المقاومة ضد دخول المستعمر الفرنسي. وجرت هذه المقاومة تحت قيادة الأسر المحاربة: كامارا وجاورا وسوماري وكانديكا وجابيرا إلى جنب أسر الزوايا: سوخونا وسيسي وادرامي وكويتا وكيلي وانجاي.
بعد معركة “باكل” التحق غاي بوي سوماري بالألمامي ساموري توري في غينيا، ولم يعد إلى “ومبو” في “هايري” إلا بعد توقيع السلم. أما والي خامانا سوماري فغادر ليؤسس مدينة ديبولي الموجودة حاليا في مالي وتفرعت منها قرية ديبوكولي، في حين نقل جيابي أوتوما سوماري الذي أصيب في المعركة إلى قرية جاكيلي حيث توفي متأثرا بجراحه.
وفي غورغول ينبغي أن لا ننسى أن ابراهيما كان مؤسس قرية مقامه المسماة مقام إبراهيم قد قتل غدرا من قبل أبناء عمومته بأمر من الفرنسيين، وهناك أيضا بوكار كونديو وابن أخيه عومار كونديو من لكصيبه اللذين شاركا في مواجهات 15 فبراير 1930 في كيهيدي.
وهناك كذلك المقاوم الكبير مؤسس مدارس الفلاح الحاج محمود با من جول الذي اعتقل وهو عائد من مصر يحمل آلاف الكتب العربية في شاحنات. وقد حول إلى داكار ثم إلى سان لويس قبل تحويله إلى مسقط رأسه جول.
وهذه قائمة الناجين من مجزرة كيهيدي التي وقعت يوم 15 فبراير 1930، الذين أبعدوا والوجهات التي رحلوا إليها:
المبعدون إلى ساحل العاج:
1. موسي كوندو جاكيتي (كوري)؛
2. كوندي مادجيكي؛
3. هامادي كادي؛
4. بوباكر سوراخاتا كامرا.
المبعدون إلى روصو:
1- سيخو واكي؛
2- موسي سميجا.
المبعدون إلى بتلميت:
1. محمد جاكانا؛
2. ماما سيمينا افادي؛
3. عيساتو شيخو؛
4. بيليلا سينا تانجا؛
5. موسيري جاكانا؛
6. ميوما جاني.
وتظهر هذه الوقائع التاريخية المختلفة، زيف الأطروحة المروجة من قبل بعض مواطنينا البيظان والتي تدعي أن الزنوج الموريتانيين كانوا ذراعا مسلحا للفرنسيين من أجل استعمار موريتانيا.
إن هذا النوع من الافتراءات الكاذبة والمعتمدة على التزييف الواعي لتاريخ بلدنا، لا تخدم إطلاقا تعزيز الوحدة الوطنية، بينما الحقيقة تشهد على أن جميع مكونات شعبنا شاركت في مقاومة دخول المستعمر.
وبرجوعنا إلى التاريخ، سنجد أن فرنسا لم تتمكن من غزو ولاية الترارزة، إلا بعد أن قضت على المقاومة القوية لمملكة والو في الجنوب الموريتاني، لتتمكن بعد ذلك من التوغل نحو الشمال، وذلك بالرغم من المقاومة المسلحة لهذه الإمارة. وانطلاقا من إمارة الترارزة سيستفيد الفرنسيون من دعم وتعاون بعض الزوايا ليتمكنوا من مواصلة استعمار البلد.
ومن أجل السيطرة على بقية البلاد سيستخدم الفرنسيون قوة السلاح والرشاوي لبسط هيمنتهم على جميع القبائل تقريبا باستثناء أميري آدرار وتكانت سيد أحمد ولد عيده وبكار ولد اسويد أحمد اللذين قاوما ببسالة وشدة هذا المستعمر إلى أن استشهدا متأبطين أسلحتهما.