صدور مذكرات الأستاذ يحي ولد عبدي تحت عنوان : "خطى في سبيل الوطن" | البشام الإخباري

  

   

صدور مذكرات الأستاذ يحي ولد عبدي تحت عنوان : "خطى في سبيل الوطن"

صدر مؤخرا عن مكتبة القرنين 15/21 كتاب "خطى في سبيل الوطن" لمؤلفه النائب والموظف السامي الأستاذ يحي ولد عبدى البركني ، أطال الله بقاءه , وقد كان الكتاب عبارة عن تجربة غنية لرجل شارك في الإرهاصات الأولى لتأسيس الدولة الموريتانية، التي انبثقت من رحم مؤتمر ألاك 1958  حيث كان يحي ولد عبدي بروحه الوطنية  شاهدا  حياعلى المراحل التي قطعت من أجل التحرر من الاستعمار , فقد ساهم بإرادته القوية ونشاطه المتحمس ورؤيته الثاقبة في تنوير الرأي المحلي والوطني إلى ضرورة مشاركة الجميع في تأسيس الدولة الموريتانية والتحول من البداوة إلى التحضر.

ويعتبر هذا الكتاب لبنة أساسية تنضاف إلى بعض المذكرات التاريخية الهامة ( مذكرات المختار ولد داداه ) التي سطرت التاريخ الموريتاني بسطور من الذهب ستظل مرجعا لكل الأجيال الموريتانية وعبر مختلف العصور

ويعلق الزميل الأستاذ محمد عالي ولد عبادي على الكتاب قائلا :تحت عنوان ملاحظات على هامش مذكرات يحي ولد عبدي :

لقد استطاع المؤلف أن يشركنا بالاطلاع على تجربته ومتابعة سرده بتلهف من خلال أسلوبه الشيق والعفوي، والذي لا شك أن القارئ سيلمس فيه الكثير من الصدق، والبعد عن اللف والدوران في سرد الأحداث التاريخية,

فالكتاب يظهر الجهد الكبير الذي بذله الجيل المؤسس للدولة والشحنة الوطنية التي كان يتسلح بها، فرغم صعوبة الظروف لم يكن المعلم فيها في تلك الفترة مجرد مدرس أطفال على طريقتنا اليوم، بل كان يحمل في نفسه مجموعة من القيم تمكنه من التغلغل في المجتمع ودراسته بجميع أبعاده والنفسية لينتقل من موقع الموظف إلى موقع الفاعل والمؤثر.

لقد كان الكتاب شهادة حيه وجديدة لمرحلة ما قبل تأسيس الدولة وما بعدها، شهادة من رجل -كما يقول السفير والكاتب سيد أحمد والدي-"واكب جميع التطورات ليس مشاهدا على الهامش، بل عضوا فاعلا في إرهاصات الحركة التحررية، من إنشاء منظمة "الشبيبة الموريتانية" منتصف الخمسينات، مرورا ب"حزب النهضة"، ثم "حزب الشعب"، متدرجا بين الوظائف السامية والعادية بروح رياضية وانضباط مثالي وبدون أي شكل من المركبات فكان بحق خادما لبلاده وشعبه من أي موقع بوأته إياه الظروف".

ولقد اشتقنا كما قال أستاذنا سيد أحمد بأن يسترسل أكثر للحديث عن تجربته البرلمانية، وكيف كان نشاطهم في تلك الفترة والكواليس التي طبعته ، حيث كان نائبا.

وعلى العموم ولئلا نطيل على القارئ الكريم، فإننا ننصح شبابنا وغيرهم باقتناء هذا الكتاب، فلا شك أنه سيشكل إضافة نوعية بالنسبة لهم، وتجربة غنية يجب الاستفادة منها والاقتداء بها، فيمكن للإنسان أن يستفيد من معارف المستعمر وثقافته دون أن يذوب فيها، بل إن ذلك قد يساعده أكثر في مقاومتها والتحرر من قيودها,.

وبالمناسبة فلا يسعني في هذا المقام إلا أن أشكر صديقي وزميلي محمد ولد عبدي أبن أخ المؤلف الزعيم التقليدي فال ولد عبدى تغمده الله برحمته و الذي ورد ذكره في الكتاب، والذي اتحفني بنسخة منه، ولقد كانت بحق هدية ثمينة، ربما لم أكن لأجد الفرصة في الاطلاع عليها في ظل عالم السرعة هذا، الذي سطح الأفكار وبلد الذهن.

تصفح أيضا...