كل المؤشرات تشير إلي أن المغرب وجه مساء السبت رسالة ود قوية و جدية للجارة الجنوبية موريتانيا عندما حل بنواكشوط وفد رفيع ضم كلا من وزير الخارجية صلاح الدين مزوار و المفتش العام للقوات الملكية المغربية(بمثابة منصب قائد الأركان) و قائد المنطقة الجنوبية الجنرال بوشعيب عروب و محمد ياسين المنصوري مدير الاستخبارات الخارجية المغربية بالإضافة إلي سفير الممكلة في نواكشوط عبد الرحمن بن عمر ليلتقي مباشرة بعد وصوله بالرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز الذي كان محاطا بوزير الخارجية حمادي ولد اميمو و مدير ديوانه احمد ولد باهية بالإضافة إلي مدير الاستخبارات الخارجية الموريتانية العقيد محمد فال ولد امعييف و في غياب الفريق محمد ولد محمد احمد ولد الغزواني الموجود خارج الوطن .
اللقاء كان مطولا حسب المعلومات المتداولة و كان بمثابة محاولة مغربية جديدة لطي صفحة الخلاف بين المغرب و جاره الجنوبي فحضور محمد ياسين المنصوري و عبد الرحمن بن عمر لهذا اللقاء و هما من يتحدث الكثيرون عن غضب الرئيس الموريتاني منهم ووصفهم في دوائر القرار بموريتانيا بالعلاقة الحميمة التي وصلت حد الدعم من طرف المنصوري لأبرز معارضي النظام الموريتاني حسب نفس المعلومات فهل كان اللقاء من اجل توضيح حقيقة هذه الاتهامات أم كان للاعتذار و إن بطريقة دبلوماسية و تطيب خاطر الرئيس الموريتاني من طرف هؤلاء .
كل الاحتمالات واردة خاصة ان هذا اللقاء سبقه لقاء أخر غير معلن جمع الرئيس الموريتاني مع الجنرال بوشعيب عروب بترتيب و بحضور من قائد الجيوش الموريتاني الفريق الغزواني علي هامش مشاركة الجنرال المغربي القوي في احتفالات موريتانيا بعيد استقلالها في مدينة نواذيبو و الذي استمر لفترة طويلة ربما جري الحديث فيه عن العلاقات بين البلدين .
اللقاء الحالي بين الطرفين يثير العديد من التساؤلات خاصة حول ما سيقدمه المغرب لموريتانيا في الأيام المقبلة للبرهنة علي طي صفحة الماضي حيث يجري الحديث بشكل واسع عن بداية مضايقة لبعض معارضي النظام الموريتاني في المغرب و هي معلومات لم تتأكد بعد , كما انه يمكن التساؤل كذلك عن ماهية الخطوات التي ستقوم بها حكومة نواكشوط مستقبلا و هل ستشمل تعيين سفير جديد لموريتانيا بالرباط .
الأكيد أن المغرب المهتم بعلاقات الإقليمية و الذي يعرف جيدا حساب مصالحه لن يبعث وفدا بهذا الحجم و هذا التكوين و في هذا الوقت بالذات من أجل السياحة فقط إلي موريتانيا .
و الأكيد كذلك أن النظام الموريتاني يعرف جيدا مدي أهمية أن تكون العلاقة مع المغرب جيدة خاصة أن كل المقومات لا تشير إلا إلي ذلك .
الطوارئ