السيد رئيس الجمهورية محمد ولد عبد العزيز
السيد وزير التعليم العالي والبحث العلمي
السيد وزير الوظيفة العمومية
قال تعالى: ( إن الله لا يظلم مثقال ذرة) وقال عز وجل :( ولا يظلم ربك أحدا﴾ .
يحل رمضان هذه السنة وفي النفس جرح عميق تكتبه معاناة دكتور يقف على قارعة الطريق ينتظر سيارة أجرة في يوم رمضاني حار وبعد ساعة من الانتظار يعيد يده إلى جيبه ليتأكد من وجود ما يستغل به السيارة وتأتي النتيجة سلبية فما في الجيب لا يكفي للوصول للمكان الذي يقصده الدكتور المسكين!
وهكذا يعود أدراجه إلى المنزل ...خطوات هي أصعب عليه من خروج أنفاسه ليمد يده مرة بعد مرة لأخته الصغرى المتزوجة بجندي بسيط.
فكر الدكتور المغلوب على أمره المظلوم في وطنه بالهجرة لكن مرض والده منعه بالإضافة لعجزه عن سعر التذكرة والتأشرة وأشياء أخرى..
ولكن الشعور بالغبن والظلم والقهر سيطر عليه أكثر حين شاهد الجميع يتبرعون لوالده كل حسب طاقته ووسعه وليس في وسع "الدكتور" سوى التفرج.
هذا المشهد المؤلم توازيه عشرات المشاهد لدكاترة آخرين ..تختلف قصصهم ولكن المعاناة واحدة .
دكاترة ولكن ذنبهم أنهم أبناء موريتانيا –يقول أحدهم- وهو القول الذي نرفضه ونحن نحلم بوطن لا ظلم فيه ولاغبن. إلى سيادة رئيس الجمهورية :
قلتم في أول ظهور اعلامي لكم في سدة الحكم :أن العدالة حق للجميع وسينال كل مواطن حقه.
وهانحن نقولها بصوت عال:لانريد إلا حقنا في هذا الوطن وهو أن نعيش فيه بكرامة.
أنفق علينا أهلنا وأنفقت علينا الدولة فلماذا يصرخ البعض في وجوهنا لامكان لكم إلا الشارع أو "التعاون" الذي لايسمن ولايغني من جوع.
لا نكر أن تعيين وزير التعليم العالي والبحث العلمي الجديد شكل حدثا مفصليا تفاءلنا به !
لاسيما أن الرجل أكد أكثر من مرة على المشاكل البنيوية التي يعاني منها تعليمنا العالي وعلى النقص الكبير في الطاقم الأكاديمي ...
وكنا نعلم حجم التحديات التي يواجهها الوزير بأن هناك من لايريد لتعليمنا أن يتقدم.
إلا أن الوزير نجح في تقديم شبكة تنقيط تحترم الكفاءة وهو أمر يحسب للوزير حيث أنه أعطى للمقابلة 50 نقطة وليته أعطاها 100 أو 200 نقطة لأن الملفات يمكن تزويرها ولاكن ما لايمكن تزويره هو الكفاءه والقدرة على تقديم درس نموذجي في التخصص أمام لجنة علمية محترمة.
بل ليته أخضع الأساتذة المكتتبين سلفا لهذا الاختبار وهنا نجزم أنه سيتحتم عليه أن يرسل نسبة معتبر لمهام إدارية أو أخرى يحدد طبيعتها ولكنه حتما لن يسمح بعودتهم إلى كراسي التدريس لأنه بذلك سيرتكب أعظم جناية في حق هذا الشعب والوطن فما أفسد التعليم إلا (....) والوزير يعرف ذلك.
ما نجت فيه القوى المعادية للعدالة في الشبكة الجديدة هو النقطة المتعلقة بفتح الاكتتاب أما أصحاب الوظيفة العمومية فهل يمكن المقارنة بين شاب عاطل عن العمل لا يملك ما يستأجر به سيارة أجرى فضلا عن نشر كتاب وبين عامل يتقاضى راتبا من الدولة منذ سنوات.
زنوها بأنفسكم وقرروا أين محاربة البطالة في هذه النقطة.!
يحق لوزير التعليم العالي ان يغار على قطاعه ونحن معه في ذالك وخلفه :نعم هناك اختلالات كبيرة وفساد أكبر ومحسوبية وزبونية وهناك تعيينات لاتراعي الكفاءة ولا القدرة على تأدية المهام...وهناك لوبيات تسعى لعرقلة كل مشروع طموح لتحسين واقع التعليم العالي.
ولكن من باب التعاون على الخير هناك نقاط غير مفهومة؟؟؟!!! تسربت إلى شبكة التنقيط التي أعلنتم عنها لعل أبشعها ما يتعلق بفتح الباب والسن معا أمام الموظفين.
والله تعالى يقول:( ولا تركنوا إلى الذين ظلموا فتمسكم النار وما لكم من دون الله من أولياء ثم لا تنصرون﴾ وقال تعالى:( يا أيها الذين آمنوا كونوا قوامين بالقسط شهداء لله ولو على أنفسكم أو الوالدين والأقربين) . فبحرمة هذا الشهر ندعوكم لرفع الظلم عنا فلم يعد في الصبر متسع .
ولكم الخيار بين اكتتاب شامل أو تعاقد مستمر ولكن في نفس الوقت ندعوكم لتكليف لجنة علمية مؤتمنة فنحن نعلم أنه من بيننا من لايمكن أن يدرس وهذا حق الأجيال ولكن من حقه هو أن يعيش في وطنه باحترام بعد ما حصل على هذه الشهادة المعتبرة دوليا بوظيفة ادارية أو نحو ذلك.
مجموعة الدكاترة العاطلين عن العمل
انواكشوط:بتاريخ12/06/2016