلاقي ، وإن وقع فلن نسكت عليه أبدا .
وإن وافق عليه الجميع رغم صعوبة ذلك ، فذلك موضوع الإجماع الوطني ، وهو محرج صراحة، رغم عدم قناعتي بتجاوز العهدتين.
ولكن المصلحة الوطنية العليا ، تقتضي في هذا المقام ، الصبر على ما نخالف فيه الرأي غيرنا .
وهو وقتها إن حصل، رغم استبعاده، يلزم الرضوخ له، مادام محل وفاق وإجماع.
فموريتانيا واستقرارها، فوق خلافاتنا ومواقفنا الحزبية الخاصة.
س5الأقصى: هل تتوقع احتقانا سياسيا حادا إن فشل الحوار الوطني محل التباحث والتجاذب الحالي ؟
ج5 رئيس حزب الإصلاح: نرجو من الله أن لا يفشل هذا الحوار ، وسينجح بإذن الله لوجود نوايا صادقة لدى الجميع ، وفي حالة ما لم ينجح الحوار الحالي لاقدر الله ،لا ينبغي البتة اللجوء للتصعيد ، وإنما ينبغي محاولة طرق باب التفاهم ، بصيغة أخرى إن شاء الله .
وفي النهاية أشكر صحيفة الأقصى وموقعها الالكتروني على إتاحة هذه الفرصة الثمينة، تقبل الله منا ومنكم ومن سائر المسلمين.
وفي الأخير أذكر بقوله تعالى:" إِ نْ أُرِيدُ إِلاّ الإِصْلاَحَ مَا اسْتَطَعْتُ وَمَا تَوْفِيقِيَ إِلاّ بِاللّهِ عَلَيْهِ تَوَكّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ".