كيهيدي زواج القاصرات وصراخ المطلقات ( من إعداد مكتب البشام) | البشام الإخباري

  

   

كيهيدي زواج القاصرات وصراخ المطلقات ( من إعداد مكتب البشام)

البشام الإخباري ( مكتب كيهيدي ) يعرَّف زواج الأطفال على أنه أي زواج رسمي أو أي ارتباط غير رسمي بين طفلٍ تحت سن 18 عاماً وشخص بالغ أو طفل آخر . .

يحرم زواج الأطفال الفتيات من طفولتهن ويهدد حياتهن وصحتهن. البنات اللواتي يتزوجن قبل بلوغهن سن" 18" سنة أكثر عرضة للعنف المنزلي ويقل احتمال بقائهن في المدرسة. كما يعانين من مشاكل اقتصادية وصحية أسوأ من أقرانهن غير المتزوجات، وتنتقل في النهاية إلى أطفالهن وتزيد من الضغط على قدرة البلد على توفير خدمات صحية وتعليمية جيدة .

«زوجونا مبكرا وصرنا أطفالا نحمل أطفالا وكان مصيرنا الطلاق والتشرد ».. بهذه الجملة بدأت حوى حمادي كمرا ، حديثها، وهى مطلقة منذ عدة سنوات، ومن سكان حي ( وندامه )  بمدينة كيهيدي ، وتضيف «حوى»: «زوجتنى أسرتى وعمرى كان "  16 " عاما و لم أكن أعرف زوجي معرفة مسبقة ، ونظرا لصغر سني لم نتفاهم ولم أستطع تحمل المسؤولية فتم الطلاق».

هذا  الزواج الذى عكفت والدتها على إقناعها به وأجبرتها على ترك التعليم من أجله، وتقول «حوى»: «لم أكن على دراية بمفهوم الزواج أصلا وكنت فرحة حينها باللباس الجميل الذي كنت أرتديه في ذلك اليوم لكن كل ذلك كان دون مسؤولية أوتفاهم، أهلى جوزونى فى سن مبكرة جدا .

وتكمل حوى حديقها بالقول : « بدأت مشاكل كثيرة وضغوط نفسية علي لأن زوجي لم يكن يرحمني أبدا ، فكان يعاملني بشكل غير لائق ، حين حملت بطفلي الأول سافر عني وتركني مع أهلي دون علمي بوجهته الحقيقية ، فكنا نبحث عنه في كل مكان لعل وعسى أن نجد خيطا يمكننا من الوصول إليه ، لم يجدي ذلك نفعا ، فوضعت حملي الذي تعرضت فيه لصعوبات كثيرة ، بعد ذلك اتصل على أهلي وأخبرهم بطلاقي ، لم تكن أسرة حوى، تعلم أن موافقتها على تزويج ابنتها فى عمر 15 عاما، سيجعلها تعيش بعد ذلك عذابا وقهرا، طلقت " حوى " وهي أم لأطفال لا يحملون هوية ( أوراق ثبوتية ) لتلجأ إلى إحدى المنظمات لمساعدتها في الحصول على أوراق مدنية لأطفالها ، وتنصح حوى كل القاصرات بعدم القبول بالزواج المبكر لأنه في نظرها جريمة في حق البنات وذنب لا يغتفر .  

الحال لا يختلف كثيرا مع «هوى جوب»، 26 سنة من سكان حي "تنجاجي" بمدينة كيهيدي ، لتجد مصير غيرها من القاصرات، حيث تزوجت فى سن ال16 عاما من رجل يكبرها بـ11 عاما وأنجبت منه أطفالا  واستمرت معه لسنوات وتم الطلاق لعدم التفاهم وعدم تحملها للمسؤولية بجانب تعرضها للتعنيف حسب تعبيرها، ، وتقول: « كان دائما يهملني  لأنه أكبر منى ويعاملنى على إنى عيلة عليه، وكأنه تزوجني " للمتعة فقط " ، وبعد مدة وجيزة من زواجنا ذهب إلى مكان مجهول ، وتضيف " حوى جوب " وحتى الآن لا يزال أطفالي دون أوراق ثبوتية بسبب إهمال زوجي الذي لا يهتم لأمرنا .

و تواجهني صعوبات مادية تمنعني من القيام بواجبي اتجاه أطفالي . 

