تعد الصحافة مهنة نبيلة وشريفة ، وهي سلطة رابعة بعد السلطة التشريعية ، والتنفيذية ، والقضائية ، ولها مكانة مرموقة عند السادة ، والنبلاء ، والمثقفين .
وقد انشغل بها القدماء ، والأسلاف ، وكان المسجد في : الإسلام لا يخلوا من صحف ، وكانت لها ضوابط وأخلاقيات يتقيدون بها ، ونلمس ذلك من خلال النقد الموضوعي الذي انتهجه أجدادنا الغرَ الميامين ، فلا ترى من يجرحك ، أو يتطاول على مقامك ، بل يشعرك نقده بأنه رسالة توجيهية تنير لك بصيرتك ، وتشعرك بمكانتك المكرمة ، وقد دأب اللاحقون على ذلك وإن تباينت المبادئ والمسلكيات ، و أصبح البعض ينتقدك ، وينتقد غيرك بطريقة لاذعة ، تفتقد لمقومات السلوك الأخلاقي ، والقانوني . إني لا أخفيكم تعجبي من هذه : المسلكيات الرتيبة واللا أخلاقية ، وتناول مؤسسات صحفية ، وقنوات حرة ، وحتى مواقع ألكترونية لنشر التفرقة وتفكيك تماسك نسيج مجتمعات كانت بالأمس القريب : متماسكة ، ملتحمة ، متحدة مترابطة ، لا تعاني من شيء ، وأيضا : الوقوع في أعراض الناس ، على أي أساس ، وبأي حق تنشرون ، وتدونون ؟ ، وأي أخلاقيات تنتهجون لهذه الممارسة الضارة بمكانتكم ، أيها الناس الناشرون هكذا ، اعلموا : أن أعراض البشر مصانة بحكم الشريعة الإسلامية المحمدية ، والخوض فيها : كحرمة يوم النحر في الشهر المحرم ، رجاء اقرؤا التاريخ إذ فيه العبر ، اقرءا فكر أجدادنا الغر الميامين ، لا ضرار فيه ولا ضرر ، اكتبوا ، وعالجوا مواضيعكم بكل هدوء وموضوعية ، فأنتم تدونون لأجيال ستأتي لترتوي من معين علومكم ، وما خلفتم من قيم ، وما قدمتم من أفكار يبنون عليها قراءاتهم المستقبلية ، فهلا كنتم على العهد الصحيح الميمون : كأسلافكم ، اتركوا الغث ، وقدموا الثمين فقافلة العصر تسير ، ولن تعطلها الكلاب التي تنبح خلفها ، قدموا معلومات مفيدة تنير عقول أبنائكم ، وأحفاد : أبناء المرابطين الفاتحين ، الذين رسموا : حضارة عز نظيرها على هذه الرمال الذهبية . خلدوا بصماتكم في التاريخ : تفوزوا ، وتغنموا بإذن الله تعالى .
على المحبة نبني جسر التواصل ، وطريق النجاح .
بقلم : كريمة الدح