"عزوف الشباب عن الزواج"بين النظرة الدينية وإملاءات الواقع (معالجة اجتماعية) افتتاحية البشام | البشام الإخباري

  

   

"عزوف الشباب عن الزواج"بين النظرة الدينية وإملاءات الواقع (معالجة اجتماعية) افتتاحية البشام

البشام الإخباري / الزواج مطلب شرعي  دعى إليه الإسلام في كثير من الآيات والأحاديث النبوية حيث قال جل من قائل 
يا ايها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث من٧ما رجالا كثيرا ونساء واتقوا الله الذي تسالون به والارحام إن الله كان عليكم رقيبا ، وقال جل من قائل  وانكحوا الايامى منكم والصالحين من عبادكم وإيمائكم إن يكونو فقراء يغنيهم الله من فضله ..الآية 
وفي الحديث الشريف حث النبي صلى الله عليه وسلم على الزواج حيث قال تناكحوا  تناسلوا فإني مكاثر بكم الامم يوم القيامه الحديث 
وقال أيها الشباب من استطاع منكم الباءة فاليتزوج  هذا من المنظور الشرعي 
ومن المنظور الاجتماعي فإن المجتمع الموريتاني  مجتمع له قيم ومبادئ لاتخرج عن مسار الشريعة الإسلامية في الزواج إلا في نقطة واحدة وهي تمسكه برفض التعدد في الشرط اللاحق على صيغة العقد بان لاسابقة  ولاحقة 
ويحرص المجتمع بحكم طبيعته على الزواج المبكر دون الاحتكام  إلى المهور ونبذ التغالي فيها لقوله تعالى و آتوا النساء صداقاتهن نحلة 
ولقول رسول الله صلى الله عليه وسلم  خيركن اقلكن مهرا  او صداقا ،كل هذا من اجل تسهيل و تيسير الزواج  وكانت هذه العوامل محفزة إلى الرغبة في الزواج ،  إضافة إلى  عوامل محافظة  المجتمع الموريتاني قديما حيث كانت عوامل إشباع الرغبة الجنسية للشباب تتنامي وباعث  قوي إلى  التوجه المبكر لتزويج الشباب في سن مبكرة والتي يشجعها مبداين هما 
1 مبدأ عدم التغالي في المهور من جهة .
2/  حرص المجتمع على بناته خوف العار يسرع في تزويجهن مبكرا بناء على الحديث النبوي الشريف إذا رأيتم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه وإلا تكن فتنة   بغض النظر عن قصورهن  العقلي و الجسمي في تحمل اعباء الأسرة  ،كما ان الرجل يسارع في تزويج ابنائه صغارا من اجل ان ينجب أبناءه في سن مبكرة يعزز بها نسله  تساعده  على  الإنتاج  الاقتصادي والاجتماعي  لقوله تعالى المال والبنون زينة الحياة الدنيا ..... الآيات
 مع تقدم الوعي في ظل العولمة وتحت إكراهات تدفق الوسائط الاجتماعية في اسرع تحلياتها وتنوعها التي جعلت الانسان مهما كان عمره يتناول هذه الوسائط بشكل فردي يمارس فيها خصائصه ويربط فيها علاقاته الشخصية دون ان يعتمد فيها على المبادئ التقليدية للتعارف وخاصة في صفوف المراهقين والشباب   كما ان العقلية التي يبنى عليها  هذا التعارف مبنية عل  البذخ واصبحت هناك منصات  وقاعات وشقق مفروشة  وخيم مضروبة على  الشوارع في مداخل العاصمة بحجة الاستجمام والراحة  إلا أن كل هذه العوامل أصبحت وسائل لممارسة الرذيلة بشكل مفضوح  مما جعل  الشباب يعزف عن الزواج الشرعي لعدة اسباب 
1/  ان عامل الشهوة الذي كان  من دوافع الزواج افرغ منه  واصبح يلبي رغباته الجنسية بشكل سلس متى أراد ذالك ، 
2/ كما ان عامل  غلاء  المهور  وعدم قدرة  الشاب على تحقيق احلام الخطيبة التي تعيش  اضغاث احلام في انها ستحقق عرسا بصداق فاخر  بالمقارنة مع  نظيراتها  وبالتالي يسقط الشاب امام هذه النظرة ويصبح ضحية لاحلام الخطيبة التي كان يغالطها بمايخالف واقعه المادي
 3/ كثرة  انتشار الزواج السري التي أصبحت  متاحة من طرف المطلقات  خاصة مع الشباب الذين يجدون في الزواج مع المطلقات فرصة لتعويض العجز الحاصل امام رغبات الخطيبة التي تسبح في عالم من الخيال مع خطيبها دون ان ترضخ لواقعه
4/ الكثير من الشباب يرفض الزواج من محيط خارج محيطه الاجتماعي ويظل ممتنعا من الزواج متربصا بمحيطه الاجتماعي  وفي هذه الحالة فإن الشاب عندما يتزوج خارج السرب الاهلي تقوم أسرته بتهميشه  والعمل على عزله لانه تزوج خارج إرادة وراي أسرته التي كانت تهيئ له فتاة من محيطه الضيق  وهذه العمري تشكل انتكاسة كبيرة وشرخا في كبير في التفاهم بين افراد الاسرة
5/ كذلك رفض ظاهرة التعدد لدي النساء الموريتانيات بالنسبة لغير المطلقات
 إن ظاهرة غلاء المهور وتدفق الوسائط الإلكترونية وانتشار الرذيلة بشكل سلس شكلت باعثا قويا بين الشباب للعزوف عن الزواج  وبالتالي شكل خطرا اجتماعيا بانتشار العنوسة
إلا ان وعي المجتمع بهذه المخاطر اصلح داعيا اليوم في اكثر من اي وقت مضى حيث ظهرت عدة مبدرات بعضها متطرف السلطة العليا حيث أطلقت حملات لمحاربة البذخ في المناسبات الاجتماعية وقامت بحملات تحسيسية وكلفت الأئمة بتخصص خطب في الجمعات تحث على محاربة البذخ في المناسبات الاجتماعية  هذا إضافة إلى مبادرة رجال الأعمالالتي يقومون بها حيث قام بعضهم بتزوج بناته بمهور بسيطة  كما قام  رىيس اتحاد ارباب العمال الموريتانيين بمبادرة في هذ المجال تتمثل في تزويج 50 شابا بمعدل صداق 50 الف اوقية قديمة إضافة إلى توفير مبلغ مليون اوقية للمساعدة في تسيير واستمرارية تلك  الأسرة  هذا من ناحية .ومن ناحية أخرى وضعت السلطات الأمنية رقابتها الصارمة على متابعة تلك الشقق المفروشة والخيام المضروبة على مشارف العاصمة حتى لاتكون ملاذا للشباب لممارسة الرذيلة