البشام الإخباري / الزراعة لا تقتصر فقط على النباتات عمومًا أو الأزهار، بل هي شاملة لتربية الحيوانات والطيور للاستفادة من منتجاتها، فالناس يربون الأغنام والأبقار في مزارع خاصة بها للحصول على الحليب واللحوم وللحصول على جلود هذه الحيوانات وتحقيق الاكتفاء الذاتي منها، وبيع ما يفيض عن حاجة لتحقيق الدخل، كما يربي الناس الأحصنة لممارسة مختلف الرياضاتكالفروسية أو للمساعدة في أعمال الزراعة والتنقل مثل: الحراثة وجرّ المياه والمشي في المناطق الوعرة، كما يمكن أن يُربي الناس الحيوانات في المزارع بغرض تكثيرها وبيعها حية أو على شكل لحوم. تُسهم زراعة الحيوانات في المزارع المخصصة في تحقيق الأمن الغذائي وزيادة الإنتاج والتصدير، وتحقيق الاكتفاء من مختلف المنتجات الحيوانية، وبسبب ذلك خلق حالة التنافس بين المزارعين، وزيادة الجودة في الإنتاج، خاصة إذا كانت هذه الزراعة مبنية على أسس علمية صحيحة، تتم فيها تربية الحيوانات بطريقة تجعلها تتكاثر بشكلٍ أفضل وتكون بصحة ممتازة اعتمادًا على ما يتم تقديمه لها من أعلاف مُحسنة ومطاعيم ضدّ الأمراض، وتربية الحيوانات في المزارع الخاصة يضمن توفيرها إلى حد بعيد وعدم الاضطرار لاستيرادها من مصادر غير موثوقة، وهذا يُقلل من الإصابة بالأمراض آلية تنتقل من الحيوان للإنسان. تُسهم زراعة الحيوانات في مزارع مخصصة في توفير فرص عمل للكثيرين، وتوفير المواد الخام التي تدخل في عمليات تصنيع الأغذية المختلفة سواء تصنيع مشتقات الحليب والألبان، أم تصنيع جلود الحيوانات أو الاستفادة من السماد الناتج من روث الحيوانات، والذي يُستخدم أيضًا في زيادة خصوبة التربة وتكثير النباتات الزراعية، وهذا يوفر مردودًا اقتصاديًا كبيرًا، وفي الوقت نفسه يُساعد في الحصول على لحوم الحيوانات المذبوحة بطريقة صحيحة، واستخدام لحوم من مصادر مضمونة في تصنيع اللحوم المعلبة بشكلٍ عام. تٌسهم الزراعة في تسهيل تأمين الغذاء للحيوانات، حيث تتغذى الكثير من الحيوانات على الأعشاب والأعلاف النباتية، لهذا فهي المنتج الأول للغذاء والعنصر الأول والأهم في السلسة الغذائية، ولا يمكن أن تكون هناك حياة للحيوانات أو الإنسان إن لم يكن هناك زراعة ونباتات، لذلك فإنّ الحديث عن أهمية الزراعة لا ينحصر بكلماتٍ قليلة، لأن الفضل الأول في إعمار هذه الأرض هو وجود الزراعة والنباتات فيها، وقد قامت أعرق الحضارات في تاريخ الأرض قرب المناطق التي يُمكن الزراعة فيها حتى تستطيع الحيوانات العيش وتأمين ذاتها دون صعوبة. زراعة الأشجار والنباتات في الغابات يعني إحياء العديد من الأنظمة البيئية الحيوانية، خاصة أنّ الكثير من الحيوانات تبني بيوتها في الأشجار أو بالقرب منها أو تعيش عليها، وكذلك بالنسبة للطيور التي تبني أعشاشها في الأشجار، وهذا يعني أنّ الزراعة وسيلة لتأمين مسكن للحيوانات، ولولا وجود الأشجار لأصبح النظام البيئي بالنسبة للكثير من الحيوانات ناقصًا، وهي أيضًا ترتاح في ظلها وتجد فيها مكانًا للراحة والاستخباء من الأعداء.