البشام الإخباري / مع دخول الحملة الانتخابية، أسبوعها الثاني، يُكثِّف المرشحون نشاطات التعبئة لاستقطاب ناخبين جدد، وتحسيس أنصارهم حول طريقة التصويت من أجل ضمان الظفر بأصوات الناخبين في استحقاقات 13 مايو الجاري.
شعارات كثيرة ومتنوعة رفعها المترشحون مع صورهم المكبرة، بعضها يحمل دلالة انتخابية، كشعار “معا لغد أفضل” و”مستقبل واعد” و”النجاح من أجل الإصلاح”، غير أن بعض المترشحين اعتمد بعض الشعارات الغريبة كشعار “انگدو” الذي رفعه أحد المترشحين الشباب.
الشعارات في الحملة لا تتوقف عند الجُمَلِ ذات الدلالة الانتخابية، بل هناك صور متنوعة كل واحدة منها تعبر عن حزب معين وترمز له في ورقة الانتخاب.
بعض الأحزاب اختار صورة حيوان كالجمل والأسد والحصان والغزال، وبعضها اختارصورة لطائر كالحمامة والصقر، وبعضها اختار صورة للآلات كالميزان والمفاتيح والأواني.
بهذا تحولت شوارع مدينة تفرغ زينة في ولاية نواكشوط الغربية التي نزورها خلال ليالي الحملة الانتخابية إلى مشاهد بديعة مُتوهجة تلفت الأنظار، وتُغري الزوار من مواطني المقاطعات الأخرى الذين يبحثون عن أماكن ترفيهية خلال هذا الموسم الانتخابي.
سلاسل متصلة من اللافتات الضخمة وطوابير طويلة من السيارات الفخمة المرصَّعة بصور المرشحين وعلى حافتيْ كل شارع خيامٌ متراصة مُضاءة تزهو مداخلها وواجهاتها بالصور والأناشيد وشعارات الأحزاب السياسية المتنافسة في الانتخابات.
إنه عالم مليء بالأصوات والحركة، وحشود متزاحمة للاستماع إلى الأناشيد الصاخبة التي تعلو من مكبرات الصوت.
وفي هذه الأجواء الحماسية، تنظم الأحزاب السياسية سهرات فنية وتجمعات شعبية لجذب الناخبين، وتشهد تلك الأماكن توافدا كبيراً من المواطنين الذين يتابعون باهتمام ما يجري في الساحة السياسية.
تعبر أناشيد المرشحين عن التشبث بالوطنية والإصلاح والتغيير، وتجمع على الدعوة إلى التصويت للمرشح وباقي مرشحي حزبه، وتكثر فيها عبارات من قبيل “التغيير” و”الوحدة” و”الحرية” و”العدالة”.
أما السوق الفنية والأدبية فقد انتعشت كثيرا في هذه الأيام، حيث ازدادت الفرص المتاحة للفنانين والشعراء الشعبيين لتقديم عروضهم وعملهم الفني والأدبي، والحصول على مزيد من الأموال والشهرة، إذ تحولت هاتان الفئتان إلى موْردين رئيسييْن للأناشيد الدعائية، حيث يُعوّضون عن الأناشيد والسهرات الدعائية لصالح المرشحين وفرقهم الانتخابية، بمبالغ طائلة أحيانا.
وانتعشت كذلك سوق بيع الخيام وإيجار المنازل وسوق الدعاية والإشهار ومحلات الخط ووكالات تأجير السيارات والعمالة اليدوية وسوق المواد الغذائية وغيرها.
وعلى الرغم من أن قليلا من الفنانين وبعضا من الأدباء الشعبيين يرفضون هذه الممارسات أو يعملونها مجانا أو بسعر رمزي لبعض المعارف والأصدقاء، فإن العديد منهم يرون فيها فرصة لتحقيق النجاح والدخل المالي المعتبر.
ولا تختلف مضامين الخطابات السياسية ومضامين الأناشيد الدعائية فكلاهما نداء انتخابي من أجل التعبئة والتحسيس لصالح مرشح معين، وإن كان بعض المرشحين من الدهاء والحذق السياسي بحيث ينحو نحو استمالة كل جهة باللهجة أو اللسان أو التعبير الثقافي الشائع لديه.
وإذا كان هذا هو حال الحملة الانتخابية في الواقع، فإن حملة موازية لا تقل ضراوة عنها تشتعل على وسائل التواصل الاجتماعي، حيث يتبارى مناصرو الأحزاب في تقديم برامجهم، وتلميع مرشحيهم.
كما تداول كثير من المدونين البوستات والفيديوهات الترندية بعضها جدي وبعضها ساخر، ومن ذلك مثلا أن أحد المترشحين تحدث إلى الجماهير في مهرجان في إحدى المدن الداخلية باللغة الإنجليزية، وتداولوا كذلك تصريحا لأحد المترشحين يعد فيه ناخبيه بالسعي في إطالة أعمارهم ابتداء من لحظة فوزه، رغم أن الأعمار بيد الله.
وام