بوجديدة تلكم المدينة الفتية التي احباها الله بعوامل عديدة منها التميز
الجوي مناخي الجامع لأجواء المدينة والبادية , والتنوع الإثني الفريد الذي
جعلها قبلة لكل موريتاني دون أن يحس بدونية أو أقدمية عليه ,
بوحديدة احباه الله كذلك بأن من عليه بالنقاوة إذ لم يحمل أي من بنيه
معولا من معاول الهدم والفساد التي تهادى بها أبناء هذا الوطن الغالي على
وطنهم , ليس فيه والحمد لله إطار سام ولا مفسد امتلأ جسمه وانتفخ من
المال الحرام , هذه النعمة الأخيرة والتي حرمته ولعقود طويلة من أبسط
الحقوق من صحة وتعليم ومياه وكهرباء وذلك بالمقارنة مع الطفرة العمرانية
والسكانية والإقتصادية التي يشهدها .
وذات مساء وتحديدا الإثنين 16.04,2012 وفي إغفاءة من الزمان وطئت قدما
رئيس الدولة السيد محمد ول عبد العزيز أرض بوحديدة وامتلأت عيناه من
مدينة ذات كثافة سكانية ملفتة وسمعت أذناه هتاف حناجر صادقة لامتملقة
لمغنم ولا آبهة بمغرم.
وأمام هذا المشهد وبجرأته المعتادة وصدق عاطفته الجياش تجاه المهمشين
وأصحاب الحق أصدر الرئيس أوامره بتنفيذ مشاريع ثلاثة في غاية الأهمية
والساكنة في أمس الحاجة إليها:
*بناء إعدادية عصرية في المدينة
*بناء مركز صحي في المدينة فئة ب
*تزويد بوحديدة بشبكة كهربائية تربطها وعاصمة الولاية وتستفيد منها كل
التجمعات والقرى الواقعة على طول الطريق وببراءة زائدة حددت للمشروع فترة
للأشغال قدرت بسبعة أشهر ,
السيد الرئيس إن هذا المشروع كان بالنسبة للسكان حلما حقيقيا يعقدون عليه
الكثير من الآمال ويرجون من وراءه نهضة اقتصادية هائلة ويفتح الباب فسيحا
لخلق العديد من الفرص والمشاريع التي ستمتص داء البطالة الشابة التي
تعتبر المعضلة الأدهى في الوطن والمنطقة . بيد أنه وللأسف الشديد يبدو أن
هناك حواجز ووكتل وحسابات لست أعلمها ولا أنتم سيدي الرئيس أعددتم لها
حسابا شكلت جدارا فولاذيا منيعا تحطمت على جنباته تلك الأمنيات والآمال
وبات المشروع بمثابة نكسة اقتصادية عنيفة على السكان الذين تهافتوا
لإقتناء الأجهزة والمعدات الكهربائية ورشوة عمال الشركة المقاوبة وتخلصوا
برخاصة عن ما كان بأيديهم من مقتنيات تفليدية كالطاقة الشمسية والغاز
الطبيعي .
تبعات مادية ثقيلة على كاهل المواطن المنهك أصلا . ويبقى مشروع كهربة
بوحديدة والذي حظي ساعتها بصخب إعلامي شديد يبقى يراوح مكانه وهو يطاول
خريفه الثالث وأمل ذلك الشعب وأوامر رئيسه تتبدد وتتواري ويجتاحها ظلام
دامس خاله الشعب فد انقشع وللأبد ولكن للأسف هيهات هيهات.