وتظل معركة 15 فبراير 1930 التي جرت في كيهيدي من بين أهم أحداث هذه المقاومة، تلك المعركة التي تسببت فيها فرنسا ونفذتها من أجل التحطيم النهائي للمقاومة القوية التي تعرضت لها من طرف تلامذة شيخنا حماه الله، المنتمين جميعهم لمجموعة سوننكي جول وكيهيدي
في مواجهة هؤلاء المقاومين، قامت فرنسا بتعبئة متدينين آخرين مما أسفر عن مقتل 53 شخصا وجرح الكثيرين. وقد دفن 33 من هؤلاء القتلى الــ 53 في قبر جماعي وتم اعتقال المقاومين الناجين من المعركة وترحيلهم.
لقد زرعت فرنسا الحقد بين أبناء نفس الطريقة، حيث أن كل المتقاتلين ينتمون للطريقة التيجانية والنقطة الوحيدة التي يختلفون فيها هي أن مريدي الشيخ أحمد التيجاني كانوا يؤدون تسبيحهم في غياب الشيخ وحين بلغوا الحبة الــ 11 لاحظوا قدوم الشيخ أحمد التيجاني فقرروا إضافة حبة أخرى لتمكين شيخهم من حضور الورد من أجل أن يحظوا بمزيد من البركة.
وتمثل الحدث الآخر المهم بعد دخول فرنسا في المقاومة المنظمة من قبل عبدول بوكار كان في كيهيدي، الذي كان مقاوما شرسا للاستعمار الفرنسي. وقد قام بتشكيل جبهة مقاومة مع حلفائه سيد أحمد ولد هيبه، ودنبا درامان وان، والبوري انجاي الذي جاء من جول للالتحاق بهم في كيهيدي.
ومن أجل القبض عليهم قامت فرنسا بقصف مدينة كيهيدى انطلاقا من باخرة “la Cigale” يوم 29 يوليو 1890. وكانت قوة هجوم عبدول بوكار كان واستراتيجيته القتالية تعتمد على قائد أركانه: “بران كالي دم افاربا بران جاك”، الذي ينحدر منه رؤوساء محاربي قرية جول.
وكانت أسلحة هذا المحارب الشرس تصنع من قبل أسرة ويكا في جول وتخزن تحت حراسة مشددة من طرف محارب شرس آخر هو رئيس قرية كوري-جول يدعى افاكورو تانجا.
بعد قصف كيهيدي عن طريق باخرة “السيكال” تفرقت الجبهة المشكلة من طرف عبدول بوكار، حيث عاد درامان وان إلى ذويه ليقتل على أيدي أقربائه الموالين للفرنسيين، فيما غادر البوري إنجاي إلى مالي والتحق عبدول بوكار كان بحلفائه اشراتيت في لعصابه الذين خانوه وقتلوه. لقد راح عبدول بوكار كان ضحية مؤامرة منظمة من قبل فرنسا ومنفذة من طرف دنبا ولد كلاي من قبيلة ليتاما واشراتيت.
عمل مقاوم آخر قام به شباب جول أطلق عليه ” التوبي جول”، حيث كان الفرنسيون قد فرضوا خدمة على سكان القرى الموجودة علي طول النهر وخاصة شباب هذه القرى. كان النقل يتم بواسطة زوارق كبيرة والسفن الشراعية من سانلويس إلى باكل، على أن يتولى 7 شبان بالتناوب بين القرى جر هذه الزوارق والسفن بعد وصولها. وعند ما وصلت الزوارق المحملة بالبضائع إلى جول رفض شباب القرية تأدية دورهم وقامو بإحراق النار في العلم الفرنسي، فأطلق الفرنسي المسؤول عن الزورق النار على أحد الشباب فأرداه قتيلا ليختفي بقية الشباب داخل الغابات المحيطة بالقرية.
وقد ألغيت هذه الخدمة المفروضة بعد عملية شباب جول المسماة “اتيوبي جول” بمعني دجاج جول بالبلارية.
وفي “تورو” وجد مقاومون كبار من أمثال: لام تورو سيديكي صال، بيدي كاتيا أبام الذي قتل الرائد عبد دجاندي وتم إعدامه من طرف فرنسا.
وفي “ديمات” قاوم لمرابط الشهير أليمان بوباكر كان وابنه أليمان جالو هامت كان الذي اعتقل وأبعد إلى كوري حيث أعدم. كما كان لـ “والو براك” نصيب من المقاومين أمثال: دللي تيام، بران كي، يوكا دالي، هاديا انداتي، يالا ديوب.