افتتاحية البشام : لم يتفاجأ المراقبون بقرار منسقية أحزاب الأغلبية الرئاسية، بترشيح فخامة رئيس الجمهورية، السيد محمد ولد الشيخ الغزواني، لمأمورية رئاسية ثانية.
ذلك أن حجم ونوعية الانجازات التي تحققت خلال سنوات حكمه ، حتى الآن، كانت أكبر شاهد على أن الوفاء له، والحرص على مصلحة البلد، يقتضيان اتخاذ مثل هذا القرار، خاصة أن تلك الانجازات، التي طالت مختلف مناحي الحياة، تمت في ظرف زمني مشحون بالأزمات، ومطبوع بالكساد المالي وبالانكماش الاقتصادي على مستوى العالم، لكن إدارة فخامة رئيس الجمهورية لهذا الظرف الزمني الحساس والخطير، جعلت موريتانيا تعبر بكل ثقة وتطلع للمستقبل إلى بر الأمان.
لقد بدأ ولد الشيخ الغزواني مأموريته الأولى بإعادة ترتيب البيت السياسي الداخلي، وبترميم الأضرار التي لحقت بالنسيج المجتمعي، وبترشيد الميزانية التي انهكها الفساد المتراكم، قبل أن يمضي في طريق تعزيز دخل الموظف وإطلاق المشاريع التنموية الكبرى في مختلف ربوع الوطن، دعما للامركزية، وتوزيعا للخدمات العمومية، وتثبيتا لسكان الداخل.
سنوات أربع طالت مختلف مناحي اهتمام المواطن، حيث تركز العمل الحكومي على تطبيق تعهدات رئيس الجمهورية خلال حملته الانتخابية، فضلا عن توجيهاته الطارئة التي تواكب التغيرات وترصد التأثيرات وتعيد ترتيب الأولويات وتضع الحلول.
لا يتسع المجال لتفصيل الانجازات التي طالت قطاعات العدل والدبلوماسية والأمن واللامركزية والاستثمار وخدمات الماء والكهرباء.. وغيرها من مجالات الإنجاز، لكن يجدر بنا التوقف، ولو بالإشارة، عند إنجازات البنى التحتية والمشاريع الاجتماعية، باعتبارها تدخلا مباشرا لامس حياة الناس وحسن من أوضاعهم، سواء تعلق الأمر بجهود العصرنة والتحديث أو بمسارات الدخل وظروف العيش.
لقد شهد قطاع البنى التحتية قفزة نوعية، وذلك من خلال شبكات الطرق المبنية داخل المدن وخارجها، والتي تم إنجازها وفق المعايير الدولية، كما أن الجسور قطعت اشواطا كبيرة، بعضها في مراحله الأخيرة، وهي :
( جسر باماكو وجسر روصو، ، وجسر مدريد، جسر الحي الساكن، فضلا عن تقدم العمل في بناء الأرصفة.
كما تم بناء وترميم العشرات، إن لم نقل المئات، من المباني العمومية، كالبرلمان والمستشفيات والمقاطعات ومفوضيات الشرطة ومقرات المجالس الجهوية والسفارات... وغيرها، وتم ذلك على نفقة الدولة وفي الآجال المحددة.
وتعزيزا لقرار إسكان المواطنين شيدت الحكومة العديد من الأحياء السكنية في العاصمة نواكشوط وفي الداخل، حيث استفادت منها أسر تم ترحيلها من الأحياء العشوائية، ومن عديمي الدخل أو ذوي الدخل المحدود.
وعلى ذكر المجهود الاجتماعي، فقد استفاد أكثر من نصف مليون فقير من خدمات التأمين الصحي، فيما تتلقى آلاف الأسر المتعففة مرتبات شهرية دائمة، بينما تستفيد من توزيعات مواد أساسية من حين لآخر.
إن الإنجازات التي تمت الإشارة إليها، لم تكن سوى غيض من فيض، وتبقى الأغلبية الداعمة لفخامة الرئيس، والتي تدرك تفاصيلها والظروف اكتنفت إنجازها بعد أن ظلت حاضرة وفاعلة ومواكبة لتنزيل برنامج "تعهداتي"، هي الأكثر إدراكا لمدى حاجة الوطن والمواطن لمواصلتها، وهو ما يتطلب استمرار نهج فخامة رئيس الجمهورية محمد ولد الشيخ الغزواني، فجاء القرار الصائب بإعادة ترشيحه لمأمورية جديدة.