البشام الإخباري / كشفت الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية، عن توسيع علاقات التعاون الأمنية بين تل أبيب، والعديد من العواصم العربية في الفترة الأخيرة، خاصة بعد توقيع “اتفاقيات أبراهام” التطبيعية.
وفي تقرير لقناة “i24news” الإسرائيلية استندت فيه إلى مسؤول رفيع في جهاز الاستخبارات التابع للجيش الإسرائيلي، ومصادر خاصة، أكد أنه في السنوات الأخيرة، وسع الجيش الإسرائيلي علاقاته، مع نظرائه في الدول الأجنبية، تزامنا مع توسع العلاقات الدبلوماسية لإسرائيل، حول العالم.
وكشف التقرير أن وحدة إدارة التعاون الدولي، التابعة للاستخبارات العسكرية، مكلفة بنسج العلاقات “وراء الكواليس”، حيث يُعتبر رؤساء الفروع فيها، خريجين من وحدات استخباراتية سابقا.
وأشار التقرير أن رؤساء تلك الوحدة، يرتدون اليوم بدلا من الملابس العسكرية، “الملابس الرسمية”، وينفذون “مهمات دبلوماسية سرية للجيش”، بهدف بناء شراكات، تقوم بالأساس، على تبادل الاستخبارات.
وركز التقرير بالأخص على الفرع الذي يرمز له بالحرف “ت” والذي قال إنه يعد من أهم فروع الوحدة، كاشفا بأنه الفرع المؤتمن على صنع “شراكات إقليمية”، مع الدول العربية، بما في ذلك دول “اتفاقيات أبراهام”، واخرى لا يمكن الكشف عن أسمائها.
وكانت كل من الإمارات العربية المتحدة والبحرين والمغرب وقعت على “اتفاقيات أبراهام” التطبيعية مع إسرائيل، في العام 2020 والتي تخللها فتح سفارات في تل أبيب، وفتح دولة الاحتلال سفارات لها في عواصم تلك الدول، وتوقيع اتفاقيات اقتصادية وأمنية وعسكرية، علاوة عن بيع أسلحة.
ووفق المعلومات فإن هذا الفرع الجديد في الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية، تأسس قبل حوالي عام، أي بعد توقيع “اتفاقيات أبراهام”، بهدف توسيع التعاون الاستخباراتي والعملياتي في الشرق الأوسط، خصوصا ضد إيران.
ونقل التقرير الإسرائيلي عن قائد الفرع، قوله إن تلك الاتفاقيات “سهّلت عمل وكالات الاستخبارات الإسرائيلية، والاستخبارات العسكرية للجيش، وحتى الموساد”.
ويشير هذا المسؤول إلى التغييرات التي طرأت بعد اتفاقيات التطبيع، على المستوى المعنوي، وقال “إسرائيل قبل اتفاقيات أبراهام، تصرفت وفق مبدأ العزلة، أما اليوم، فأصبحت تفكر كيف تبني التحالفات الواسعة”.
وكشف عن قيام إسرائيل بتنفيذ “نشاطات مشتركة” في مناطق شرق أوسطية، وفي دول وصفها بـ “المعادية”، وقال ان طبيعة النشاطات كانت جمع المعلومات والتأثير وغيرها.
وقد وصف علاقات فرع “ت” مع جميع شركاءه في الدول العربية لا سيما الخليجية منها بـ “الممتازة” لافتا إلى أن تلك الدول تعمل على التعلم من تجربة المخابرات الإسرائيلية.
وأشار في ذات الوقت إلى أن المخابرات تمتلك قدرات متقدمة وفريدة من نوعها، ومعلومات استخباراتية حساسة للغاية في الشرق الأوسط، ما يمكنه المساهمة، في أمن دول وشعوب تلك البلدان.
وقد أشاد مدير فرع وحدة إدارة التعاون الدولي، التابعة للاستخبارات العسكرية الإسرائيلية، بـ “مهنية وجدية وميزة” استخبارات بعض الدول العربية، دون ان يسميها.
وأوضح أن انتقال الجيش الإسرائيلي، إلى “سنتكوم” أي القيادة المركزية الأمريكية، ومقر قيادتها البحرين، “يُعتبر تجليا، لتغيير أحدثته اتفاقيات أبراهام”.
ونقل التقرير الذي أوردته قناة “i24news” عن مصدر إسرائيلي قوله إن التعاون الاستخباراتي، معناه “منحَ الشريك معلومات استخباراتية، أو تقييمات استخباراتية، أو معلومات تهمه، مقابل أن يمنحك الشريك فرصة للقيام بشيء ما، أو أن ينفذ نشاطا لصالحك، دون أن يكون له أي مصلحة بذلك، علما أنه يمكن أن يكون طرفا ثالثا بينكما”.
وأكد أن هناك تفاوتا بين الشركاء من حيث “حميمية العلاقة”، لافتا إلى أن المستوى الأول من الشركاء، يحظون بالتقييمات والمعلومات الاستخباراتية، بدءا من تقارير الموظفين، والمواد الخام.
يشار إلى أن وزير الجيش الإسرائيلي بيني غانتس زار في وقت سابق من هذا العام كل من البحرين والمغرب، والتقى كبار قادة الجيش هناك، ووقع معهم على اتفاقيات أمنية غير مسبوقة، شملت تعزيز التعاون الاستخباراتي، وإقامة أساس للتدريبات، وبيع معدات عسكرية.
القدس العربي