ما كنت أريد الكتابة في قضية حركة "إيرا" وأهدافها العنصرية الخبيثة، لكنها فيما يبدو تجاوزت كل الحدود، وبدأ رئيسها بيرام ولد اعبيد في تدشين مرحلة جديدة من التطرف والعنصرية فاقت كل التصورات.
لقد انتقل بيرام من مرحلة "ناشط حقوقي" يناضل عن قضية عادلة، وهي مكافحة الاسترقاق، وإنصاف ضحاياه، إلى غول يسعى إلى تقسيم الوطن، وتخريبه، وضرب مصالحه السياسية والاقتصادية، والدعوة الصريحة إلى القضاء على مكونة "البيظان" برمتها، وتشويه سمعتها في الداخل والخارج والسخرية من أئمتها وعلمائها الأجلاء، وتحطيم رموز الوطن الذين ينتمون لتلك المكونة من قادة سياسيين وعسكريين، ومقاومين للاستعمار، وشهداء في سبيل الوطن.
لقد قال بيرام بالحرف الواحد "إنه يسعى إلى تغيير التفاوت في المجتمع الموريتاني من خلال استهداف العلماء، والسخرية من البيظان والقضاء عليهم بشتى الطرق.."
وأقدم بيرام بنفسه على حرق أمهات الكتب الإسلامية، وإقامة "صلاة الجمعة" في أحد شوارع "الرياض"( بيكات)، في تمرد بين على المساجد، وعلى تعاليم الفقه المالكي والطريقة الأشعرية السمحة التي يتشبث بها معظم الموريتانيين. إنه لم يعد يخفى على أحد بأن بيرام أصبح يشارك في مؤامرة دولية إقليمية و مناطقية تستهدف وحدة موريتانيا وكيانها، وتسعى إلى التفريق بين مكونات الشعب الموريتاني، وضرب بعضهم ببعض، في ظل رعاية وتمويل من منظمات يهودية ماسونية عالمية، ومباركة من بعض الدول الغربية ذات الأطماع التوسعية، من بينهم الولايات المتحدة الأمريكية وفرنسا، وليس تسابق السفيران الفرنسي والأميركي للمثول أمام بيرام في منزله بعد ساعات من إطلاق سراحه إلا خير دليل على ذلك، إلى جانب تسهيل رحلاته الخارجية المحرضة على موريتانيا وشعبها، والتي كان آخرها زيارته للسنغال، وهي الزيارة الجنونية التي كشر فيها بيرام عن أنيابه، وظهر فيها على كنه حقيقته، وكيف لا وبعض المقربين منه يرون بأن أصوله سنغالية وليست موريتانية.
لقد استغل بيرام بعض القنوات الإعلامية السنغالية العنصرية والحاقدة على موريتانيا لبث سمومه، وتشويه صورة البلاد، والمطالبة بمحاصرتها اقتصاديا، ولم يدخر أي عبارة تحريض على شعبها خاصة على شريحة "البيظان" التي وصفها بأبشع الأوصاف مطالبا بتشكيل حلف مناطقي للقضاء عليها، وانتزاع السلطة منها بالقوة.
وحسب المعلومات المتوفرة فإن بيرام يخطط لتشكيل حلف مع حركة "افلام" العنصرية في دولتي موريتانيا والسنغال لتحقيق مآربه السالفة الذكر، حيث من المنتظر أن يتم ذلك في مؤتمر سيعقد في يوم 26 يونيو الجاري بمدينة سينلوي السنغالية.
وهو ما يطرح أكثر من سؤال حول الحلف العدائي لموريتانيا وشعبها. ولم يعد يخفى على أحد بأن ذلك الحلف بدأ يتسع ليشكل طوقا على موريتانيا من الجنوب والشمال، فالمغرب تحتضن معارضين غير وطنيين من ضمنهم سياسيين و رجال أعمال هاربين من الضرائب، والسنغال تفتح منابرها أمام التحريض على موريتانيا، وترخص في أراضيها لحبك المخططات والمؤامرات التي تستهدف بلادنا.
والتي تسعى إلى التشويش على القمة العربية المرتقبة، وخلق المزيد من التأزم في البلاد.
والغريب في الأمر أن السلطات الموريتانية فضلت الصمت عن جرائم بيرام وأعوانه تاركة إياهم يعبثون بوحدتنا الوطنية، ويهددون مصالح البلاد في كل مكان..
لكن الشعب الموريتاني أدرك الحقيقة، وانكشفت له خفايا الأمور، ولن يقبل أبدا باستهداف وحدته الوطنية، أو النيل من انسجامه الاجتماعي، ولذا فإن الشعب سيقف بالمرصاد لبيرام وحلفائه من أشرار العالم وسيلقمهم حجرا عندما يحاولون تنفيذ مخططاتهم الدنيئة.
فبيرام الذي كان يحلم في الأمس برئاسة موريتانيا قد أحرق كل مراكبه، وظهر اليوم على حقيقته كعميل للغرب، وكعنصري حقود، ولذا لن يجد من اليوم ظهيرا في صفوف الشعب الموريتاني الموحد والقوي بدينه الواحد، وتنوعه الذي يشكل له مصدر ثراء وقوة.
ولن يقبل الشعب الموريتاني أبدا بتقسيم وطنه وتخريبه على يد شرذمة من أبنائه الخونة، المدفوعين من طرف أعدائه في الداخل والخارج.
فليسقط بيرام وأسياده، والتعش موريتانيا دولة موحدة وقوية ومزدهرة.
بقلم: محمد فاضل ولد النعمه