انتقد عدد من الشعراء الموريتانيين والمدونين النشيد الوطني الجديد، والذي صادق مجلس الوزراء خلال اجتماعه الخميس على كلماته.
فقد شغل موقع التواصل الاجتماعي الفيسبوك بالتدوينات والتعليقات بعد نشر مشروع النشيد الجديد لموريتانيا حيث انقسم المدونون بين منتقد للنشيد الجديد ومكتفي بالتمني أن لا يعتمد كنشيد للجمهورية الإسلامية الموريتاني وآخرون عبروا عن إعجابهم به.
فمن بين االمدونين شعراء وصحفيون ومحامون عن مشروع النشيد ساعات بعد انتشاره في مواقع التواصل الاجتماعي حيث اعتبر الكاتب أحمد ولد أبو المعالي في تدوينة له بالفيسبوك من يرون في النشيد الجديد روعة في الأسلوب واتزانا في مضمونه إما أن تكون رؤيتهم بسبب ردة فعل سياسية غير مدروسة تجاه نقده من قبل البعض أو أن "كرشهم"في عذوبة الشعر "ماهي كبيرة".
وقد كتب الدكتور والناقد الشيخ سيدي عبد الله عدة تدوينات حول نص النشيد الوطني الجديد جاء فيها:
:يا هؤلاء : القضية ليست سياسية وليست بحثا عن تسجيل نقاط. .. القضية قضية أدبية وثقافية ..
هذا النشيد لا يليق بسمعة موريتانيا الثقافية. واسألوا من تثقون فيه من دعاة تغيير النشيد شاعرا كان أو ناقدا ..
هذا النشيد مختل معنى ومبنى ومتكلف .. وتم لي عنق العبارات والصور حتى صرخت ألما من نشازها.
في هذا النشيد معلومة خاطئة .. فيه سذاجة في التعبير ..
اعتمدوه واجعلوه نشيدكم فما هو إلا جزء من مسيرة النشار التي بدأناها منذ فترة.
لم ننتقد الشعراء الذين تم تعيينهم لإنتاج هذه الخطيئة وصرحنا باحترامنا لهم رغم أننا في الصميم نأخذ على بعضهم القبول بهذه المسرحية أصلا..
احترمانهم رغم أن من بينهم من لا يجوز أن يكون بوابا في مدينة الأدب أحرى أن يجلس ليكتب نشيد أمة.
نقدنا موجه للنشيد ولهذا القبح الذي يراد منه أن يكون رمزنا وبه نفاخر أناشيد العالم.
دعكم من السياسة و الحمية الضيقة واسألوا نقادكم وشعراءكم ..
بل اقرأوا ردود فعلهم على هذه الخطيئة قبل ردود فعل المعارضين من أهل الثقافة والأدب.
المتنبي لم يسلم من النقد، وكم من كتاب أُلِّف في نقد المتنبي وسرقاته .. وكم رُوُي عن النابغة وامرئ القيس من ركيك الشعر ؟
دعكم من الانتصار اللحظي للقبح ...
فهل بعد المتنبي من بمقدوره فرض الصمت على المتلقي؟
وأضاف الشيخ :
ما دام أي عضو من لجنة النشيد لم يبرئ نفسه بمنشور أو تصريح من هذه الخطيئة الأدبية والوطنية فلن أتطوع له بمبرر أو دفاع. اللجنة بكاملها منحت للتاريخ ما يقوله عنها .
أما المدون والإعلامي حبيب الله ولد أحمد فقد كتب:
ميزة النشيد الجديد التى لايمكن لأي مكابر إنكارها أنه يحمل "لحنه" معه وبين ثنايا كلماته لن تبحث اللجنة عن "ملحن" فالنشيد حمل "اللحن" داخل وخارج "رحمه"
وأضاف
النشيد الجديد لسطحيته يناسب فى تنافر أفكاره وعباراته تنافر ألوان العلم الجديد
حقا إن( موريتانيا الجديدة ) باردة الذوق والتفكير والإبداع متنافرة الخطا والرؤى
بدوره المحامي محمد الأمين ولد امين فقد كتب في تدوينة له عن عظمة شعراء لجنة النشيد مستغربا بأن يخرجوا بنشيد يثير السخرية.
وأضاف ولد امين " لقد تخلى عنهم شيطان الشعر وكشفهم وهذا ديدنه منذ الخليقة فكم من عظيم عز عليه الإلهام وعسر عليه الإنشاد حين يخالف قيم الشعر، وكيف لا وهم جميعا تلبسوا-والعياذ بالله- بجريمة نثر الدر على الغنم".
المدون والصحفي حسن المختار فقد دعا المحامين الموريتانيين لتعطيل ترسيم هذا النشيد باعتبار الأجيال المقبلة ستطأطئ رؤوسها أمام شعوب العالم بسبب هذا النشيد المخجل حسب وصفه.
وأضاف المختار "فِي كل دول العالم هنالك طريقة معروفة لضمان المساواة وتكافؤ الفرص في مثل هذه الحالات، وهي الإعلان عن مسابقة رسمية في أجل محدد تتاح المشاركة فيها أمام جميع الشعراء، وبعد ذلك تختار لجنة التحكيم أفضل الأناشيد المقدمة إليها، أو تحجب الفوز إن لم ترقَ الأناشيد كلها إلى المستوى المطلوب وتعتمد في ذلك على معايير واضحة وشفافة ونزيهة.
أما الشاعر محمد ولد إدومو فكتب بصفحته على الفيسبوك " أتمنى من كل قلبي أن لا تكون الكلمات المتداولة الآن هي فعلاً مشروع النشيد الوطني.
ما زلتُ متعلقا بخيط أمل أن هذا "الكلام" مجرد مسودة لطفل تعلم لتوه العروض، بداية بالمتقارب، وسوَّدَ كلماتٍ ليقنع أستاذه أنه فهم الدرس جيدا، وأصبح ماهراً في التقطيع العروضي والنظم... ثم سرَّبَه عبر الفيسبوك من باب "الكوميديا السوداء" أو السخرية أو الضحك على الذقون.
بدورهم أبدى مدونون آخرون إعجابهم بمقترح النشيد الجديد وكتب الصحفي البسطامي تاتاه " النشيد الجديد حماسي وأثناء قراءتك له تشعر بالانتماء للوطن".
أما المدون أعل الشيخ الحضرامي امم فقد اعتبر أن المعارضة الموريتانية كانت ومازالت تستعد لرفص كل جديد حتى ولو قدمت لها معلقة بشار ابن برد فلن تقرأها فحسب ولد امم شغلها الشاغل هو انتقاد ما يقوم به الرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز.
وأضاف" إذكرني حال نشطاء المعارضة في الفسيبوك مع النشيد الجديد بقصة الذئب مع امو، قالها عينك صبحت كيف عين النعجة قالت لو ياه، قال ويلها راهي صيحت.