جملة أجوبة على تساؤلات الرأي العام الوطني
============================
الحصيلة
-----------
كان مصنع الشركة الموريتانية لمنتجات الألبان بالنعمة وما يزال منشأة بالغة الأهمية لتنمية منطقة الشرق الموريتاني، وقد تأثر بنقص الصيانة إثر أزمة كوفيد 2019 وتوقف إثر ذلك نهاية سنة 2021، قبل أن تعلن الحكومة في مجلس الوزراء بالنعمة في مارس 2023 بصفة حاسمة تقرر إعادة تأهيله ووضعه على طريق الاستدامة.
وقد أجريت منذ ذلك الوقت عملية إعادة تأسيس عميقة للفكرة ككل ولإطارها المؤسسي في مختلف جوانبه، وأنجزت دراسة فنية من طرف مكتب ذي خبرة دولية لتحديد الاحتياجات الفنية والمالية لضمان التأهيل والاستدامة المطلوبين، ووضع الشق الأول من الاحتياجات المالية، اللازمة لمرحلة أولى من تأهيل المصنع، تحت تصرف الشركة في يوليو 2024.
وجعلت الحكومة الجديدة منذ أغسطس 2024 في مقدمة مشاريعها الاستعجالية إعادة تشغيل المصنع في الأشهر الباقية من السنة مع استكمال تعبئة رأس المال العامل اللازم لذلك التشغيل.
وقد أصبح بحمد الله مصنع الألبان بالنعمة منذ يومين (12 يناير 2025) جاهزا لاستقبال الحليب وإنتاج الحليب المبستر (تحت ماركة الحوض بصلاحية 7 أيام) واللبن الرائب (تحت ماركة رائب انكادي بصلاحية 21 يوما).
ومن ناحية أخرى، رتبت الأمور مع مصنعي وحدة الحليب طويل المدة UHT لتكون جاهزة في أفق شهرين بإذن الله لإنتاج حليب انكادي (100% من الحليب الطازج بصلاحية 3 أشهر) وحليب البهجة (منتج من الحليب الطازج والحليب المعاد تكوينه بصلاحية 6 أشهر).
الآفاق
-------
لدى القطاع اليوم ورشتان هامتان لاستكمال التأهيل والاستدامة المطلوبين للمصنع:
الورشة الأولى: رفع مستوى التموين
وتمثل شركة "الموريتانية للمنتجات الحيوانية - MPE" تحت وصاية القطاع الذراع التنفيذي الرئيسي للقطاع للعناية بهذه الورشة، حيث وقع معها القطاع جملة من الاتفاقيات مرتبطة بدعم المنمين وتطوير الحوض اللبني المصاقب لمنطقة المصنع.
وقد أعد القطاع خطة تحت عنوان 30/30 (بمعنى الوصول إلى تشغيل طاقة المصنع الإسمية وهي 30 طن يوميا في أفق 30 شهرا).
وفي هذا الإطار جدد القطاع إحصاء المنمين في محيط مراكز التجميع، ووصلت التقديرات إلى وجود ما بين: 2.000 بقرة حلوب حاليا (أي من 4.000 لتر إلى 6.000 لتر يوميا) إلى 7.000 بقر حلوب في موسم الخريف (أي من 14.000 لتر إلى 21.000 لتر يوميا).
وهي أرقام مطمئنة على ارتفاع مستوى التموين للوصول إلى عتبة تغطية تكاليف الإنتاج المقدرة بنحو 15.000 لتر يوميا بدء من الخريف القادم إن شاء الله، بإذن الله.
الورشة الثانية: ضمان استدامة الإنتاج
لضمان استدامة الإنتاج يجري العمل على محورين: تأهيل المصنع فنيا لرفع مستوى جاهزيته للإنتاج المستدام وبلوغ عتبة المردودية.
