بغض النظر عن الأسباب والظروف والأحقية والأهلية وسأعالج في هذا المنشور ظاهرة سائدة من زاوية شخصية بعيدا عن التجاذبات السياسية او القبلية او النظرة الضيقة تحدوني الرغبة في الكتابة عنها بتجربتي المتواضعة وملاحظاتي العابرة فالمداد يتحرك بانسيابية وهذا الفضاء الناطق الصامت فيه متسع لكل الأفكار ـ طبعا ـ ...
ظل مقطع لحجار الجنوبي ( جونابه ؛ واد أمور؛ بنجكل ؛ اشلخ لحمير ؛ بوفيكرين ..الخ) يرمق الساحة لعقود ومقطع لحجار الشمالي ( خط : مقطع لحجار المدينة ؛ صنكرافة ؛ كيمي ؛ التاشوط ..الخ ) يتحكم في مفاصل الحياة السياسية المحلية بكل ما تحمله الكلمة من معنى ؛ مصدر النفوذ وصاحب الكلمة في الدولة والاحزاب الحاكمة ؛ له نصيب الأسد في التعيينات السامية والوسطى من نواب وشيوخ ومدراء ووزراء ..الخ
كان سكان الجنوب وطلابه ومرضاه ييممون وجوههم شطر الشمال طلبا للسلع والبضائع والدراسة والعلاج وطالما مدوا ثانوية مقطع لحجار ـ للأمانة ـ بالتلاميذ النجباء من جونابه و واد امور و" بوزريبيه " كامتداد للجنوب المقطعي وان لم تكن اداريا تتبع له ؛ وكانت اصوات الجنوب الإنتخابية تأتي محمولة في الاكياس لتعزز نفوذ الشمال موسما بعد موسم وتمر الفرص والانظمة والأشخاص ولا احد يفكر في تعادل الكفة مستندا إلى أسباب لاتخلو غالبا من الواقعية وظروف لا تعدم المنطقية .
بيد ان الزمن متغير و درس كبير ولطالما فتح بابا على مصراعيه للتناوب والإنصاف .. كانت البداية 2006 عندما هبت رياح جنوبية نسبية لتبدأ الأحلام تدغدغ المشاعر وتبدأ الكفة تميل تدريجيا الا ن تلك الرياح لم تستطع الحسم ولم تحقق الحلم الذي طالما رواد سكان الجنوب بقراه الفقيرة المنسية وطلابه وشبابه
كان عام 2013 بداية لهبوب رياح أقوى قادمة من الجنوب لتبدأ بالفعل الكفة تميل وكانت السنتان الأخيرتان حاسمتين فتحول النفوذ بشكل شبه كامل نحو جنوب مقطع لحجار فتشكلت الطوابير في بلدة طيبة ويمم الوجهاء وجوههم شطر جونابه واستدار البراغماتيون استدارة ذكية نحوه أيضا ؛ مالت الكفة اذن وتحقق أبسط توازن وانصاف منذ عقود من الزمن ؛ لكن أهل الشمال وخاصة " الناس التقليديين " بدأوا يضيقون ذرعا باتزان الكفة لصالح الجنوب ونسوا في فترة وجيزة انهم قضوا عقودا من الزمن يتحكمون بلامنافس ؛ وكان الأجدر أن ينصفوا غيرهم لأن الإنصاف من شيم الأشراف و أن يدركوا في الأخير : "و ان ليس للإنسان الا ما سعى وان سعيه سوف يرى "
وبغض النظر عما يجري اليوم في ساحتنا المحلية ؛ أسلوبه طريقته طرحه وأدائه وهل نحن معه أم نختلف معه فله ميزة ايجابية كبيرة وهي ان وهم هيمنة قبيلة او قبيلتين على مقطع لحجار كمقاطعة بات من الماضي لقد تبدد كالسراب وبدا في عيون كل من احتكر النفوذ في قالب قبلي محض مجرد أضغاث أحلام
اننا مؤمنون ان مقطع لحجار ككتلة متماسكة يجب ان يرى الجميع ذواتهم فيه بغض النظر عن قبائلهم او أين يقطنون
ولكن في نفس الوقت نأسف لعودة الممارسة في قالب تقليدي جامد يذكرنا بالماضي ونأمل من كل قلوبنا ان يرتقي العمل السياسي المحلي الى الافضل وان تختفي ظواهر ظلت ترهق نفسية كل "مقطعي أبي " وهي شراء الذمم والغبن والازدراء والإحتكار .. الخ
كلمة اخيرة لايزال طرفان من أهم اطراف الصرع الايجابي يعيشان في غين لامثيل له انهما : " المرأة " و " شريحة لحراطين " الذين يمدان مقطع لحجار بالدماء والأصوات والحياة وفي عيونهم انكسار رهيب وآهة دفينة يحجبها الفقر والتقاليد والأعراف الظالمة
أتمنى من كل قلبي كما رأينا الجنوب ينتزع الدور ان نرى يوما المرأة وشريحة لحراطين يتصدران المشهد بكل ألوانه ...
السلام عليكم .
بقلم/ لمهابه ولد بلال
.