ولد مرزوگ: فخامة الرئيس غزواني يقود الاتحاد الأفريقي باقتدار | البشام الإخباري

  

   

ولد مرزوگ: فخامة الرئيس غزواني يقود الاتحاد الأفريقي باقتدار

قال وزير الخارجية محمد سالم ولد مرزوك، إن الرئيس محمد ولد الغزواني يقود الاتحاد الأفريقي باقتدار.

 

وأضاف في خطاب له بمناسبة تأسيس منظمة الوحدة الإفريقية، إن الرئيس يقظر أمانة تولي موريتانيا الرئاسة الدورية للمنظمة حق قدرها، لما تَعْكِسُه من ثقة بالغة في ريادة فخامته ومن مسؤولية جسيمة في قيادة سفينة الاتحاد في هذا الظرف الإقليمي والدولي الحساس.

وقال إن رئاسة موريتانيا للاتحاد الأفريقي تقوم على مُوَجِّهات أساسية تنطلق جميعُها من ضرورة تعزيز التضامن والتعاون كمبدأين أساسيين لتحقيق أهداف الاتحاد الإفريقي.

نص الخطاب

بسم الله الرحمن الرحيم
وصلى الله على نبيه الكريم
 
أصحاب المعالي
أصحاب السعادة السفراء
زملائي الدبلوماسيين
السادة والسيدات
 
يسرني أن أخاطبكم اليوم بمناسبة الاحتفال بيوم إفريقيا، اليوم الذي نستذكر فيه المُثل العليا والأهداف الطموحة التي حملها الآباء المؤسسون حين قرروا قبل 61 سنة من الآن ببصيرة ثاقبة، تأسيس منظمة الوحدة الإفريقية التي أصبحت منذ 2022 الاتحاد الإفريقي.
وقد نالت بلادي، الجمهورية الإسلامية الموريتانية، هذه السنة، شرفَ تَسَلُّم مِشْعل هذه المنظمة، باسم إقليم شمال إفريقيا وبتزكية تامة من جميع الدول الإفريقية. وهي أمانة يُقَدِّرُها فخامة رئيس الجمهورية السيد محمد ولد الشيخ الغزواني حق قدرها، لما تَعْكِسُه من ثقة بالغة في ريادة فخامته ومن مسؤولية جسيمة في قيادة سفينة الاتحاد في هذا الظرف الإقليمي والدولي الحساس.
أصحاب المعالي والسعادة
إن رئاسة الجمهورية الإسلامية الموريتانية تقوم على مُوَجِّهات أساسية تنطلق جميعُها من ضرورة تعزيز التضامن والتعاون كمبدأين أساسيين لتحقيق أهداف الاتحاد الإفريقي؛ حيث ينبغي أن تتضافر الجهود وتتكامل بين الدول الأعضاء، في جو من الوئام والانسجام، كشرط أساسي لمواجهة التحديات المشتركة بفعالية أكبر ، وبموقف تفاوضي جماعي أقوى يضاعف من تأثير إفريقيا على الساحة العالمية ويضمن تحقيق مصالحها وأهدافها المشتركة.
فتلك، في نظرنا، هي الطريق السالكة الموصلة إلى هدفنا الاستراتيجي، إلى الاندماج الذي يسعى الاتحاد الإفريقي لتحقيقه استجابة لطموحات وتطلعات الشعوب الإفريقية في الوحدة والتكامل.

وفي هذا الباب يتنزل الاهتمام الكبير الذي نوليه للدور الحيوي المَرْجُو من كلٍّ من الشراكة الجديدة لتنمية إفريقيا (NEPAD) كأداة لتعزيز التنمية الاقتصادية والاجتماعية من أجل خلق بيئة مواتية للتكامل الاقتصادي وتعزيز التعاون الإقليمي، ولمنطقة التجارة الحرة القارية الإفريقية (  ZLECAF   )، التي تسعى لإزالة الحواجز التجارية بين الدول الأعضاء، سبيلا لبناء سوق إفريقي موحد، يزيد من القدرة التنافسية للقارة على المستوى العالمي.
أصحاب المعالي والسعادة
إن كل هذه الجهود، وإن كانت ستُقرِّبنا من أهدافنا المنشودة في التنمية والاندماج إلا أنها ستظل قاصرة إذا لم تُسْند بجهد قوي في تعزيز الابتكار والبحث العلمي، فنحن في عالم متطور بشكل مذهل، ولن تكون لقارتنا فيه مكانة رائدة إلا حينما تُحْسِن الاستثمار في البحث العلمي والتطوير.
كما أن المستقبل الذي نَحُثُّ الخطى للوصول إليه، مرهون، من جهة أخرى، بالاستثمار في رأس المال البشري وفي الشباب بوجه خاص، فالشباب يمثلون مستقبل قارتنا، ومن واجبنا أن نوفر لهم أفضل تعليم وأفضل تكوين وأن نفتح لهم أوسع الآفاق في التكوين والإبداع والعمل.
وبطبيعة الحال، ستظل القضايا المرتبطة بالأمن والسلم من أهم التحديات التي تشغل بالنا؛ ولإن إدراكنا لهذا الأمر عميق، فإن فخامة رئيس الجمهورية يضع على رأس الأولويات العمل مع أشقائه الأفارقة على أن يبذل المزيد من الجهد لإقامة مناخ من السلام والأمن، ليس فقط داخل حدودنا، بل أيضاً من خلال مبادرات إقليمية وقارية لإيجاد حلول ناجعة لمعالجة النزاعات الداخلية في إفريقيا وإيجاد أفضل السبل للوقاية من النزاعات مستقبلا بتغليب الحوار والتفاوض والحلول السلمية للقضايا لمطروحة.
وفي سجل التعامل مع القضايا الشاملة، فإننا ملتزمون بالمساهمة الفاعلة والجادة، ومع مختلف الشركاء، في مكافحة التغيرات المناخية، لأن تبعاتها على قارتنا عديدة، وليس من أقلها خطورة تهديدها لأمننا الغذائي، لكي لا نقول لأمننا بشكل عام.
أصحاب المعالي والسعادة
إن ما نواجهه من تحديات ليس معزولا عن التحديات الشاملة في العالم الذي أصبح بفعل العولمة الجارفة قرية واحدة؛ لذلك، فإننا سنظل حريصين على تعزيز الشراكات المثمرة والبناءة في مختلف الأطر متعددة الأطراف؛
وبالفعل، ستمثل هذه السنة أولى مشاركة لنا فعلية في مجموعة العشرين التي أصبحت قارتنا لأول مرة عضوا فيها.  وسنعمل من خلالها ومن خلال كل المنصات والأطر المشتركة، على أن ندفع باتجاه إصلاحات الحوكمة الدولية، على غرار ما قمنا به هذه السنة من تجسيد لمتطلبات الإصلاح الجديد في هيئات الاتحاد الإفريقي.
كما سنظل حريصين على العمل مع مختلف الشركاء من أجل إصلاح الحوكمة الدولية، خاصة على مستوى مجلس الأمن وغيره من الهيئات الدولية، بما يعكس التطورات الجديدة على المستوى الدولي، وبما يحقق احترام مبادئ القانون الدولي بشكل عادل ومنصف.
تحيا إفريقيا، يحيا الاتحاد الإفريقي
 
شكراً لكم.