مثل تفتيح البشرة الاصطناعي لدى النساء الموريتانيات صناعة للموت البطيء، تستعمله النسوة بحثا عن الزينة المكتسبة، بإرادة المستهلكات أنفسهن، فبات استخدام هذه المنتجات واقعا معاشا مؤلما تجد فيه النسوة ذواتهن بغض النظر عن مآلاته السلبية.
ويرى البعض أنه بالرغم من غياب تثقيف صحي يبين للجميع خطر هذه المواد، إلا أن الغالبية ممن يدمنون استهلاكها طواعية خصوصا بالمدن الكبرى “نواكشوط”، على دراية تامة بما قد يسببه هذا السلوك الدخيل على المجتمع والمخالف للسنة النبوية، وما ينطوي عليه من أضرار.
كما يؤكد جل من التقتهم الوكالة الموريتانية للأنباء أن آلاف الموريتانيات اليافعات ممن عصفت بهن ريح الهلع والطيش عن السكة، وجدن أنفسهن في قاع مظلم من التيه تتقاذفهن أمواج الحظ العاثر في دوامة مفرغة لا إلى هؤلاء ولا إلى أولئك.
ويدر المتتبع للقضية بجلاء مدى الخطورة التي يتغافل عنها جل النساء ممن خيل لهن أن هذه المواد تزيد من جمال المرأة أو وسوس لهن الشيطان أنها تحسن من نضارتهن، كلها ترهات أيقنَّ فيما بعد أنها أكذوبة لبست رداء الغش وأحاطتها النفس الأمارة بالسوء عناية خاصة، فحولت كل من صدقها من ضعيفات العقول إلى من باتت نسيا منسيا تحت التراب، قصة تروى ليتعظ بها غيرها وما من مدكر، أو من تنتظر على مضض بالمركز الوطني للأنكلوجيا، أو بأحد المستشفيات الأخرى تكابد صراع المرض الذي سعت جاهدة بكل ما أوتيت من قوة و مال للإصابة به بكل إرادتها، دون أي ضغط ولا تأثير من أحد، مع أن أخريات كثر يسلكن نفس الطريق رغم درايتهن بحيثيات الرحلة المؤدية للموت.
تجار هذه المواد بدورهم ساهموا في تفشي الظاهرة والترويج للإنتحار وإن كان بطرق مختلفة عن المعهود، أعماهم الجشع وحب الدنيا عن خطورة السموم التي يستوردونها لإزهاق الأرواح البشرية، وإصابة البقية من مستخدمي هذه المواد، بأنواع الأمراض المزمنة وغير ذلك من التشوهات الخلقية حتى لدى الاطفال حديثي الولادة.
ويجمع أخصائيو الجلد بموريتانيا أن استخدام تفتيح البشرة الاصطناعي مضر بالصحة، وله تداعيات سلبية متشعبة، إذا لم يكن باستشارة طبيب متخصص، كما أنه يؤدي إلى هشاشة الجلد، والالتهابات الجلدية، والبقع الغامقة، والتجاعيد الدائمة، إضافة لسرطانات الجلد، ومرض السكري، وارتفاع ضغط الدم، والفشل الكلوي … الخ.
هذه الوضعية دفعت بالسلطات مؤخرا إلى إصدار قرار يقضي بمنع استيراد هذه الأدوية وبيعها نتيجة خطرها الماحق، حفاظا على المواطنين وسلامتهم وصحتهم، قرار جاء في محله تلبية لنداء جمعوي ظل يراوح مكانه خلال السنوات الماضية دون أن يجد آذانا صاغية، إلى أن رأى النور مؤخرا.
وفي هذا السياق أوضح أخصائي الأمراض الجلدية السيد سيدنا عمار أعل، أن هذه المواد تعتبر غاية في الخطورة، موضحا أن استخدامها دون استشارة من الطبيب يعرض الشخص للعديد من التداعيات السلبية الضارة.
كما أكدت مسؤولة العلاقات العامة بوزارة الصحة، السيدة مريم كيبي، أن معظم المنتجات التي تستخدم لتفتيح البشرة، هي أدوية تم تحويلها من الاستخدام الطبي إلى الاستخدام الغير مناسب، مما يسبب مضاعفات تتراوح بين الالتهابات والحروق، والتشوه عند الأطفال حديثي الولادة، بالنسبة للنساء الحوامل.
أما الأخصائي بالأمراض الجلدية، السيد الطالب اخيار الشيخ محمد فاضل، فقد بين أن استخدام مكونات مختلفة من الأدوية لتبييض البشرة ينجم عنه تبعات جانبية خطيرة على المديين البعيد والمتوسط، لافتا إلى أن من تلك التداعيات، فقدان المناعة لدى الشخص، إضافة إلى التشوهات، والأمراض المزمنة، وغير ذلك من المضاعفات اللا متناهية التي يسببها استخدام هذه المواد.
وما.