أما فيما يخص تأهيل المصنع فنيا لرفع مستوى جاهزيته للإنتاج المستدام، فهي ورشة قطاعية من صميم مهام الشركة الموريتانية لمنتجات الألبان SMPL. وقد تم توفير مبلغ الاستثمارات اللازمة لهذا التأهيل، ويتمثل المطلوب إجمالا في اقتناء وحدات إضافية لمختلف أنظمة الخدمات الفنية (البخار، الماء البارد، الماء، الهواء المضغوط، تصريف المياه الجارية، ...)، حيث أن الوضعية الحالية رغم أنها تمكن من إعادة المصنع إلا أنها لا تحتاط لاحتمال حصول عطل مفاجئ في إحدى تلك الوحدات مما قد يعطل الإنتاج لعدة أيام.
وأما ما يخص السعي لبلوغ عتبة مردودية، فيتضمن السعي لرفع مستوى الإنتاج، وقد بيننا الآفاق الواعدة للإنتاج بدء من الخريف القادم حيث من الوارد أن يتجاوز التموين عتبة تغطية التكاليف الثابتة والمتغيرة (15.000 لتر).
كما يتضمن السعي لزيادة تسويق المنتجات، وقد تكفل بهذا الهم ما تم حتى الآن من عقلنة الإستراتجية التسويقية ومن تنويع إنتاج المصنع باقتناء خط لإنتاج الحليب المبستر واللبن الرائب، ومن تنويع الحليب طويل المدة إلى منتجين أحدهما مصنوع من الحليب الطازج بشكل كامل تحت اسم انكادي بصلاحية 3 أشهر، والثاني مصنوع من مزيج من الحليب الطازج والحليب المعاد تكوينه تحت اسم البهجة وبصلاحية 6 أشهر.
أسئلة وأجوبة أخرى
-------------------‐‐---
س: لماذا لا يباع المصنع للقطاع الخاص لتفادي إكراهات التسيير العمومي؟
ج: طالما لم يصل تموين المصنع بالحليب الطازج إلى عتبة المردودية (تعطية التكاليف الثابتةوالمتغيرة) فإن المصنع يحتاج إلى دعم عمومي، وذلك من واجبات القطاع وومن الصعب على القطاع الخاص أن يتحمله.
أما متى ما تجاوز التموين تلك العتبة فالحكومة بالخيار ما بين إبقاء المصنع عموميا وبين التنازل عن نسبة للقطاع الخاص أو حتى إيكال تسيير المصنع إليه.
س: لقد تم إنشاء مصنع الألبان بميزانية استثمار كبيرة وتم بعد ذلك دعمه بميزانيات تسيير مهمة، منذ تشغيله لأول مرة سنة 2017، ولم يصل بعد إلى مرحلة الاستقلالية عن الدعم العمومي؛ فهل ترجى له مردودية بعد كل ذلك؟
ج: لقد عانت الشركة الموريتانية لمنتجات الألبان لعدة سنوات من عدم وجود خطة مالية واضحة لتغطية العجز البنيوي المرتبط بقصر نشاط المصنع على تثمين الحليب الطازج بدل التوسع في استخدام بودرة الحليب، في حين لم يقترب التموين بالحليب الطازج من مستوى تغطية تكاليف الإنتاج.
ومنذ اجتماع مجلس الوزراء بالنعمة في مارس 2023، صارت الرؤية واضحة بحاجة المصنع إلى دعم توازن subvention d'équilibre لتغطية التكاليف الثابتة لثلاثة سنوات تقريبا وإلى ميزانية للاستثمار من أجل تأهيل المصنع، على أساس العمل على وصول المصنع خلال هذه السنوات الثلاثة إلى مستوى تموين بالألبان بحدود 12 إلى 15 ألف لتر يوميا التي هي عتبة التوازن بين الإيرادات والتكاليف .
ومتى ما بلغ المصنع هذه العتبة وانتقل إلى مرحلة تأكد مردوديته المالية؛ صار إدخال القطاع الخصوصي في رأس مال المالكة له (الشركة الموريتانية لمنتجات الألبان) وإيكال التسيير إليه وجيها.
تلكم خلاصة تكميلية عن آفاق تأهيل مصنع الشركة الموريتانية لمنتجات الألبان وضمان استمراريته في الإنتاج حتى بلوغ عتبة المردودية المالية وتجاوزها.
والله الموفق لما فيه الخير للبلاد والعباد.
من صفحة وزيرة التنمية الحيوانية محمد المختار كاكيه