على مدار العقديين الماضيين، حاولت الدولة الموريتانية جاهدة تمويل حملات دعائية للتعريف بمخاطر زواج القاصرات، دون أن تفي تلك الحملات بالغرض المطلوب . .

وأمام استفحال ظاهرة زواج القُصَرْ ، قررت الحكومة الموريتانية بداية العام 2017، وضع حَد ٍ نهائي لها بتمرير قانون "العنف ضد النوع" الى البرلمان للمصادقة عليه والذي يعتبر تزويج القاصرات جريمة يعاقب عليها القانون بالسجن من 6 أشهر الى 5 سنوات وبدفع غرامة مالية تصل الى 300 الف أوقية أي مايعادل ألف دولار آمريكي 

ومن أبرز محاور المرحلة الثانية من مشروع " SWEDD " التحسيس من أجل تغيير المجتمع للمسلكيات السلبية والحد من التسرب المدرسي للبنات وتحسين جودة التموين وتوزيع مستلزمات الصحة الإنجابية وتطوير مهارات الحياة والصحة الإنجابية للفتيات ودمجهن في الحياة الاقتصادية.

وتهدف تدخلات المشروع إلى التمكين الاقتصادي للنساء والفتيات وتشجيع تعليم الفتيات لتمكينهن من تحقيق كامل إمكاناتهن وتطلعاتهن.

يقول السيد عالين يعتبر الزواج المبكر أمر خطير جدا وغير مرغوب فيه من الناحية الصحية

ويضيف : إن للزواج المبكر أضرار لا تحصى ولا تعد منها على سبيل المثال لا للحصر :

مشاكل عند الولادة :

 تواجه الفتيات القاصرات مخاطر في الحمل والولادة ، فأظهرت الإحصائيات أنه يوجد 70 ألف حالة وفاة سنوياً بسبب الزواج المبكر، في عمر 15 إلى 19 عام.

 نقص الوزن بعد الولادة :

 بشكل ملحوظ. سوء التغذية والمعاناة من النحافة. تأخر النمو البدني عن أقرانهن. مشاكل اجتماعية من اضرار الزواج المبكر انفصال الفتاة القاصر عن زميلاتها وصديقاتها في المدرسة، كما أنها تتأخر معرفيا عنهم. تتعرض هؤلاء الفتيات للاستغلال والعنف المنزلي. ترك الفتاة للتعليم.

سوء التفاهم بين الفناة وزوجها الجديد .

عدم القدرة على تربية الأبناء ،

ووجه السيد عالين ولد محمد يسلم نداء إلى الأمهات والآباء زمن خلالهم إلى المجتمع ككل للقضاء على هذه الظاهرة الخطيرة والسيئة لما لها من أضار على الفتاة والأسرة والمجتمع .

وقد ساهم مشروع " SWEDD  " في الرفع من قدرات بعض المستشفيات الموريتانية من خلال توزيع سيارات إسعاف مجهزة لمساعدة هذه المستشفيات في توفير الخدمات اللازمة خاصة ما يتعلق منها بالنساء الحوامل حيث يستوجب في بعض الأحيان الرفع إلى العاصمة نواكشوط . 

خاتمة :

يقول أنصارُ قانون تجريم تزويج القاصرات في موريتانيا، إن الفوضوية التي تطبع الزواج في المجتمع التقليدي ترشح كل فتاة في عمر الزهور الى مشروع طفلة مطلقة، بسبب حرص عديد العائلات على تزويج بناتهن دون ارادتهن ، من دون النظر إلى التداعيات الصحية والعقلية والاجتماعية التي تنجم عن مثل هذه الزيجات على حد تعبيرهم.

إن استقرار المجتمعات ، ورقيها لا يتحقق إلا بالاعتناء بالأسرة ، وتوفير الظروف الملائمة لضمان قيامها بأدوارها ، في بناء جيل قادر على الإشهام بشكل إيجابي في التنمية لضمان العيش في مجتمع آمن يستثمر رأسماله البشري أسمى استثمار .

 

 

 

من إعداد الصحفي  : الشيخ أحمد شلا.  

 

رئيس تحرير وكالة البشام الإخباري/ مكتب كيهيدي. 

 

 

تصفح أيضا...