أنا مدمنٌ تصفحَ باقة موقع "موريتانيا الآن" النشط، رغم إدراكي لخطه السياسي وطابعه "الشعبوي" وذلك لإيماني بدور الإعلام ورسالته المقدسة. وعندما أكون خارج الوطن بالذات أظل أتجول بين عناوين هذه الباقة على علات بعض مواقعها لعلي أجد خبرا طيبا عن الأهل والوطن، أو أجد على النار هدى.
وفي رحلتي هذه كان أول ما صادفني مع بزوغ سنة 1439 للهجرة - على صاحبها البشير أفضل الصلاة والسلام- هو : "مجزرة للأطفال في قلب العاصمة نواكشوط".. "كارثة في مستشفى الأمومة والطفولة يروح ضحيته عدد من الأطفال".. "حريق في مستشفى يروح ضحيته عدد من الأطفال ".. "حريق في مستشفى يروح ضحيته ثلاثة أطفال". وتبرع موقع آخر فجعل العدد ستة، وتوالت أنباء الموت : "وباء الذبح ينتشر في موريتانيا".. " ذبح ميكانيكي في تگانت" مقتل مدير في إحدى الوزارات، مقتل حارس لإحدى الشركات، موت موظف سامٍ، موت قيادي في أحد الأحزاب، موت مرشد الإخوان في مصر، موت خليفة التجانيين في السنغال (مع الخبر صورة للفقيد شاء الله أن تكون صورة وزير الثقافة الناطق باسم الحكومة) وعناوين أخرى مثل : "وتبخرت المعارضة" و"... موريتانيا جمود سياسي مريب والبلد نحو المجهول" و"حرب العلمين في موريتانيا" و"الرئيس مريض".. الخ.
ثم أعلن بعضهم أن نهاية العالم - حسب الفلكيين- ستكون يوم السبت هذا. ناهيك عن الفضائح المجلجلة والمدوية والرهيبة التي تهز هذه المدينة أو تلك، والاغتصابات.. إلى آخر ما تتفنن فيه - وتهتم به- صحافتنا الألكترونية من شأن.