البشام الإخباري ( مكتب كيهيدي ) ظاهرة تسول الأطفال ظاهرة قديمة العهد جديدة الأسلوب في بلدنا ، فقد عرفت عند طلاب المحظرة الموريتانية في المجتمعات القديمة حين كان الأهالي يزجون بأطفالهم طلبا للعلم في محاظر تقليدية تقوم بنشرالعلم والمعرفة ابتغاء مرضاة الله .
أصبح من الشائع في شوارع مدينة كيهيدي أن تجد أطفالا من دولة السنغال المجاورة لم يتجاوزوا عقدهم الأول، وهم يستجْدون المارة في كل وقت. إنهم يعيشون في الشارع بشكل مهين. ينامون حيث غلبهم النعاس. يأكلون أي شيء. يتنقلون بين الأسواق والمرافق العامة والمنازل العامة والخاصة، يستظلون بالشجيرات الصغيرة والقليلة وبحيطان المنازل.
وهم يسيرون حفاة الأقدام. يرتدون ثيابا رثة ومتسخة. يجمعون مأكلهم ومشربهم في أوان قذرة. يفترشون الأرض؛ على قارعة الطرقات.
يتوزع أطفال الشوارع في كيهيدي إلى فئتين: أطفال من السنغال بعث بهم ذووهم إلى مدرسي محاظر في مدينة كيهيدي، ومحليين فقدوا الرعاية لدى ذويهم.
الولد أبو صدمته سيارة، هذه الماضية، على الطريق، وقد حمله أحد المارة إلى المستشفى. بعد إصابته في الرأس ليفارق الحياة بعد وصوله المستشفى مباشرة. والغريب في الأمر أن مرابطه لم يلاحظ ذلك ، بسبب كثرة أطفال الشارع لديه.
طفل آخر قال إنه يدعى عثمان ، وإنه قادم من مالي. طلب منا أن نعطيه 100 أوقية لشراء الطعام؛ حيث إنه، وفقا له، لم يتعش الليلة الفائتة.
توضح الصور المرفقة بشكل واضح الأطفال الذين نتحدث عنهم وهم داخل إحدى المنازل بمدينة كيهيدي ، حيث اعتادزا المجيئ هنا كل يوم عند وقت الظهر ليقوموا بجمع الطعام داخل الحي المذكور ، ويتجمعون للأكل . .
طفل مالي آخر يسمى بوكار. اتصلنا هاتفيا بوالده القاطن في قرية ( مورولا ) السنغالية، وسألناه عن آخر ما سمعه من أخبار ولده. فأجاب : "لقد أودعت ولدي لمعلم المحظرة لحفظ القرآن، وهو أمر جيد ولمصلحته هو. وأعتقد أنني المسؤول الوحيد عن اتخاذ القرارات المتعلقة بولدي . ".
ويرفض أساتذة المحاظر التي يرتادها أطفال الشارع هؤلاء التحدث إلينا. ولكنهم يصرون على أن ما يستجديه الأطفال في الشارع هو ما ينفقون منه على دراستهم ومهمتهم المتمثلة في طلب العلم..
وقد بات موضوع أطفال شوارع كيهيدي واحدا من أكبر الظواهر الاجتماعية بهذه المدينة، ومحل اهتمام المنظمات والخبراء الاجتماعيين فيها. فبحسب آخر إحصائيات قام بها قطاع الشؤون الاجتماعية . كما تفيد نفس الأرقام أن 80% منهم قدموا من السنغال وأن جل النسبة المتبقية (20%) قدموا من القرى المجاورة لكيهيدي .