شكل طرح العلم الموريتانى فى "الحوار الشامل" بموريتانيا أحد أوجه التجاذب بين القوى السياسية الداعية إلى تغييره، وقوى متحفظة على التلاعب برموز الجمهورية، وفى ظرفية سياسية بالغة التعقيد.
وقد أشار الرئيس الموريتانى محمد ولد عبد العزيز إلى رواية تم تداولها بشأن ظروف اختيار العلم الموريتانى، قائلا إن الشعب لم يستفت عليه، وإنه لايرمز لأي شيء له علاقة بالبلد أو نضال أبنائه أو تضحيات الجيش الذى يحمى البلد منذ استقلاله عن فرنسا 1960.
ويقول المختار ولد داداه -عليه رحمة الله - فى مذكرته إنه كان فى منزله "بسان لوي" ومعه ثلاثة طلاب هم :
اعل ولد علاف
أحمد بزيد ولد أحمد مسكه
محمذن ولد باباه
وكان النقاش يجرى حول مستقبل البلد واحتمال الحصول على الاستقلال.
ويضيف ولد داداه فى مذكراته (موريتانيا على درب التحديات) " أثناء هذا النقاش خطر بى أن أطلب رأيهم فى تصور العلم الموريتانى مستقبلا، وأعطيتهم رأيي فيه، وبعد تبادل للآراء توصلنا إلى تصور هذا العلم الذى يعرفه الجميع اليوم والمؤلف من مساحة خضراء يتوسطها هلال ونجمة ذهبيان".
أما محمذن ولد باباه فقد قال إن المختار ولد داداه قدم لهم مقترحه للعلم الوطنى، وقد كان عبارة عن رأس جمل فى إشارة الطبيعة الصحراوية للبلاد،ولكن ولد باباه تدخل قائلا إن الأعلام ينبغى أن تعبر عن الخلفية الحضارية للشعوب، وإنه أقترح العلم الحالى (مقابلة مع الراية 11-12-2001).
لكن الدبلوماسى الراحل محمد سعيد ولد همدي قال إنه "أحمد بزيد ولد أحمد مسكه" هو من اقترح العلم الحالى، نقلا عن علم كان لمقاطعة "وهران" الجزائرية أيام الاحتلال الفرنسى، وكانت فيه عارضة خضراء ، يتوسطها هلال ونجم ذهبيان تعبيرا عن الإسلام إلى جانب أعلام ورموز أخري.
وقال ولد همدي إنه لما قرأ ماقاله محمذن ولد باباه فى جريدة الراية عن قصة العلم الموريتانى الحالى، كتب فى احدى الصحف الفرنسية عن الموضوع مطالبا بحفظ حقوق الأموات. مؤكدا أنه شاهد فى باريس خلال زيارة قام بها للمتحف الفرنسى علم "وهران" الجزائرية الذى تم الاقتباس منه من طرف ولد أحمد بزيد.
(*) كتاب موريتانيا المعاصرة / الصفحة 53
زهرة شنقيط