مكثت ستة أيام على الخشبة الأخيرة من زورقنا الذي حطمته الأمواج، في كل يوم كانت مجموعة من رفاقي تموت، آخرهم خمسة أشخاص كانوا معي ثم بقيت وحيدا في البحر، قبل أن يتم إنقاذي".
محمد موريتاني من الناطقين باللهجة الولفية كان موضوع فيلم بثته قناة الجزيرة الوثائقية، بعنوان "محمد الناجي الوحيد".
غادر محمد موريتاني بحثا عن الثراء وعن فرص عمل جديدة تمكنه من إعالة أسرته، لم يتلق محمد أي تعليم عصري خلال إقامته في بلده.
غادر محمد موريتاني رفقة ابن عمه وثلاثة موريتانيين آخرين، التحقا بعشرات آخرين من دول مختلفة، وفي عرض البحر وقعت الكارثة، بدأت الأمواج تتلاعب بالزورق الذي يقل الباحثين عن الثراء.
سارت الليلة الأولى كما يرام، قبل أن تقع الكارثة، بدأت المياه تتسرب إلى القارب من الأمام ومن الخلف، قبل أن ينهار الجزء الخشبي.
يضيف محمد " هنالك أشخاص آخرون لم أرهم بعد تلك اللحظة، فقد ابتلعهم المحيط".
لم يجد محمد ورفاقه المتبقون أي وسيلة إنقاذ، مع الوقت كانت آلة الموت تأخذ كل يوم أعدادا من رفاق محمد.
وفي اليوم قبل الأخير مات الستة الباقون بسبب الجوع والعطش.
أخيرا جاء الفرج ..
بعد ستة أيام في المحيط اقترب زورق إنقاذ من محمد، ورمى قبطانه سترة نجاة، وبدأت رحلة حياة جديدة.
خرج محمد نحيفا جدا وأقرب ما يكون إلى الجثة، قبل أن يتم إسعافه ليعيش حياة جديدة.
محمد الذي يعيش الآن بين إيطاليا وفرنسا قصة من أغرب قصص الحياة، أخذ دروسا كثيرة أبرزها أن التعلم هو أهم شيئ في الحياة، ولذلك يرسل المال إلى أسرته في موريتانيا من أجل أن يعلموا صبيانهم.
أحمد سيدي لـ "ريم آفريك"