مدينة كيهيدي..واجهة موريتانيا المفتخرة بتنوعها ( تقرير البشام ) | البشام الإخباري

  

   

مدينة كيهيدي..واجهة موريتانيا المفتخرة بتنوعها ( تقرير البشام )

البشام الإخباري/ (مكتب كيهيدي) ـ على بعد أكثر من 420 كلم من العاصمة نواكشوط تنتصب مدينة كيهيدي على ضفة نهر السنغال محافظة على صورة موريتانيا متعددة الاعراق.

صعيد مطار المدينة الذي يقع في وسطها يقف شاهدا حيا على إصرار الساكنة المحلية على الاحتفال معا بالأعياد الدينية، والعطل الأسبوعية.

ندرة وصول الطائرات لساحة هذ المطار أتاح لساكنة المدينة، ومن كل الاعراق فرصة الفرح معا، وتذويب الحواجز اللغوية، والنفسية بينهما   

يقول زوار المطار أيام العيد  في حديث عن مظاهر التجانس بين سكان المدينة "يوم العيد هو فرصة ذهبية لجميع سكان مدينة كيهيدي،  للتنزه،  والتعارف،  وكذا،  الاستمتاع  بفرحة العيد ، حيث تعج ساحة المطار  ، بأفواج،  الزوار من شتى أنحاء المعمورة.  

تاريخ من التعايش

يرى بدي ولد أحمد سعيد السبعيني الذي حُول إلى المدينة مُعلما العام 1975 من القرن الماضي ثم استقر هنا، أن كيهيدي هي واجهة موريتانيا المفتخرة بتنوعها.

ويضيف ولد أحمد سعيد "عادات السكان من كل الاعراق هنا موحدة، وهي عادات نابعة من الدين الإسلامي الذي ظل ناظما للعلاقات بين سكان المدينة".

ويشير لد أحمد سعيد إلى أنه خلال أيام العيد يحرص السكان على التزاور فيما بينهم، وتجسد ساحات مصليات العيد في كافة أرجاء المدينة حقيقة الأخوة، ومتانة العلاقات التي تربط بعضهم ببعض.

وأكد ولد أحمد سعيد أن "الطرق الصوفية، وخطباء المساجد من مختلف المدارس الاسلامية لعبوا دورا في تحويل المدينة إلى نموذج للتعايش سواء في المنازل، أو الأسواق، والطرقات"، وفق قوله.

عادات لا تتغير

في حي "كتاكه" الذي يقع في الخاصرة الشمالية للمدينة يجلس إمام الجامع العتيق بالحي (مصنف تراثا إنسانيا) يوسف التيجاني جاكانا وسط منزله لاستقبال المهنئين في ثاني أيام عيد الأضحى المبارك.

الامام جاكانا أشار في تصريحات لمراسل وكالة البشام الإخبارية بالمدينة إلى ان عادات العيد بين سكان الحي ثابتة منذ عشرات السنين.

يقول الامام جاكانا الذي يؤم صلاة العيد بحضور السلطات الرسمية بالولاية إن اليوم الأول من أيام العيد في مجتمع السوننكي يخصص لذبح الأضاحي، وتقسيم لحومها، لافتا إلى أن العادة جرت أن يتم تحضير الأضحية، وتسمينها والاعتناء بها أشهرا قبل حلول عيد الأضحى.

وأضاف جاكانا الذي كان محاطا بزواره من مختلف الفئات العمرية "في اليوم الثاني من أيام العيد تبدأ الزيارات بين العائلات، وتسمر لأسبوع كامل"، معتبرا أن مظاهر التجانس بين سكان المدينة من مختلف الأعراق "مجسدة في كل شيئ.. طريقة اللبس الذي يكون في الغالب مصبوغا بصباغة المدينة المشهورة، واداء صلاة العيد بشكل مختلط، ثم الصغار الذين يطوفون المازل بحثا عن "انديونة"، قائلا "مصطلح "انديونة" يظهر أن الموريتانيين يشتركون في عاداتهم المجتمعية، رغم اختلاف أعراقهم"، وفق قوله.

وأكد جاكانا أن اعتناق الموريتانيين للدين الاسلامي جعلهم موحدين، "وهي وحدة انسحبت على العاداة والتقاليد"، يضيف إمام الجامع العتيق بحي كتاكه.