تتسارع الحياة بأنغامٍ تتغير بلا توقف، ولكن في قلب هذا الصخب الحديث، تظل هناك ظاهرة فلسفية معاصرة تسلبنا اللحظات القيمة للتأمل والتطوير...إنها ظاهرة "النظرة الثابتة"، هذا العقل الذي يُلف الزمن حول عنقه، نافيًا أن يتحول أو يتطور.
-الزمن المثبت:
عندما يحاصر الإنسان نفسه في زمانٍ واحد، يفقد القدرة على استشراف متاهات المستقبل... النظرة الثابتة تُلغي مفهوم التغيير وتجمد الواقع في لحظة واحدة، كما لو كان الزمن قد تمثل في صورة ساكنة.
- أزمة النظرة الثابتة:
تتسم أزمة النظرة الثابتة بعدم القدرة على تقبل تطور وتغَير الآخرين...فالإنسان المنخرط في هذه الأزمة يرفض الاعتراف بأن الحياة تستمر في التحول، ويصمم على تقييم الآخرين بناءً على صورة ثابتة في عقله.
-الحَكم المزعوم:
في تصور صاحب النظرة الثابتة، يكون الفرد نقطة استقرار في عالم يتسارع من حوله... يصبح هو المعيار الوحيد فيه، وأي تغيير يُلقى به على المسار يُصبح مصدر للغرابة والاستغراب...يظل الحَكم المزعوم هو الذي يقوم بترسيم حدود التطور ويُلقي بظلاله على التنوع.
-دور العقل:
يعتبر العقل في هذا السياق خطرًا يهدد استقرار النظرة الثابتة، حيث يُصبح تحديًا للأفكار القديمة والقيم المتحجرة...على الرغم من ذلك، يمكن للعقل أن يكون السلاح الأقوى في رحلة تحطيم قيود النظرة الثابتة.
-تحول الحكم:
لتجاوز أزمة النظرة، يجب أن يقوم الإنسان بتحويل الحكم الذي يمارسه على ذاته... ليصبح قائدًا لذاته ولا يكون مجرد معيارًا للثبات. يمكن أن يحقق ذلك من خلال الأشياء الآتية:
1.اعتماد الرحلة التعليمية:
استكشاف عوالم جديدة والتعلم المستمر يحطم الحدود الثابتة.
2.تقدير التنوع:
عليه أن يفهم أن التنوع يثري الحياة ويفتح آفاقًا جديدة.
3.تفعيل العقلانية:
علينا أن نستخدم العقل في تحليل وتقييم الأفكار بحرية دون قيود.
-ختام الرحلة:
إن مواجهة أزمة النظرة الثابتة تحتاج إلى شجاعة لتحطيم قيود الزمن واستكشاف متاهات الحياة...لنكن روادًا في رحلة الفهم والتطور، حيث يكون الزمان هو شريكنا في بناء مستقبل يستند إلى التنوع وحرية التفكير.
-سيدي عثمان محمد صيكه