بعد أن أمضى أكثر من 26 سنة في السجن بسبب تهمة القتل التي نال على إثرها حكما قضائيا بالإعدام , وجد فرصة ذهبية ليلة الجمعة الماضية للهروب من جدران السجن الموحشة وينعم بجو الحرية ويتمتع من جديد بالحياة وكأنه إنسان وُلد للتو فانتهزها وفر مع الفارين واختفى , لكن أمرا محزنا بل ومبكيا جعله يعود طواعية إلى السجن ويسلم نفسه إلى الحراس , طالبا وضع القيود في يديه ورجليه ورميه في إحدى زنزانات السجن المظلمة , فما هي تلك القصة الغريبة ومن هو بطلها؟
لقد فوجئت إدارة سجن دار النعيم يوم أمس بسجين محكوم عليه بالإعدام منذ سنة 1989لقتله صديقا له في شجار بسبب عوائد مالية مشتركة بينهما يعود ويسلم نفسه بعد أن نجح في الفرار مع مجموعة السجناء كانت قد هربت بشكل جماعي.
موقع صحفي حصل علي هوية السجين الذي سلم نفسه , والأغرب من ذلك سبب قراره الغريب علي مثله من المجرمين بالعودة طواعية إلى السجن.
السجين دبلاهي ولد محمد المختار عاد لمنزل أهله في مقاطعة الميناء ليلة هروبه حيث ولد وتربي قبل دخوله السجن , وقد أراد ـ حسب روايته ـ العودة مجددا لرؤية ذالك المنزل لحنينه الدائم له خلال الليالي الطويلة للسجن ولكن عودته للمنزل شكلت له صدمة كبيرة حيث اكتشف بأن والدته التي يخبره شقيقه دائما بأنها مريضة لا تستطيع زيارته قد توفيت منذ العام 1998وبأن شقيقته الكبرى وشقيقه الأكبر اللذَين أخبره أيضا أنهما يسكنان في نواذيبو قد لحقا بالوالدة بعد سنتين من وفاتها , وقد تحول المنزل الذي كان أربع غرف إلي عمارة شاهقة حيث باعه شقيقه منذ فترة طويلة وذهب لمكان غير معروف لجيرانه القدماء , وحينها عرف السجين المحكوم عليه بالإعدام بأنه لم يبق لديه من الأهل والأصدقاء والمنزل سوي السجن فقرر العودة عن كامل وعي واقتناع وقال لسجانيه لم يبق لي في الدنيا سوي هذا السجن حتى ولو تم طردي لن اخرج حتى ينفذ فيّ حكم الإعدام لأنه أسهل عندي من العودة مجددا لمدينة لم اعد اعرفها ولا اعرف فيها أحدا.
أطلس انفو+تقدمي نت