يُعد (التطرُّف) من المفاهيم التي أُخرجت عن مضامينها واسْتُعملت في غير مواضعها فغيّر مجرياتها الدلالية إلى سياقات غير مألوفة في الاشتقاق اللُّغوي والوضع الاصطلاحي، فولّد ذلك صعوبةً في تحديد المصطلح أو إطلاق تعميمات بشأنه، نظراً إلى ما يشير إليه المعنى اللُّغوي للمصطلح من تجاوزٍ لحدِّ الاعتدال. وحدُّ الاعتدال نسبي، يختلف من مجتمع لآخر وفقاً لنسق القيم السائدة في كل مجتمع، فما يراه مجتمع من المجتمعات سلوكاً متطرفاً، من الممكن أن يكون مألوفاً في مجتمعٍ آخر، فالاعتدال والتطرُّف مرهونان بالمتغيِّرات البيئية والحضارية والثقافية والدينية والسياسية التي يمر بها المجتمع.
وبما أنَّ التطرُّف يعني الخروج عن القيم والمعايير والعادات الشائعة في المجتمع، وتبنّي قيم ومعايير مخالفة لها، كما يعني أيضاً اتخاذ الفرد (أو الجماعة)، موقفاً متشدداً إزاء فكرة أو أيديولوجيا أو قضية قائمة، ومحاولة إيجاد مكان لها في بيئة هذا الفرد أو الجماعة، ففي هذه الحالة قد يكون رد الفعل تجاه التطرُّف إيجابياً متمثِّلاً في القبول التام لهذه الفكرة أو الايدولوجيا أو القضية، أو سلبياً متمثِّلاً في الرفض التام لها، وعندها يقع حد الاعتدال في منتصف المسافة بين هذا القبول وذاك الرفض.
تناقش هذه الورقة، بمشيئة الله تعالى، موضوع التطرُّف العنيف ودور الشباب والمرأة في مكافحته والحد منه أو التقليل من آثاره، في مقدمة أبيِّن فيها أهميّة تناول الموضوع وسبب اختياره والهدف من دراسته وتحليله، وتتضمن خمسة محاور على النحو الآتي:
المحور الأول: مفهوم التطرُّف لغةً واصطلاحاً وما يراد فه من مصطلحات.
المحور الثاني: أنواع التطرُّف وصوره في الواقع الاجتماعي. الموريتاني
المحور الثالث: آثار التطرُّف على الفرد والمجتمع والأمة.
المحور الرابع: دور الشباب في مكافحة التطرُّف والتصدّي له ومنعه.
المحور الخامس: دور المرأة في مكافحة التطرُّف ومنعه.
وتختتم الورقة الموضوع النقاش اللجنة المكلفة بمكافحة تطرف الشباب وترقية المواطنة بألاك
الرئيس:عبدا لله/الدي/مسعود